رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لبنان مقبل على صيف ساخن».. سياسي: عون يفكر في التهديد بالاستقالة

المحلل السياسي اللبناني
المحلل السياسي اللبناني محمد الرز

اعتبر المحلل السياسي والكاتب اللبناني محمد الرز، أن الأزمة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، تعود إلى لحظة تكليف من قبل الكتل النيابية لتشكيل الحكومة، لافتا إلى أن الدليل على ذلك رفض كتلة التيار العوني له. 

وقال الرز في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن رئيس الجمهورية استغل الأزمة أيضا للمطالبة والعمل على تغيير الدستور أو تعديله لمصلحة رامية إلى استعادة كل الصلاحيات السابقة لرئاسة الجمهورية، مردفا: "فمن المعروف أن العماد ميشال عون يعادي اتفاق الطائف للوفاق الوطني في لبنان منذ صدوره عام 1989".

وتابع: "عون خاض حربا عسكرية ضد اتفاق الطائف، واعتدى على كل الفرقاء المسيحيين، الذين قبلوا به آنذاك بدءا من البطريرك صفير إلى أصغر فريق مسيحي، ثم أنه ادعى القبول به عندما سنحت له الظروف السياسية، وانتخب رئيسا للجمهورية"، مشيرا إلى أن الرئيس اللبناني سرعان ما انقلب بعدها على هذا الاتفاق وبدأ يفرض نفسه على الحكومات المتعاقبة سواء بتسمية الوزراء أو بالتصديق على القرارات والمراسيم وحتى على انعقاد جلسات الحكومة في القصر الجمهوري وبرئاسته.

كما أكد أن اتفاق الطائف الذي أنتج الدستور اللبناني الحالي ضمن التوازن لكل اللبنانيين بعد حرب أهلية دامت 15 عاما سببها الرئيسي حصر كل الصلاحيات بيد رئيس الجمهورية، فانتزع قسما منها ووضعها بيد مجلس الوزراء مجتمعا وفق صيغة مشاركة محددة ونص على إنشاء مقر خاص للحكومة تجتمع فيه.

واعتبر الرز أن الرئيس عون عاد إلى استراتيجيته القديمة وأخذ يدعو بواسطة فريقه إلى مؤتمر تأسيسي لتعديل الدستور مستخدما صلاحياته لتعطيل كل ما يخالف توجهاته، مردفا: "ولم تعد المسألة متعلقة بالرئيس الحريري فقط وإنما بأي رئيس للحكومة يلتزم بالدستور كما حصل مع تمام سلام ومع حسان دياب الذي ضغط عليه للاستقالة ومع سواهما".

وأشار الكاتب اللبناني البارز إلى أن ما تشهده الساحة اللبنانية في الوقت الحالي، ومع سلسلة التطورات التي تشهدها المنطقة وخاصة التشديد العربي على تطبيق اتفاق الطائف في لبنان، هو بداية سقوط استراتيجية الرئيس عون وفريقه النيابي برئاسة صهره جبران باسيل.

واستكمل: "ومن هنا جاءت رسالة رئيس الجمهورية للمجلس النيابي لتعديل الدستور، وحين لم يحصل ذلك هدد نواب التيار العوني بالاستقالة من المجلس وعددهم 26 وتفيد المعلومات أن هذا التهديد جدي"، مشيرا إلى معلومات تفيد أيضا إلى أن عون سوف يوجه رسالة متلفزة إلى اللبنانيين يعلن فيها عزمه على الاستقالة أو التفكير بها على أقل تقدير، لكن المفاجأة ستكون أن حلفاءه من الأحزاب والقوى السياسية لن يضغطوا للتمسك به.

واختتم الرز حديثه قائلا إن كل ذلك يعني أن لبنان مقبل على صيف ساخن جدا باحتمالات مفتوحة قد لا تسمح له بمواكبة المتغيرات العربية والإقليمية فيما تشهد البلاد المزيد من التدهور السياسي والاجتماعي والمعيشي وسط تكهنات عن تحرك عربي معين للإمساك بالملف اللبناني مجددا.