«بنفكر بالصينى».. لغة جديدة تدخل المدارس المصرية لخدمة سوق العمل
تطوير التعليم ليس فقط بناء مدارس وجامعات جديدة، ولكنه بناء عقلية وفكر جديد وطريقة تدريس جديدة لا تعتمد على الحفظ والتلقين، وإنما تعتمد على كسب مهارات تناسب سوق العمل ومتطلباته في المستقبل، مثل اللغات الأجنبية والهندسة والعلوم وغيرها من المواد الابتكارية التي تساعد على الإبداع والاستفادة من المواهب والطاقة لدى الطلاب.
وفي إطار خطة التطوير أرادت الحكومة إكساب الطلاب مهارات اللغة الصينية، حيث عقد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، اجتماعًا مع سفير جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة؛ لمناقشة عدد من الموضوعات الخاصة بالمشروعات المشتركة بين البلدين في مجال تطوير التعليم، ومنها تدريس اللغة الصينية في المدارس المصرية، كلغة اختيارية بداية من العام المقبل بعدد من المدارس.
وتستهدف وزارة التربية والتعليم من هذا الاتفاق والتعاون توفير مجموعة من اللغات الأجنبية الاختيارية للطلاب لتمكينهم من التعامل مع العالم واقتحام مجالات عمل جديدة في مصر وخارجها، نظرا للتطور الهائل في آسيا عموما والاحتياج لها في المنافسة العالمية.
خطة للانفتاح على العالم
وفي هذا الشأن يقول دكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، إن وزارة التربية والتعليم تحتضن فكرة تعليم اللغات الأجنبية ضمن خطتها في الانفتاح على العالم والثقافات الأخرى، بما يحقق التواصل العلمي الكامل بين الطلاب، خاصة الجامعات في كل دول العالم.
ويتابع "شحاتة" أن هذه اللغات تساعد في انتقال الطلاب من المحلية إلى العالمية، من خلال تبني فكر تقدمي يناسب تطورات العالم المتلاحقة، والتقدم التكنولوجي المتسارع، مشيرًا إلى أن الاحتكاك بين الطلاب من دول مختلفة يخلق نوعًا من التفاعل يفيد العملية التعليمية، من حيث تبادل الأفكار والمعلومات، حي تستهدف وزارة التربية والتعليم تطوير منظومة التعليم ككل بداية من المناهج نهاية بالمباني والتي لم تتغير منذ عشرات السنوات.
ولفت أستاذ المناهج بجامعة عين شمس إلى أن اكتساب لغات جديدة يساعد على اكتساب مهارات تناسب سوق العمل المتغير، وعن مطالب البعض بتعليم اللغة الهيروغليفية عقب موكب المومياوات، يقول شحاته إن ذلك يعد ارتباطًا بالهوية المصرية القديمة وتنمية للوجدان القومي وتحقيق ارتباط شرطي بين الأجيال الجديدة ووطنهم مصر من خلال التعمق في الحضارة المصرية القديمة، كما يعد خروجًا من عباءة المحلية إلى العالمية وليس العكس.
التعليم ليس مقتصرًا على اللغة
وتتفق في هذا الرأي دكتورة محبات أبو عميرة، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، مؤكدة أن اكتساب أكثر من لغة للطلاب يخدم متطلبات سوق العمل في المستقبل، خاصة مع التطور العالمي الكبير والمتسارع، كما أن خصائص النظام التعليمى بالصين هو أن اهتمام المدارس ليس منصبًا فقط على المستوى الأكاديمي للطالب وقدراته التحصيلية، ولكن هناك اهتمامًا كبيرًا بمهاراته الاجتماعية ليصبح عضوًا مسئولا في المجتمع.
وأشارت إلى أن الهدف ليس تعليم اللغة الصينية فقط، خاصة وأن التعليم الصيني والياباني بمصر يكون باللغة الإنجليزية، ولكن الغرض الأساسي من ذلك هو المهارات التعليمية والمعلومات والمعرفة الأساسية، والقدرة الذاتية على التعلم والتفكير والعقلية والشخصية السوية والالتزام ومهارات العمل الجماعي والتعاطف وفهم الآخرين.
يذكر أن تعليم اللغة الصينية سوف يبدأ بتجربة محدودة في 10 مدارس عامة فقط ومدرسة واحدة للتعليم الفني العام القادم، وذلك وفق تصريحات وزير التربية والتعليم دكتور طارق شوقي.