روائي شاب عن جمال الغيطاني: صحفي محارب نادر الوقوع في الأخطاء
الروائي والكاتب الصحفي حسن عبد الموجود واحد من أبرز الروائيين الشباب في جيله، جاء من أقصى الجنوب "نجع حمادي" ليكون واحد من ضمن كتيبة الكبار الذين سبقوه إلى القاهرة هجرة في محبة الكتابة والصحافة، يروي حسن عبد الموجود لـ"الدستور"، تفاصيل اللقاء الأول بالراحل جمال الغيطاني وعن دور الغيطاني الصحفي والروائي في الدفاع عن حرية الرأي والتعبير ضد الأصوليين والمتأسلمين.
عن اللقاء الأول الذي جمعة بالراحل جمال الغيطاني يقول الكاتب حسن عبد الموجود:"فى 96 كانت زيارتى الأولى إلى "أخبار الأدب" مع صديقى الشاعر عبدالناصرعلام، في هذا الوقت كان اسمى ضمن قائمة الفائزين بمسابقة للقصة القصيرة، وجئت لاستلام جائزتى (400 جنيه)، استلمت المبلغ من المبنى الإدارى، وكان مكتب الكاتب الكبير جمال الغيطانى على بعد خطوات منا.
بعد قليل من الانتظار، انفتح باب مكتبه واحتفى بالشاعر عبدالناصر علام احتفاء كبير، فقد نشرت أخبار الأدب له العديد من القصائد عير صفحاتها، بينما امتنعت عن النشر لى، لكن جاء الدور علىَّ أخير، فقد نشرت قصتى "طقوس البيت المبعثر" على مساحة كبيرة، ومعها إشارة إلى أنها القصة الفائزة بالمركز الـ12 مع أن "إعلان أسماء الفائزين" قال وقتها إنها القصة الحاصلة على المركز "السادس مكرر.
ويتابع عبد الموجود في مقابلتي الأولي: "لم أكن أطمع فى أكثر من سلام على جمال الغيطانى، لكنه فاجأنى بما هو أكثر، نظر إلىَّ، ونطق اسمى الثلاثى وقال إنه اطلع على كل النصوص التى اشتركت بها، القصة الطويلة الفائزة ومجموعة من الأقاصيص، ووصفها بالجميلة، وأخبرنى كذلك أنها نافست القصةَ الفائزةَ حتى النهاية، لكن الرأى استقر على "طقوس البيت المبعثر"، ثم أبدى دهشته لأنه كان يعتقد أننى كبير السن وربما كان حديثه آنذاك نوعاً من المجاملة وقال لى وقتها: "كنت فاكر عندك ستين سنة، بس طلعت طفل.
الغيطاني مراسل حربي
أشار عبد الموجود إلى أن الغيطاني لم يكن شخصا عاديًا، وبالنظر إلى النفاصيل الدقيقة لحياته الصحفية ستجد من أهم وافضل وأبرز مراسلي الحرب في عالمنا العربي فبجانب كونه صحفي فهو مبدع، وهذا ما جعل كتاباته حكايات الغريب ، الرفاعي تنطق بالمعايشة وترسم التفاصيل الدقيقة لدروب المعركة عبر كتابة صحفية وإبداعية مشغولة بالحب والإيمان والقناعة بما يقدمه.
نجح الغيطاني في تحويل "أخبار الأدب" إلى مجلس حرب حقيقي منعقد طول الوقت في مواجهة المتاسلمين والمترصدين لحرية الرأي والإبداع.
أبرز المعارك الغيطاني: وليمة لأعشاب البحر
أشار عبد الموجود إلى أن من أبرز المعارك التى خاضتها أخبار الأدب، برئاسة تحرير الغيطاني كانت زمة "وليمة لأعشاب البحر" للسوري حيدرحيدر الرواية التى أثارت جدلاً في الشارع المصري، انتصر فيها الغيطاني لحرية الرأي والفكر والإبداع، ذلك رغم ما كان من خصومة واضحة لا ستراتيجيات وزارة الثقافة فاروق حسني إلا أنه احتار أن يقف في مواجهة المتأسلمين الذين اعلنوا هدر دم كاتب الرواية " حيدر حيدر"، والمسئولين عن نشرها "إبراهيم أصلان ، حمدي أبو جليل ".
وذكر حسن أن الكاتب إبراهيم أصلان أبلغه قلقه ومخاوفة من ردة فعل تلك الفتاوي التى وصلت لاهدار دمه، إلا ان ماحدث ان المصريين الذين يعرفون إبراهيم اصلان هم أول من وقفوا إلى جانبهم، وكانت هذه بمثابة رسالة واضحة لطمأنته.
يشير عبد الموجود إلى أن الغيطاني كان ينسي أنه روائي ومبدع، وكأنه يخلع عنه هذه الصفة مجرد جلوسه على كرسي رئاسة التحرير عبر اجتماعاته الأسبوعية كان يقدم رؤية عامة لما يمكن أن نقدمه الأسبوع، ويسألنا عن أفكارنا وعن الجديد، بجانب ذلك كان قادرًا على خلق خطط صحفية استراتيجية على المدى البعيد يمكن ترجمتها إلى ملفات صحفية.