أحمد الحلوانى: «ممالك الحب والنار» تتناول فترة مهمة فى التاريخ المصرى
صدرت حديثا عن دار العين للنشر والتوزيع٬ أحدث إبداعات الكاتب الروائي أحمد الحلواني٬ رواية جديدة بعنوان "ممالك الحب والنار". وتقع الرواية في 250 صفحة من القطع الوسط.
وكشف أحمد الحلواني في تصريحات لــ"الدستور" عن أجواء روايته الأحدث "ممالك الحب والنار"٬ قائلاً: "استغرقت تلك الرواية أكثر من ثلاث سنوات كتابة٬ وهي تتكلم عن فترة من أهم فترات التاريخ المصري في عصر الفاطميين٬ حيث مرت مصر بمحنة قاسية سبع سنوات عجاف أكلت الأخضر واليابس، وهي الفترة التي وسمت بالشدة المستنصرية، حيث انخفض منسوب النيل لدرجة أن الأهالي كانوا يعبرونه سيرا على الأقدام، وفي ذات الوقت كانت المؤامرات والدسائس تجتاح البلاد بين الجنود الأتراك الذين يستعين بهم الخليفة في فرض الأمن في البلاد وبين الجنود السودانيين الذين تستعين بهم أم الخليفة لحمايتها، بجانب انتشار وباء الطاعون الذي حصد ثلثي أعداد الشعب المصري، وقد حاولت استلهام تلك الفترة وما عانه الشعب المصري من فظائع صاحبتها واستعنت بالكثير من المراجع التاريخية".
وتابع: "ربما ما جعلني أكتب عن تلك الفترة بالذات أنها فترة هامة جدا في تاريخ مصر".
ومما جاء في رواية "ممالك الحب والنار" للكاتب الروائي أحمد الحلواني نقرأ:
رغم أن الخليفة في ذلك الوقت كان قد بلغ أشُدَّه ووصل لمرحلة الرجولة وبذلك سقطت عنه وصاية الملكة «رصد»، وحقّ له الانفراد بالحكم، فإنها، وقد تمكنت من كل مقاليد الحكم، لم تكن تدع أحدًا يشاركها ما تربعت عليه من سلطة، حتى لو كان ابنها وفلذة كبدها، فللكرسي سطوة وفتنة يصعب على المرء مقاومتهما، وكأن الكرسي تملك روحها فصارت عبدة له، عبودية أشد وأقسى من العبودية التي عرفتها من قبل، يطوق روحها بسلاسل من نار؛ فحرصت بالاتفاق مع الوزراء على إغْراقِه في اللهو والمسرات لتنفرد بتدبير الأمور، ونتيجة التوسعات والفتوحات الكثيرة التي واكبت عصر الفاطميين، غصّ قصره بغنائم الحروب، وبخاصة الإماء اللاتي لا يحصى عددهن ما بين البيض والسود والخُلاسيات، فتعددت أجناسهن وألوانهن.
اهتمت «رصد» بانتقاء الجواري والسراري بعناية شديدة لإمتاعه وإشباع رغباته، وما بين المتعة في أحضان الجواري، والاحتفالات التي لا تنقطع في قصر الخلافة والدولة الفاطمية أمضى «المستنصر» حياته في لهو ولعب.
وهكذا سلبته إرادته، فلم يهتم بأمور الحكم وكأنه ما زال تحت الوصاية، فلم يشغل باله بأمور الدولة، ولا ما يحدث فيها، ولم يتحرَ مدى معاناة شعبه، لعلمه أن أمه تتولى كل شيء، وما بين سكرة الخمر التي لا تفارقه ليلًا أو نهارًا، وانغماسه في مُتَعِه الجنسية، وما كانوا يرتبون له من رحلات للصيد، والاحتفالات والأعياد والموالد الكثيرة التي لا تنتهي، كمناسبة رأس السنة الهجرية ومناسبة عاشوراء، ومولد النبي (صلى الله عليه وسلم)، وعيد الفطر، وعيد النحر (الأضحى)، وذلك غير المناسبات الأخرى الخاصة بالخلفاء الفاطميين.