خبير تسويق: اللجان الإلكترونية لعبة سياسية دولية
كيف تعمل اللجان الإلكترونية للإخوان على إطلاق الشائعات؟
من السهولة بمكان أن تطلق الشائعة، لكن من الصعب السيطرة عليها، ولأن الجميع يعلم ذلك استغلت بعض الجماعات وعلى رأسها الإخوان الارهابية منصات التواصل الاجتماعي لإطلاق الشائعات لإعلان الحرب على مصر وإثارة الفتن والغضب بين المواطنين والحكومة.
ظاهرة الشائعات لم تخلقها المواقع الإلكترونية، فهى موجودة منذ مئات السنين، لكن فى السنوات الأخيرة اتخذ مطلقى هذه الشائعات منحى جديد استغلوا من خلاله انتشار وسائل التواصل لإيصال الشائعة لأكبر عدد ممكن من المواطنين فى أقل وقت ممكن.
كانت جماعة الإخوان أكبر المستغلين للسويشال ميديا، فكشف دراسة أشرفت عليها لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب أن هناك 53 ألف شائعة تم إطلاقها داخل مصر خلال 60 يومًا فى سبتمبر وأكتوبر 2017 تم بثها من خلال وسائل مختلفة كانت النسبة الأكبر من خلال السوشيال ميديا.
«الدستور» تكشف في السطور التالية تاريخ الإخوان مع اللجان الإلكترونية وكيف استغلتها لإطلاق الشائعات.
الإخوان وأول موقع إلكتروني
جماعة الاخوان الإرهابية صاحبه السبق في إطلاق الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، فحرصت منذ سنوات على التواجد على الإنترنت لبث أفكارها والتوريج لها، وبدأ الأمر معها قبل ثورة يناير بسنوات طويله، فظهرت تجارب التحرير الإلكتروني وإنشاء المواقع علي الإنترنت عند الجماعة فى مايو 1998 بإطلاق موقع "الدعوة"، واستمرت فى تأسيس مواقعها التى تروج لأفكارها حتى تأسيس أهم وأكبر موقع لها إخوان أونلاين فى 2003 وإخوان ويب فى 2005.
لم تكتف الإخوان بتجربة المواقع فقط، لكن كان للمدونات دور مهم فى الترويج لها ولأفكارها وبدأ الاخوان أول تجربة لهم فى 2005 بمدونات محدودة، وفى 2007 بدأت مدوناتهم فى معارضة الأنظمة السياسية بصورة واضحة، خاصة المؤسسة العسكرية فانطلقت مدونات "إنسي والحرية لبشر والحرية لحسن مالك ورجل حر رغم القيود".
بدأ عمل اللجان الإلكترونية للإخوان والجماعات الإسلامية بشكل لافت فى مارس 2011 بالتزامن مع استفتاء مارس 2011 الذي أجرى فترة حكم المجلس العسكري عقب تنحى مبارك عن الحكم بشهر واحد، ونجحت هذه اللجان فى هذا الوقت من حشد الكثير من المصريين لصفوفهم وخرجت نتيجه الاستفتاء على الدستور بنعم والتى حشدت الجماعات الإسلامية الكثير من جنودها لخروج الاستفتاء بهذ الطريقة، وبدأ وقتها يتداول المواطنون العاديون لأول مرة مصطلح "اللجان الإلكترونية".
اشتعل الصراع الإلكتروني مرة أخري مع حلول الانتخابات البرلمانية في نهاية 2011، ثم في الانتخابات الرئاسية عام 2012، التي فاز بها الرئيس المعزول محمد مرسي، على حساب أحمد شفيق الذي كان يشغل حينها رئاسة الوزراء.
ضبطيات الداخلية
قامت وزارة الداخلية علي مدار سنوات بدور كبير في ضبط خلايا الإخوان الإلكترونية والتي سعت لنشر الشائعات في المجتمع، خاصة بعد ثورة 30 يونيه، وكان من أبرز جهود الداخلية عندما تمكنت من ضبط أكبر خلية من حيث العدد والنشاط والتى عرفت إعلاميًا بـ" قضية اللجنة الإعلامية الدولية لجماعة الإخوان" وحملت رقم 10383 لسنة 2016 إدارى المقطم، والتى كشفت تحرياتها عن قيام مجموعة من الشباب المنتمين للجماعة بتمويل خارجي من إنشاء كيان إلكترونى لنشر الأخبار السيئة والمغلوطة عن مصر وإضفاء مظهر الضعف علي الحكومة والإدعاء بعدم قدرتها على قيادة الدولة، وحشد المواطنين ودفعهم للتظاهر والقيام بأعمال عنف لخلق حالة من الفوضي.
ومع ارتفاع عدد مستخدمى الانترنت فى مصر أصبح تداول الشائعة أمرا هينًا، فبلغ إجمالي عدد مستخدمي الشبكة العنكبوتية في مصر عن طريق «الهاتف المحمول- الإنترنت فائق السرعة- الـ يو إس بى» نحو 62.3 مليون مستخدم بنهاية سبتمبر 2020، بحسب مؤشرات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الصادر عن وزارة الاتصالات.
خبير تسويق إلكتروني: اللجان الإلكترونية لعبة سياسية دولية
فادى رمزي، خبير تسويق إلكترونى وإعلام رقمى، قال إن اللجان الإلكترونية ليست بدعة مصرية لكنها ظاهرة عالمية تلعب دور كبير فى الحياة السياسية لأغلب دول العالم الكبري وعلى رأسها أمريكا وأوروبا التى وكان لهذه اللجان دور مؤثر فى الانتخابات الرئاسية فيها بتوجيه الرأى العام الأمريكيى والاوروبي اتجاه مرشح محدد.
أضاف فادي، لـ"الدستور": "ثورة 25 يناير كانت بداية العمل الحقيقي للجان الإلكترونية فى مصر سواء من الناحية السياسية أو التسويق الإلكتروني، موضحًا أن قوة السوشيال ميديا فى الشارع المصري كان من أحد مخرجات الثورة التى أظهرت قوته فى التأثير، وتباع قبل 2011 كان تأثير السوشيال ميديا فى مصر ضعيف ومحدود حتى بالنسبة للعاملين فى المجال الإلكترونى لذا كان الإعتماد عليه محدود.
أوضح كان من الطبيعى أن يستغل البعض القوى العظمى للسوشيال ميديا فى توجيه الرأى العام أو حشده وهذا ماحدث بالفعل من بعض الجماعات السياسية فى مصروالتى إستغلت قوة السوشيال ميديا فى الوصول لأهدافها السياسية، ومع الوقت لم تعد اللجان الإلكترونية تلعب دورًا فقط فى الحياة السياسية وإنما أيضا فى مجال التسويق سواء لمنتج أو شركة أو شخص.
أشار إلى أنه من الصعب على أى دولة أن تسيطر على ظاهرة اللجان الإلكترونية، لكن يسهل التوعية بها وبهدفها حتى لايستجيب المواطنين، لكن ماتنشره هذه اللجان من أخبار مضللة وشائعات تكدر السلك العام.
استطرد فادى:"المتعاملون مع السوشيال فى مصر فى حاجة إلى توعية كبيرة من مؤسسات الدولة للقضاء على ظاهرة" شير فى الخير" التى تتواجد بقوة بين المستخدمين، حتى نستطيع التحكم فى المحتوى التى يعاد مشاركته مرة أخري، ويدرك مستخدمى الإنترنت أن كل مشاركة لمنشور ليست دائمًا فى الخير، إنما من الممكن أن يكون لها تأثير سلبي كبير.