«سامي» يبحث عن أهله بعد 24 عامًا: «حاسس إنهم محتاجين ليا»
لم ييأس سامي التهامي، صاحب الـ 24 عاما، من العثور على أهله الذين قاموا بإلقائه في أحد شوارع مركز بلطيم بمحافظة كفر الشيخ منذ أن كان عمره أيام ليستقر به الحال في دار أيتام بمدينة كفر الشيخ تربي بها، ولكن ظل بداخله شعور البحث عن أهله طوال تلك الفترة حتى خروجه من تلك الدار.
يسرد سامي، قصته خلال حديثه لـ"الدستور" قائلا: "دخلت دار أيتام بمدينة كفر الشيخ عقب العثور علي عندما كان عمري عدة أيام بجوار سور مستشفي بلطيم المركزي بمحافظة كفر الشيخ بعدما عثرت علي إحدى السيدات في شهر مايو عام 1998 والتي قامت بتحرير محضر بالشرطة وبالتالي سلمتني الشرطة لدار الأيتام والإيواء، ولم أكن أدرك أنني أعيش في دار أيتام حتى بلغت الرابعة من عمري وبدأت أفهم وأستوعب الأمر، وظللت بها ولكن ظل حلم العثور على أهلي يراودني من وقت لآخر.
وتابع الشاب سامي التهامي، فور بلوغي سن الـ16 عاما، خرجت من دار الأيتام وأكملت تعليمي حتي التحقت بكلية التجارة، ولكن لم أنسى العثور على أهلي فقمت بالبحث وذهبت لدار الأيتام التي كنت موجود بها وطلبت الإطلاع على أوراقي ومحضر الشرطة التي بموجبه تم تسليمي إليهم لكي أعرف قصتي وعند اطلاعي على المحضر عرفت منه اسم السيدة التي عثرت علي قبل 24 عاما وذهبت إليها مدينة برج البرلس حيث تقيم وتذكرتني وطلبت منها أي معلومات أخرى تساعدني في العثور على أهلي ولكن لم تفيدني على المكتوب في المحضر ولم تضف لي أي معلومات جديدة.
وأوضح سامي، أن أولاد تلك السيدة أرادوا مساعدته وطلبوا منه عدد من الصور الشخصية لاستخدامها في البحث عن أهله، وتعاطف أهالي مركز بلطيم معي وعرفوا قصتي وبدأوا هم أيضا بالبحث معي عن أهلي ولن أيأس من العثور عليهم أبدا وواثق أنني سأنجح لأني حاسس إنهم محتاجين ليا فأنا حاليا أعمل وأستطيع رعايتهم، فمن الوارد أن يكونوا قد استغنوا عني زمان بسبب ضيق الحال وعدم قدرتهم على الإنفاق علي، وأنا حاليا أريد أن أساعدهم ماديا وأكون سندا لهم في الحياة.
وأضاف سامي، أنه حاليا يقيم مع عدد من الشباب الذين تربوا معه في الدار بإحدى الشقق بمدينة كفر الشيخ والكل يشهد لهم بالأخلاق والسمعة الحسنة ، مختتما حديثه بمناشدته أهالي المحافظة بمساعدته في العثور على أهله في أسرع وقت ممكن.