المفتي: المرأة عليها الفطر إذا جاءها الحيض في الساعات الأخيرة للصوم
قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن التكليفات الشرعية في القرآن والسنة على العموم تشمل الرجل والمرأة، إلا إذا دل دليل على أن هذا الخطاب خاص بفئة معينة فيبقى خاصًّا بها كبعض التكليفات الخاصة بالمرأة نظرًا لطبيعتها الخاصة الأنثوية ويظهر هذا الأمر أكثر في جانب العبادات".
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "كُتب عليكم الصيام" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم، مضيفًا أن المرأة ليست أقل من الرجل في حبها للعبادة والتدين الحقيقي بل من يتأمل طبيعة المرأة يجد عندها رقة ممزوجة بالعزم في استقبال التكليفات، وقد لاحظنا من الفتاوى الواردة لدار الإفتاء أن المرأة تتفوق على الرجل في السعي إلى معرفة الحكم الشرعي وطلب الفتوى وهذا يدل على رغبتها في التدين الصحيح والمنضبط على أكمل وجه.
وأوضح مفتي الجمهورية أن على المرأة الفطر إذا جاءها الحيض ولو في الساعات الأخيرة من صيامها.
ولفت النظر إلى حكم إدراك المرأة لصوم اليوم التالي إذا طهرت من الحيض قبل الفجر بوقت لا يسع الغسل؟ فقال: يجب على المرأة الصوم إذا انقطع دم الحيض قبل الفجر، وعليها في هذه الحالة أن تنوي الصوم قبل الفجر، وتأخير الغسل إلى ما بعد ذلك لا يؤثر في صحة الصوم.
وعن حدوث الجنابة في الليل قال مفتي الجمهورية: يستحب الغسل قبل دخول الفجر إذا كان هناك استطاعة ولكن الصوم صحيح إذا نوى الصوم وهو جنب، ويجب الغسل قبل أداء الصلوات، وهو مثل الاحتلام في نهار رمضان، فالمحتلم أثناء صومه في نهار رمضان وهو نائم لا إثم عليه ولا قضاء عليه وصومه صحيح.
وفي الرد على أسئلة المتابعين والمشاهدين جاء سؤال يستفسر عن حكم إفطار المرأة التي ترضع في رمضان؟ فقال: المرضع يجوز لها الفطر إذا لم تكن لديها القدرة على الصيام، فإذا أفطرت لخوفها على نفسها أو لخوفها على نفسها وولدها معًا يكون عليها القضاء فقط عن كل يومٍ يومًا من غير فدية، وإذا أفطرت خوفًا على ولدها فقط يكون عليها القضاء مع الفدية عن كل يوم أفطرته مقدار إطعام مسكين.
وناشد مفتي الجمهورية باحترام كلام الطبيب الثقة الذي يحذر من الضرر الناتج عن صيام الأم الحامل أو المرضع على الجنين مؤكدًا عناية الإسلام بالحفاظ على حياته مرورًا بمراحل الحمل وحتى أثناء الرضاعة.
وفي رده على سؤال حكم المجاهرين بالإفطار وتسرع بعض الناس في الحكم عليهم قال: “على المرخص له بالفطر لعذر أن يتوارى حتى لا يجرح مشاعر الصائمين”، مشيرًا إلى ضرورة عدم التسرع في الحكم على الناس فربما لديهم أعذار ورخص.
وفي رده على سؤال يستفسر عن أجر من كانت تنوي الاعتكاف في المسجد لتنال الأجر مثل الرجال قال المفتي: يجب الالتزام بالقرارات والإجراءات الاحترازية التي أصدرتها الحكومات من أجل المحافظة على صحة الإنسان وسلامته، مشددًا على أن الالتزام بهذه التعليمات واجب شرعًا، وأن من نوى وتمنى العمل الصالح من اعتكاف وغيره ثم منعه عذر لا دخل له فيه فله أجر الفعل بسبب نيته الصادقة.
واختتم مفتي الجمهورية حواره بالثناء على المهام المنزلية التي تقوم بها المرأة وهي صائمة من أجل إعداد الطعام لباقي أفراد الأسرة في الشهر الكريم بنفس راضية مؤكدًا على ضرورة ثناء الجميع على عملها وعلى حرصها الدائم على العطاء