رئيس الكنيسة المارونية: لا نوافق على سيامة المرأة كاهنًا.. ونرفض زواج المثليين
أشاد المطران جورج شيحان رئيس أساقفة إيبارشية القاهرة المارونية لمصر والسودان الرئيس الأعلى للمؤسسات المارونية في مصر الزائر الرسولى لشمال إفريقيا، بجهود الرئيس عبدالفتاح السيسي الذى أنقذ مصر من الضياع والتقسيم على يد جماعة الإخوان الإرهابية.
وقال «شيحان» فى حواره مع «الدستور»، إن الرئيس السيسي استحق لقب «أبوجميع المصريين»، مشيرًا إلى أنه حرص على تجديد جميع الكنائس التى دمرتها جماعة الإخوان الإرهابية، وساند لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت.
■ كيف بدأت مسيرتك الدينية؟
- ولدت فى جونيه، شمال بيروت، عام ١٩٥٣، ودرست الفلسفة واللاهوت فى جامعة «الروح القدس الكسليك»، ثم التحقت بالجامعة الكاثوليكية فى باريس، وحصلت على شهادة دبلوم تربوى، وانتخبت مطرانًا لإيبارشية القاهرة المارونية لمصر والسودان عام ٢٠١٢، وهو تاريخ مجيئى إلى مصر.
■ بمَ شعرت حينما انتقلت إلى مصر؟
- شعرت بسعادة كبيرة، لأننى سأخدم الرعية فى بلد عظيم مثل مصر، أكبر البلدان العربية، وأرى أن هذا البلد احتضن أجدادنا المارونيين، فأسسوا نهضة ثقافية وفنية وحضارية كبيرة.
وعندما أمُر بجانب أوبرا الإسكندرية أتذكر عائلة «قرداحى»، مؤسِّستها، كما أمر بجوار نقابة المحامين وأتذكر أنطون مارون، وأقرأ صحيفة الأهرام وأتذكر داود بركات وأنطون الجميل وعزيز ميرزا، رؤساء التحرير الرواد.
وأرى شعار جريدة الأهرام الحالى فأتذكر الذى صممه أندراوس ضرغام، وحينما أشاهد بعض الأفلام التاريخية العظيمة أتذكر المنتجة آسيا داغر.
وحينما أكون فى مدينة نصر أجد شوارع تحمل اسم أمين الريحانى وحبيب جاماتى.. هذا شعور عظيم، فأنا أجد أسماء وأعمال أجدادنا فى كل ربوع مصر العظيمة.
■ متى وصلت الكنيسة المارونية إلى مصر؟
- المارونيون موجودون فى مصر منذ أكثر من ٦٠٠ عام، وهذا ما تؤكده الوثائق التاريخية، وعلى الرغم من أن عددهم كان قليلًا فإنهم استطاعوا أن يصنعوا إنجازات فارقة فى مجالات كثيرة.
وأود أن أشير إلى أن هناك مخطوطًا فى المتحف البريطانى يحمل اسم «الابتهالات»، جاء فيه أن قسًا مارونيًا قد نسخه عام ١٤٩٨، وتضمن أسماء الولادات والزواج الخاصة بالمارونيين.
أما عن أول كنيسة مارونية تأسست فى مصر، فكانت كنيسة البارجة فى دمياط، وأسسها الأب موسى هيلانة، الراهب المارونى الحلبى عام ١٧٤٥، بعد ازدياد أعداد المارونيين فى دمياط وبقية أنحاء مصر.
■ كم عدد المارونيين فى مصر الآن؟
- لم يزد عدد المارونيين بشكل كبير فى مصر، بسبب زواج الذكور من شريكات ينتمين إلى مذاهب مسيحية أخرى، وبسبب الهجرة إلى أستراليا وأمريكا وكندا، وتضم الأخيرة أكبر جالية مارونية مصرية، ولنا فى مصر ٦ كنائس، وكنيسة وحيدة فى السودان.
■ ما المنشآت التابعة للكنيسة المارونية على الأراضى المصرية؟
- مدرسة القديس يوسف المارونية، وجمعية المساعى الخيرية، والمركز المارونى اللبنانى للثقافة والإعلام فى حى الظاهر، ومستشفى القديسة ريتا فى مصر الجديدة، والمدرسة المارونية بمصر الجديدة، والجمعية الخيرية المارونية بالإسكندرية، والنادى المارونى بالإسكندرية.
■ ما أبرز الأماكن التى تضم تراث المارونيين فى مصر؟
- كاتدرائية القديس يوسف المارونية، فتلك الكاتدرائية مبنية قبل ١١٣ عامًا، وجرى تجديدها مؤخرًا، وتضم مزارًا للقديسين شربل مخلوف ونعمة الله الحردينى ورفقة الريس.
وهناك كنيسة مار مارون بمصر الجديدة وكابيلا القديسة ريتا وكنيسة القديسة تريزيا فى الإسكندرية وكنيسة القديسة تريزيا بالإسماعيلية، التى جرى افتتاحها أواخر العام الماضى.
■ ما تقييمك لعلاقة مصر بلبنان؟
- علاقة مميزة للغاية، فجميع المارونيين فى مصر من أصول لبنانية، وحصلوا على الجنسية المصرية وخدموا فى صفوف جيش مصر العظيم، وفى الجهة الأخرى هناك بعض السياسيين اللبنانين الكبار ولدوا فى مصر.
■ كيف تغيرت أوضاع المسيحيين بشكل عام فى عهد الرئيس السيسى؟
- كانت فترة حكم الجماعة الإرهابية عصيبة، كنا خائفين ونرى كل يوم أحد أفراد هذه الجماعة المتطرفة يطلق تصريحات ضد المسيحيين، هؤلاء الإرهابيون أحرقوا ٨٠ كنيسة بعد فض اعتصام رابعة الإرهابى، وبفضل الرئيس عبدالفتاح السيسى أعيد بناء كل هذه الكنائس.. أرى أن السيسى منقذ مصر من الضياع والتقسيم، ويستحق بجدارة لقب: «أبو المصريين جميعًا».
وأود أن أشير إلى أن المارونيين افتتحوا كنيسة القديسة تريزيا فى الإسماعيلية، العام الماضى، بفضل الرئيس السيسى، وهذا ما كان ليحدث فى عهد الجماعة الإرهابية.
فالرئيس السيسى يؤمن بأن جميع المصريين متساوون فى الحقوق، وشركاء فى الوطن، ويحرص الرئيس على تهنئتنا فى كل عيد.
■ كيف يمكن أن ندعم الوحدة الوطنية؟
- بتفعيل وثيقة الأخوة الإنسانية التى شارك فيها القطبان الكبيران البابا فرنسيس والإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
■ ما مطالب المارونيين؟
- ليست لنا مطالب، ندعو الله فقط أن يحمى مصر وشعبها ورئيسها المحبوب وشرطتها وجيشها.
■ هل حصلت على الجنسية المصرية؟
- لا، وشرف لى أن أحصل على الجنسية المصرية مثل المارونيين المصريين الذين حصلوا عليها فى بدايات القرن الماضى.
أحب مصر جدًا، لذا كرمت اللواء البطل أحمد المنصورى، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، فى أكتوبر الماضى، وكنت سعيدًا أن أرى أحد أبطال الجيش المصرى العظيم.
أمسكت خوذته التى حارب بها، وقلت له إن الجيش المصرى فخر لكل المصريين واللبنانيين والعرب.. وتحيا مصر.
■ ما الفارق بين الكنائس الكاثوليكية المختلفة؟
- العقيدة واحدة، جميعنا نتبع مرجعية روحية واحدة، وهى بابا الفاتيكان، ويجمعنا مجلس الأساقفة والبطاركة الكاثوليك فى مصر، برئاسة البطريرك إبراهيم إسحق، لكننا نختلف فى مواعيد بعض الأعياد.
■ ما موقف الكنيسة المارونية من «كهنوت المرأة» و«زواج المثليين»؟
- القديس بولس الرسول يقول فى رسالته الأولى إلى طيموتاوس «٢- ١١»: «لا أجيز للمرأة أن تُعلّم»، لذا نحن لا نوافق على سيامة المرأة كاهنًا، وهذا رأى الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية، وهذا لا يقلل من شأن المرأة، فأيقونتنا هى القديسة مريم العذراء.
أما فيما يتعلق بزواج المثليين، فالإجابة الكافية أعلنها مجمع العقيدة والإيمان لدى الفاتيكان أن الزواج هو سر من أسرار الكنيسة المقدسة، وفق ما علم الكتاب المقدس «يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان كلاهما جسدًا واحدًا».
الكنيسة تحترم كل إنسان، وتعتبر الزواج أمرًا يحدث بين الرجل والمرأة، وغير ذلك منافٍ لطبيعة الحياة ورسالة الإنسان.
■ تقدم الكنيسة المارونية تقريرًا دوريًا للبابا فرنسيس.. ماذا تضمن التقرير الأخير؟
- البابا فرنسيس يتسلم من كل أسقف عن إيبارشيته تقريرًا كل خمس سنوات، ويتسلم البطريرك المارونى تقريرًا كل سنة، عن كل إيبارشية، خلال انعقاد مجمع الأساقفة فى الكنيسة المارونية.
العام الماضى كان بداية انتشار فيروس كورونا، وعرضنا فى تقريرنا كيف تفاعلنا مع الرعية فيما يخص أمور الصلوات والاحتفالات، التزامًا بتوصيات الدولة.
وموضوع فيروس كورونا أثر سلبًا على حياة المؤمنين، إذ إنهم قلقون حول تطورات الوباء، ما يعطل مسيرة الحياة الطبيعية والكنسية.
■ هل الفيروس غضب من الله؟
- لا، فالله يحب أبناءه.. أتى الرب يسوع إلى العالم ليحب الناس لا ليعذبهم، وأرى أن فيروس كورونا قد يكون صنيعة المعامل أو نتيجة التفاعلات الطبيعية.. لا أحد يملك حقيقة حول هذا الموضوع، ونصلّى كى يرحمنا الله برحمته وينتهى هذا الوباء.
■ ما حل الأزمة اللبنانية؟
- أزمة لبنان الآن تتبلور حول تشكيل الحكومة، التى تخضع لتوافق كل القوى السياسية فى لبنان.
وأرى أن المرجعيات الحزبية والسياسية والحكومة، جميعها مسئولة عن تردى الأوضاع وأزمة الدولار والتوظيف وكل ما يتعلق بالجانب الاقتصادى.
ولا يمكن أن نحمّل شخص رئيس الجمهورية بمفرده مسئولية ما يجرى، فكرسى رئاسة الجمهورية محدود الصلاحيات، إن لم يكن شرفيًا، والحل الوحيد للأزمة اللبنانية أن تفكر الحكومة والقوى السياسية فى المواطن اللبنانى أكثر مما تفكر فى كراسيها ومصالحها الخاصة.
■ ما رأيك فى موقف مصر تجاه انفجار مرفأ بيروت؟
- أقام الرئيس السيسى، مشكورًا، جسرًا جويًا لمساعدة لبنان، كما أرسلت مصر مساعدات وبرقيات مواساة ودعمًا، وأشكر جميع المصريين على هذا الموقف المشرف.