الهند تتألم
وضع أكثر من مؤلم.. ماذا يحدث في الهند؟
"وضع أكثر من مؤلم" بهذه الكلمات البسيطة لخصت منظمة الصحة العالمية الكارثة التي تتعرض لها الهند هذه الأيام بعد تفشي وباء كورونا بها، فلليوم الخامس على التوالي، سجلت الهند رقماً قياسياً عالمياً للإصابات الجديدة، مدفوعاً بمتغير خبيث جديد ظهر هنا، وسجلت الهند الأحد 350 ألف إصابة في يوم واحد، ليتخطى عدد الإصابات الكلية أكثر من 16.9 مليون حالة، لتأتي بعد الولايات المتحدة فقط، واقتربت أعداد الوفيات من ٣٠٠٠ شخص يوميًا لتقترب من ٢٠٠ ألف وفاة حتى الآن.
وتعاني الأنظمة الطبية من انهيار كامل لعدم قدرتها على استيعاب أعداد المصابين فيما اضطرت بع المدن في هناك لحرق الجثث لعدم قدرة على توفير مدافع لهذه الأعداد المهولة، الدستور في السطور التالية عرضت القصة الكاملة للأحداث في الهند.
البداية
سجلت الهند أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا متأخرة عن بعض الدولة فكانت في منتصف مارس ٢٠٢٠، ووصلت إلى ذروة الموجة الأولى في منتصف سبتمبر ٢٠٢٠ مسجلة ٩٠ ألف حالة في اليوم، ثم هدأت الأوضاع منتصف فبراير ٢٠٢١ لتصل إلى أدنى معدلاتها ٩ وهي آلاف حالة في اليوم وهو عدد قليل جدًا مقارنة بعدد السكان الذي يتجاوز مليار و ٤٠٠ مليون شخص.
ورغم استمرار أزمة كورونا عالميًا إلا أن حكومة الهند الهندوسية القومية سمحت بالتجمعات الحاشدة في أنحاء البلاد خلال الأسابيع الأخيرة، إذ حضر الملايين مهرجانات دينية وشاركوا في تجمعات سياسية، مما أدى إلى تفاقم الوضع.
الموجة الثانية
بدأت الأعداد في الزيادة في الموجة الثانية التي تمر بها الهند حاليًا، بعد استمرار الموجة الأولى ١١ شهرًا كاملة، وسجلت رقمًا قياسيًا ب٣٥٠ ألف إصابة في اليوم، ونفذت إمدادات الأكسجين والأسرة في المستشفيات المزدحمة، وأظهرت بيانات وزارة الصحة أن الهند، التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، لديها حصيلة رسمية تبلغ 17.31 مليون إصابة و195123 حالة، على الرغم من أن خبراء الصحة يقولون إن الأرقام ربما تكون أعلى.
ويخشى المسؤولون ظهور سلالة جديدة من الفيروس والتي اكتشفت لأول مرة في الهند الشهر الماضي، ولا يزال العلماء يحاولون فهمها مع انتشارها دوليا، لكن البعض يعتقد أنها أكثر عدوى ومراوغة للقاحات.
انهيار القطاع الطبي
تواجه المستشفيات في كل أنحاء الهند نقص شديد في عدد الأسرة ونقص الأكسجين، وأظهرت البيانات أنه تم توفير 7 أسرة فقط لوحدات العناية المركزة من إجمالي 1277 سريرا في 166 مستشفى خاصا، حددت كمراكز لعلاج الفيروس في مدينة أحمد آباد، وتم تحويل كل المباني لمستشفيات، وانتهى المخزون المحلي من أسطوانات الأكسجين، ومع زيادة عدد الوفيات اضطر المسئولين إلى حرق الجثامين في محارق جماعية
مساعدات خارجية
وصلت أولى شحنات المساعدات الطبية البريطانية من ضمنها مئة جهاز تنفس و95 قارورة أكسجين صباح اليوم الثلاثاء إلى الهند، على ما أعلنت وزارة الخارجية،
كما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ارسالمواد أولية للقاحات ومعدات طبية ومعدات واقية إلى الهند، وانضمت ألمانيا إلى قائمة متزايدة من الدول التي تعهدت بإرسال الإمدادات، كما أعلنت المفوضية الأوروبية تفعيل آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، وقالت إنها سترسل إمدادات من الأوكسجين والأدوية إلى الهند، التي تفشت فيها جائحة فيروس كورونا، وذلك استجابة لطلب من نيودلهي.