رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر قلب الشرق الأوسط.. عريقة وعتيقة

صحيح أن تسمية بلدان الشرق الأوسط تنسب إلي تقسيمات سياسية تشمل الدول العربية ومنطقة الهلال الخصيب من العراق شرقًا إلي بلاد الشام ومصر غربًا، كما تشمل ثلاث دول ليست عربية هي إيران وتركيا وقبرص، وهنا يرد السؤال: من ذا الذي وضع هذه التسميات تحت مصطلح الشرق الأوسط؟ هنا يرد اسم الخبير الاستراتيجي في البحرية الأمريكية ألفريد ماهان وتحديدًا في عام 1902م.
الضابط الذي ولد في عام 1840، وتوفي 1914م، الذي كان يرى "أن القوة تكمن في الدولة الكائنة في محيط البحار"، وسجل رأيه في كتاب يذكر فيه عن قوة تأثير البحر علي التاريخ، فالقوة في نظره هي لمن يملك أكثر المساحات في البحار كما أن ألفريد ماهان قد كتب العديد من الكتب عن تأثير قوة البحار علي التاريخ، وكتب كتابه بهذا العنوان عن النهوض الفرنسي وتأثير قوة البحار علي الحروب.
ومع ذكر هذه المقدمة يرد ما نتابعه يوميا بل على مر الساعة من التصرف الإثيوبي الذي يتحدى كل أساليب الاحترام للاتفاقيات الدولية المتعلقة بسر الحياة البشرية والنباتية، بل والإنسانية، حيث إجراء خطوات ملء السد حتى اكتماله الأمر الذي يضر بدولتين شريكتين في مياه النيل مصدر الحياة البشرية  والنباتية حتى الحيوان والطير، بلغة أخرى القضاء على مصر والسودان، وبعد أن وعدت الحبشة أو إثيوبيا أنها ستتفق مع الدولتين المتضررتين أي مصر والسودان تراجعت ونفت على لسان وزير الري كل ما نسب إليها من ملء السد وكان الرد المصري أن تتعهد بوقف الملء الأخير حتى لا يضر بمصر والسودان.
والغريب هو ما خرج علينا به رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد قائلا إن الملء الثاني لسد النهضة والمعلن عنه في شهر يوليو القادم سيعود بفائدة على السودان من خلال تقليص حجم الفيضانات بها.
كما أكد رئيس الوزراء الإثيوبي أن بلاده تسخر نهر النيل لتلبية احتياجاتها ولا تضمر السوء لدول المصب، وأن الملء الثاني سيتم في موعده أي مع موسم الأمطار الغزيرة خلال شهري يوليو وأغسطس وجاء هذا الرأي مع تنويه أن الأمطار الغزيرة مكنت إثيوبيا في العام الماضي من تنفيذ الملء الأول للسد وكيف حال هذا الملء دون حدوث فيضانات ضخمة في السودان.
ومن الواضح أن هذا الاتجاه يحاول أن يفصل السودان عن مصر لهذا جاء رد وزير الري المصري محمد عبد العاطي قائلا " إن القاهرة اقترحت خمس عشرة وسيلة مختلفة لملء سد النهضة على نحو يحقق المتطلبات الإثيوبية دون إحداث ضرر على دولتي المصب السودان ومصر.
وفي المقابل، قال وزير الموارد المصري إن القاهرة اقترحت نحو خمسة عشر سيناريو لملء وتشغيل سد النهضة و كذلك كيفية تشغيل سد النهضة على مدار الأعوام القادمة علي نحو يحقق المتطلبات الإثيوبية ودون إحداث ضرر ملموس علي أي من دولتي المصب، إلا أن الجانب الإثيوبي يرفض جميع البدائل المقترحة الأمر الذي يضع مصر في موقف لا يحمد.
وقد يكون الطريق الأوحد هو اللجوء لحلول أكثر صرامة بين مصر وإثيوبيا، إذ تعرضت مصر للجفاف مما يقضى علي الأخضر واليابس والبشر وحتي الحيوان والطير، فهل من حكيم يبين سر إصرار حكومة إثيوبيا علي موقف يؤدي إلي الإضرار بالبشر والطير والزرع، وهل عندئذ لا يتبقى من الحلول إلا الحروب والدمار الأمر الذي لا نرجوه للبشر ولا للحيوان والطير فهل من وسيط سلام وامن يقنع القادة الاثيوبيين حتى لا يصروا على إساءة العلاقات والجيرة وفوق الكل كرم وعطاء خالق البشر وموزع الأرزاق؟ وهل من قلوب نقية وعقول ذكية بحق الجيرة الأبدية؟

  • الرئيس الشرفي للطائفة الإنجيلية