شريف عابدين عن روايته «دمية أفروديت»: تتناول الجذور الأسطورية للقهر الأنثوى
تصدر قريبا عن دار المفكر العربي٬ للكاتب شريف عابدين٬ أحدث إبداعاته الأدبية٬ رواية جديدة بعنوان "دمية أفروديت".
وشريف عابدين كاتب سكندري٬ سبق وصدرت له أعمال: أسرار شهريار٬ ظلال الهمس٬ زلاتيا٬ أحمر شفاه٬ الربيع المنتظر٬ تلك الأشياء وغيرها.
وتحدث الكاتب السكندري شريف عابدين لـ"الدستور" عن روايته الجديدة “دمية أفروديت”، قائلًا: إنها: رواية تتناول الجذور الأسطورية للقهر الأنثوي٬ ودور أفروديت إلهة الحب في التلاعب بالأقدار٬ عبر إثارة غرائزهم من خلال نموذج "زيوس" سيد الأوليمب و"هيلين" التي تسببت في حرب طروادة وميدوسا التي أغوتها لصالح "بوسايدون" إله البحار و"جالاتيا" التي سخرتها لرغبة بيجماليون ولونيرا التي هيأتها لأبوللو إله الشعر والموسيقى.
وعن رواية شريف عابدين "دمية أفروديت" يقول الناقد دكتور مسلك ميمون: رواية تنهل من الميثولوجية الإغريقية، التي عُمدتها وأساسُها، تعدّد الآلهة، ومدى الصّراع فيما بينها من جهة، وبينها وبين الإنسان من جهة أخرى، في أنساق فنّية حكائية، ذات صبغة دينية مستحكمة، الشّيء الذي أبقى الأساطير الإغريقية، ومنذ فجر التّاريخ، تتردّد جيلا بعد جيل، تنسج خيالا، من الرّمز، و الدّلالة، والعبرة، والإثارة.
ويستطرد ميمون: يجد القارئ نفسه ينطلق من أبعاد خرافية، نُسجت في مخيلة غارقة في القدم، ليصل إلى الزّمن الحاضر، ومن أجل ذلك وظّف الرّوائي أدوات رابطة بين الزّمنين، زمن الأسطورة، والزمن الحاضر، وذلك ما نجده في حوارات الشّخصيات الإغريقية في الرواية، من ألفاظ لا علاقة لها بعصرهم، ولا ثقافتهم مثل: القمر الصناعي، الريموت كنترول، برنامج قيد البث، تغيير القنوات، بيانات، الأقمار الصناعية عشوائية، مذيع الباقة، بطارية الريموت كنترول، السيناريو، لوحة التحكم، رأس النظام، الشاشة العملاقة، الفوضى الخلاقة، عاصمة الثقافة الأوروبية، ألعاب نارية، الاتحاد الأوروبي منطقة الأورو، نيولوك، رصيد بطاقة الشّحن، مشكلة الطّاقة،الديكتاتورية، أكثر الأنظمة استبدادا، كوندا ليزا رايس.
أما الناقد المغربي محمد داني فيقول: شدني كثيرا في رواية "دمية أفروديت" التوظيف الفني للأساطير التي تخلد ميلاد وسيرورة حياة أفروديت. كما تعطينا صورة عن نهاية بيجماليون المأساوية.
لقد حفلت الأسطورة بالعديد من الظواهر التي أثارتني كقارئ وشكلت نسيجا رمزيا في الخطاب الروائي؛ حرك مجموعة من القضايا التي يعيشها العالم عامة والعالم العربي خاصة. كما عكست معطيات الواقع والصراع الذي نعيشه والذي يؤثر السلطة والمال والمرأة، وكلها تشكل مأساة الإنسان عبر العصور.
كما خلق التوظيف الأسطوري مناخا نفسيا، يجعل القارئ يعيش شتى الانفعالات في أجواء الرواية وبالتالي ستمارس عليه نوعا من التأثير والتأثر.
ومن جانبه يقول الناقد كريم عرفان: استطاع المؤلف شريف عابدين في روايته "دمية أفروديت" أن يقتحم عالم الأسطورة وأن يعيد صياغة الميثولوجيا الإغريقية وفقا لرؤيته المستقلة والثرية والتي تحمل أبعادا متعددة سواء من الناحية السيكولوجية أو الاجتماعية أو حتى على الصعيد الإقتصادىوالسياسىفالرواية تتماس بشكل كبير مع واقعنا المعاصر فهو (نص ميثولوجى) لكنه يحمل نكهة معاصرة وطابع حداثى.
ومن أجواء رواية "دمية أفروديت" نقرأ: غابت أفروديت لفترة طويلة. شعر زيوس بالحزن. مكث منعزلًا في صومعته بعد أن انتابته حالة من الشرود الطويل.
ظل يهذي بكلمات غير مفهومة، أخذ يفرط في الشراب ويأتي بتصرفات غريبة ويلفظ عبارات فاحشة؛ حتى مله جانيميد. فارقه مغادرًا -بلا رجعة- إلى دلفي حيث يقطن أبوللو. انتهزت هيرا الفرصة وتولت مهمة تقديم الخمر لكبير الآلهة.
علمت سيدة الأوليمب أن أفراد العائلة يعتقدون أنها تسيء معاملته؛ فدعتهم إلى زيارته. فوجئوا بأنه لم يتعرف على أي منهم! استاءوا كثيرًا لما آلت إليه حالة كبير الآلهة من عته وخرف. وأثنوا على هيرا التي تفانت في خدمته وأخلصت في رعايته. أدهشتهم بقدرتها على تهدئته؛ كلما اضطربت حالته وأتى بألفاظ بذيئة وحركات غير لائقة. وصدمتهم رؤيته يمتثل أمامها منصتًا عندما تروي له الحكاية. ثم يستغرق في النوم كطفل وديع.