رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصاصات الورق والمفكرات.. كيف كان الأدباء يحتفظون بأفكارهم

سيد حجاب
سيد حجاب

كثيرًا ما تأتي فكرة يمكن أن تصلح لرواية أو قصة قصيرة أو حتى قصيدة شعر، وإن نسيها الأديب فإنه لن يتذكرها مجددًا، وربما يتذكرها بعد فترة طويلة، وهنا على الأديب أن يدون فكرته حتى لا تغيب عنه، ومن هنا كانت المفكرة وأشياء أخرى.

في البداية يقول الروائي الأمريكي "لورانس بلوك" في كتابه "كتابة الرواية من الحبكة إلى الطباعة" وترجمة صبري محمد حسن:" كتابة الرواية عملية عضوية مستمرة، ولذلك فنحن نحمل الرواية معنا حيثما ذهبنا، وأذهاننا لا تتلاعب بما لديها إلا طوال الفترة ما بين انتهاء عمل اليوم وبداية عمل اليوم التالي، وهذا التلاعب سواء في الوعي أو اللاوعي يهتم بالأفكار التي تساعدنا على ممارسة الإبداع عندما نستأنف الكتابة من جديد، على الكاتب أن يحمل معه مفكرة دوماً، وكلما طرأت لك فكرة دون عنها ملاحظة في مفكرتك، وذلك لأن مجرد تدوين الفكرة في بضع كلمات يساعد على تثبيتها في الذهن، وبذلك يستطيع اللاوعي الاحتفاظ بها، وقبل أن تنام كل ليلة القي نظرة على الذي كتبته في المفكرة، إن المفكرة مجرد أداة حتى لا تضيع منك رؤيتك لأشياء يثبت فيما بعد أنها جديرة بالتذكير".

مفكرة الطيب صالح

والمفكرة في حياة الأديب شئ هام جدًا وضروري وجزء من مستقبله مع الكتابة، وحين قام مخرج البحث "جوجل" بنشر صورة للطيب صالح في ذكراه، كان الطيب صالح يمسك بمفكرة وقلم ويكتب.

مفكرة كامو وساراماجو

والمفكرة استخدمها الأدباء كثيرا لعرض السير الذاتية، فكانت هناك مفكرة جوزيه ساراماجو ومفكرة كامو وغيرها، وتعني المفكرة هنا هي السيرة الذاتية والمعنى العام للتدوين لدى الكاتب في أي وقت.

مفكرة سيد حجاب

وكان الشاعر المصري الكبير سيد حجاب حين ينام ويستيقظ في منتصف الليل، يظل سهرانا إلى أن ينام مرة أخرى، ويفكر وتأتيه قصيدة ما، وتكون هناك مفكرة بجوار رأسه يدون فيها جزء أو كلمات من القصيدة يسهل معها استدعاء القصيدة كلها وإكمالها.

أحمد خالد توفيق ونبيل فاروق

كلاهما من كتاب السلاسل، ومعنى هذا أنهم يحتاجون لتدوين كل ما يفكرون فيه، وكان خالد توفيق يستخدم قصاصات من الورق وأحيانا يستخدم مفكرة ويكتب فيها بضع كلمات دالة ويقوم باستدعاء ما كتبه عبر النظر في الورقة في نفس اليوم، ولكن إن ظلت ليوم فإن توفيق ينسى ما كتبه وتشبه الألغاز.

أما نبيل فاروق فكان يحمل معه مفكرة يكتب ويدون فيها كل شئ كعناصر أساسية ودائمًا ما يكن ما كتبه نواة لقصة من سلسلة رجل المستحيل، أو ملف المستقبل أو كوكتيل 2000 وغيرها.

والكثير من الأدباء الذين يكتبون في مفكرة إن كان خروجهم من البيت كثيرًا أو في حالات السفر وغيرها، فإن المفكرة هنا تكون أشبه برنين جرس منبة الصباح فيقول لك هذا هو عملك الذي دونته.