رئيس المجلس الرئاسى الليبى يصل تشاد للمشاركة فى جنازة إدريس ديبى
وصل رئيس المجلس الرئاسي الليبي الدكتور محمد المنفي والوفد المرافق له، اليوم الجمعة إلى جمهورية تشاد؛ للمشاركة في مراسم جنازة الرئيس التشادي إدريس ديبي بالعاصمة أنجامينا.
وينظم المجلس العسكري بقيادة محمد إدريس ديبي نجل إدريس ديبي، جنازة والده الرئيس الراحل الذي حكم البلاد لثلاثين عاما بحضور عدد من رؤساء الدول بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتوفي إدريس ديبي إتنو بحسب الرئاسة التشادية، يوم الإثنين الماضي، متأثرا بجروح أصيب بها على الجبهة في مواجهة المتمردين.
وذكرت الحكومة التشادية، في 13 أبريل الجاري، أن القوات الجوية التابعة لها تطارد منذ أيام من وصفتهم بـ "مرتزقة" تشاديين تسللوا إلى مناطق شمال البلاد انطلاقًا من الأراضي الليبية، بعدما هاجمت نقطة الحدود الجمركية في "زواركى" يوم 11 أبريل الحالي.
كشفت مجلة جون أفريك الفرنسية، عن تفاصيل جديدة حول مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي خلال مواجهة مع المتمردين، ورصدت الشائعات الأخيرة في حياة الرئيس الراحل.
وقالت جون أفريك فى روايتها الخاصة حول مقتل ديبى، إن إدريس ديبي قرر ليل 17 - 18 إبريل التوجه إلى المعركة، على غرار ما قام به في 2020 حين أطلق ميدانيا عملية ضد جماعة بوكوحرام، حيث كان المتمردون على بعد نحو 300 كلم من العاصمة أنجامينا، بعدما حققوا اختراقا في منطقة "كانم" شمال مدينة "ماو"، وبعدما أرسل تعزيزات، وبدا أن المتمردين مسلحون بشكل كبير.
وأشارت المجلة الفرنسية إلى أن ديبى قرر التوجه إلى ميدان المعركة في العاشرة مساء حيث صعد على متن سيارة مصفحة من نوع تويوتا.
ورافق ديبي في موكبه الرئاسي مساعده العسكري خضر محمد أصيل، أخو زوجته هندة ديبي، وفي انتظاره في موقع الاشتباكات نجله محمد إدريس ديبي، فيما سلك الجنرالان طاهر أردة ومحمد شرف الدين عبدالكريم، الطريق إلى جانب الرئيس.
وأوضحت المجلة أن الوجهة هي منطقة "ماو"، حيث يوجد معسكر للجيش على بعد 10 كلم عن المدينة.
وأضافت المجلة أن ديبي أجرى هناك توقفا استمع فيه من مسئوليه العسكريين رفيعي المستوى لآخر المعلومات، وواصل طريقه، ليصل صباحا مسرح العمليات بضاحية نوكو.
وتابعت المجلة إن الجيش التشادي اتجه نحو كسب تدريجي للمعركة، بمساعدة المخابرات الفرنسية التي تراقب جوا استراتيجيات المتمردين، وبقيادة محمد إدريس نجل الرئيس، تمت هزيمة رتل من هؤلاء المتمردين، فيما كان رتل آخر عصيًا على الهزيمة.
وأفادت جون أفريك نقلا عن مصادر استخباراتية فرنسية وتشادية، بأن المتمردين قاوموا بشراسة، واشتد القتال، وباتت المخاوف من انقلاب ميزان القوى قائمة.
وقرر الراحل ديبي آنذاك بمحاولة قلب الموازين، مما أثار استياء بعض جنرالاته.
وصعد ديبي سيارته، وأمر سائقه بـ"المضي إلى الأمام"، لكن الرتل الذي يوجد به الرئيس اصطدم برتل متمردين آخر نجا من هجوم الجيش التشادي، فأصيب ديبي في القتال، وتم إجلاؤه إلى الخلف، فيما واصلت القوات التشادية بقيادة محمد إدريس ديبي الدفاع ومحاولة التقدم على المتمردين، وفقا لجون أفريك.
وكانت إصابة ديبي أكثر خطورة مما كان متوقعا، فتم طلب العلاج الطبي فورا من أنجامينا، لكن المروحية وصلت متأخرة إلى معسكر الجيش التشادي، على بعد 10 كلم من ماو، فلفظ أنفاسه متأثرا بجروحه.
وأوضحت المجلة أن المروحية عادت بالمساء إلى أنجامينا وعلى متنها جثمان الرئيس ديبي، فوضع في القصر الرئاسي، وكانت دائرة ضيقة من عائلته على اطلاع بمقتله، ولم يبدأ تداول وفاته إلا يوم 20 أبريل الماضى.