رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كريم عادل: الاستثمار مع السودان يمثل التكامل الاقتصادي فى أعلى مستوى

كريم عادل
كريم عادل


مليار دولار حجم التبادل التجاري المتوقع زيادته خلال الفترة المقبلة 
 

قال الدكتور كريم عادل، الخبير الاقتصادي، رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية للعلاقات المصرية السودانية، إن هناك علاقات تاريخية شهدت ولازالت تشهد العديد من مجالات التعاون والعمل المشترك اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، إضافةً إلى ما تشمله العلاقات بين البلدين من أواصر استراتيجية وثقافية وبشرية وحضارية والتي نسجتها قرونٌ طويلة من الحراك الاجتماعي والتفاعل الحضاري فيما بينهما.

وأضاف عادل، في تصريح لـ"الدستور"، أن العلاقات التاريخية بين البلدين ساهمت في تكوين عقيدة وحدة الأرض والمصير، فالوجود المصري في السودان ساهم في توحيد الكيان السياسي السوداني وربط أقاليمه بمصر برباط الوحدة العضوية والسياسية، الأمر الذي عزّز ورسّخ الأسس الوحدوية لوادي النيل، ورسخ علاقات التواصل الديني والنفسي والثقافي والوجداني، إضافة إلى المياه والاقتصاد والتجارة، حيث ظل السودان يُشكل جزءًا من مصر خاصةً قبل اتفاقية الحكم الثنائي التي أعقبت الاحتلال البريطاني للسودان عام ١٨٩٩.

وأوضح الخبير الاقتصادي أنه قد امتد التعاون الاقتصادي بين البلدين خلال تلك الفترة، حيث أرسلت مصر المهندسين والخبراء الزراعيين لتدريب الأشقاء على أصول الزراعة ونشر الوعي الزراعي، كما أرسلت أبناء السودانيين إلى المدارس الزراعية في مصر، وأدخلت غلات زراعية جديدة لزراعتها في الأراضي السودانية، كما ساهمت مصر في مشروع مد خطوط السكك الحديدية وعمل حواجز لمقاومة فيضان النيل الأزرق الذي كان يهدد الخرطوم، الأمر الذي يثبت مدى ترابط البلدين ليكونا على قلب رجل واحد.

وتابع: لعل أبرز ما يعكس عمق العلاقات المصرية السودانية، أنه في عام 2004، تم توقيع (اتفاق الحريات الأربع) الذي نص على حرية التنقل، وحرية الإقامة، وحرية العمل، وحرية التملك بين البلدين، حيث دشنت تلك الاتفاقية عهدًا جديدًا من العلاقات بين البلدين.
 

وأكد كريم عادل أنه من المتوقع أن تشهد العلاقات المصرية السودانية خلال الفترة المقبلة استكمالًا لمسيرة التكامل الاقتصادي بين البلدين، لاسيما وأن البلدين يمتلكان مقومات هامة لتوفير التكامل الاقتصادي بينهما، حيث يشكل سكان الدولتين طاقة بشرية كبيرة مما يخلق سوقا من حيث الحجم في استيعاب السلع والخدمات المقدمة، مما يشجع على التبادل التجاري بين البلدين، كما تشكل العلاقات الاجتماعية التاريخية والتقارب الجغرافي بين البلدين البنية الأساسية في تطوير هذا التكامل.