رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صوت الفردوس.. أميرة سليم: غنائى باللغة المصرية القديمة كان من أحلامى

السوبرانو أميرة فؤاد
السوبرانو أميرة فؤاد سليم

دوامة من الجمال والسحر والدهشة وضعتنا داخلها السوبرانو أميرة فؤاد سليم، بأدائها المعجز خلال حفل موكب المومياوات الملكية، هذا الغناء الذى ربما منح العالم لحظة من الشفافية والصفاء، رأى فيها جوهر الفن وهو خارج من الضمير الوطنى ومن أعماق الهوية المصرية الأصيلة، فكان طبيعيًا جدًا أن يدخل إلى قلوب الجمهور على اختلاف ذائقته وتوجهاته. فى السطور التالية، تحكى أميرة فؤاد سليم، خلال حوارها مع «الدستور»، كواليس غنائها فى هذا الحدث المهيب، وكيف استطاعت أن تغنى كلمات باللغة المصرية القديمة، غير المفهومة، وتأسر بها قلوب الجمهور، وتشعل المشاعر الوطنية داخل المصريين بشكل أكبر، كما تحكى عن كواليس اختيارها وتحضيرها لهذا الحدث، وجوانب أخرى عن تنشئتها الفنية منذ طفولتها، وغيرها من التفاصيل المثيرة.

■ بداية.. ما كواليس اختيارك للمشاركة فى الاحتفالية؟
- المايسترو نادر عباسى هو من اختارنى بناء على تعاون مسبق بيننا، وقد حدثنى وطلب منى المشاركة ووافقت على الفور، وكنت حينها فى فرنسا وسافرت إلى مصر من أجل بدء الاستعدادات.
■ ما الذى ميّز هذا الحفل عن أى فعالية عالمية أخرى بالنسبة لك؟
- الموسيقار هشام نزيه كتب قطعة موسيقية خصيصى لى لأغنيها، وكتبها بضمير ودقة بالغين، وتمكن بحرفية شديدة من صنع مزيج من الغناء الأوبرالى والأداء الغجرى، وهو أمر غير مألوف، لذلك خلقت حالة خاصة، كما أن الحدث تاريخى، فهو يكرّم ملوكنا وملكاتنا، ما أضفى إحساسًا لا يمكن وصفه، وأنا لم أشعر بهذه الأجواء فى أى أوبرا غنيت فيها سابقًا.
■ حدثينا عن مشاعرك أثناء غناء المقطوعة باللغة المصرية القديمة؟
- ليست لدىّ أى كلمات تصف شعورى تجاه هذا الأداء، فى البداية كنت خائفة جدًا، وفخورة جدًا فى الوقت ذاته، فأنا أمثل مصر فى حدث جلل، العالم كله يترقبه، وتحوّلت أنظار العالم إلى قلب القاهرة لمشاهدة نقل المومياوات الملكية إلى مكانها الجديد فى متحف الحضارة بالفسطاط، ولقد أحسست بالتواصل مع أجدادى القدماء.
■ هل كان الإعداد للأغنية صعبًا؟
- ترجمت كلمات الأغنية قبل أى شىء، وكنت أشعر بالمعانى، هى أنشودة فرعونية تميل إلى الابتهالات، وهى عبارة عن نصوص مقدسة، والنطق كان قريبًا من اللغة المصرية العامية، وكانت قريبة لقلبى جدًا، وإيقاع اللغة لم يكن غريبًا علىّ، ولكن البروفات استغرقت مدة طويلة من ٤ لـ٦ ساعات يوميًا، وبدأنا الإعداد للحدث منذ عام.
■ لماذا انبهر الجمهور بها؟
- الموسيقى هى لغة العالم، سواء كانت الكلمات معروفة أو لا، حتى عند الناس غير المهتمين ولا يمتلكون ثقافة الأوبرا، والغناء فى الموكب الملكى أثبت أن المصريين يتذوقون مختلف أنواع الموسيقى، ومشاعر الشعب المصرى فياضة، ويحب كل ما هو حقيقى وجميل.
■ ماذا عن ردود الأفعال؟
- تفاجأت للغاية بردود الأفعال، خاصة أن اللغة والموسيقى نخبويتان، ولم يكن الجمهور العادى على دراية بهما نهائيًا، إلا أنهما أثارتا إعجاب الجميع، وهذا أبهرنى جدًا. وتلقيت ردود أفعال إيجابية من مختلف بلدان العالم، ومن أصدقاء عديدين، إلا أن تعليقات المصريين جعلتنى أبكى وأثرت فىّ بشكل لا يمكن وصفه، خاصة أن اللغة غير معروفة، وردود الأفعال كانت من القلب فعلًا.
■ فستانك أيضًا لفت الأنظار وصنع حالة خاصة؟
- الفستان لفت أنظار الجميع فعلًا، وهو من تصميم جميلة تمراز، وعملت على تصميم الفستان بشكل دقيق، واهتمت بالتفاصيل بشكل كبير، فقد أرادت أن تضعنى فى «المود» قبل الغناء حتى أتمكن من الأداء بشكل قوى، وكأن بينى وأجدادنا اتصالًا ما.
■ ما أوجه استفادة المصريين من هذا الحدث الضخم؟
- أولًا إحياء اللغة المصرية القديمة، خاصة أن المصريين كلهم اهتموا بترجمة كلمات الأغنية، ثانيًا اتجاه أنظار العالم إلى مصر، وبالتالى تنشيط السياحة بشكل كبير جدًا.
■ كيف كان تأثير والدك الفنان التشكيلى أحمد فؤاد سليم؟
- أنا محظوظة بأهلى جميعهم، وليس والدى فقط، والدتى هى أول أستاذة مصرية تدرّس فى معهد الفنون، ووالدى الفنان التشكيلى المعروف، عائلة كلها فن، وهذا ساعدنى كثيرًا، وقد أثر فىّ وجعلنى أميل إلى اللغة المصرية القديمة والحضارة الفرعونية، وأهلى ربّوا داخلى هذا الكيان الموسيقى.
■ هل كانت لكِ طقوس معينة قبل الصعود إلى المسرح؟
- كنت أردد كلمات الأنشودة بشكل قوى قبل الصعود، وأسرح وأتخيل نفسى على المسرح حتى أتمكن من الدخول فى «المود»، وكنت دائمًا أتمنى الغناء باللغة المصرية القديمة، فقد كان حلمًا وتحقق لى.