رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة أمريكية: الأردن تلجأ إلى الخيارالنووي لسد احتياجاتها من الطاقة

صحيفة أمريكية: الأردن
صحيفة أمريكية: الأردن تلجأ إلى الخيارالنووي لسد احتياجاتها

رأت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن الكارثة التي وقعت في محطة فوكوشيما النووية والأسعار المنخفضة للغاز الطبيعي ووفرته خففت من الادعاءات المنتشرة والقائلة بأن الطاقة النووية هي مستقبل الطاقة، لكن البلدان الفقيرة في الطاقة كالأردن لا تزال تسعى بقوة من أجل برامجها النووية، حيث يقول مسؤولون إن الظروف قلصت الخيارات أمام المملكة الأردنية.

ولفتت الصحيفة الأمريكية - في سياق تقرير أوردته على اليوم السبت موقعها الإلكتروني - إلى أن الأردن تستورد 97% من احتياجاتها من الطاقة، بتكلفة تبلغ حوالي 20% من إجمالي الناتج المحلي، مشيرة إلى أن اعتماد الأردن على الواردات جعلها تعتمد على الدول المجاورة لها وتركها غير محصنة من الصدمات الإقليمية.. لافتة إلى أن الأردن في التسعينيات من القرن الماضي حصلت على النفط بأسعار مدعومة من حكومة الرئيس العراقي صدام حسين ، وعندما انهارت هذه الصفقة بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، تحملت الأردن ما قالت إنه زيادة بقيمة 700 مليار دولار في تكاليف الوقود، مما جعلها تتعثر في طريقها للبحث عن بدائل.

وأشارت الصحيفة إلى أن صفقة من أجل الحصول على الغاز الطبيعي من مصر ملأت الفراغ لفترة من الوقت، بيد أنه عقب سقوط الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وتعرض خطوط الأنابيب التي تنقل هذا الغاز عبر سيناء لهجوم شبه مستمر من مسلحين، حيث توقفت إمدادات النفط أكثر من 12 مرة في سنة واحدة، مما اضطر الأردن لحرق زيت الوقود الثقيل الأكثر تكلفة لتوليد الكهرباء فتكلفت المملكة مئات الملايين من الدولارات.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه مع تزايد السكان هناك وتطور الاقتصاد، يتوقع أن يتضاعف الطلب على الكهرباء في الأردن إلى ما يقرب من ثلاثة أضعاف خلال العقد المقبل.

ونوهت إلى أنه في ظل محدودية الموارد لدى الأردن وتزايد الاضطرابات التي تجعلها حذرة من الموافقة على المزيد من العروض التي تقدمها بعض الدول بالمنطقة، فإن الطاقة النووية - التي تتطلب كميات قليلة فقط من الوقود بدعم من دول غربية مستقرة - لا يبدو جذابا فقط - تعد الخيار الوحيد أمام المملكة.

ونقلت الصحيفة عن كمال الأعرج، نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية ومفوض شؤون التعاون الدولي، قوله "يعد هذا المشروع ضروري للحكومة الأردنية"، مضيفا "لا يمكننا الاستمرار في دفع فواتير الطاقة غالية الثمن، أو نعتمد على تذبذب أسعار الوقود الحفري. لذلك فإن برنامج الطاقة النووية يعد في الحقيقة حماية للمستقبل، ولمستقبل الأجيال القادمة".

وأوضحت الصحيفة أنه في حين تطور الأردن المشروع النووي، ستستمر في الاعتماد على الوقود الحفري لتلبية الطلبات الأساسية للكهرباء، على الرغم من أنها تأمل في تطوير بعض إنتاج الصخر الزيتي المحلي لتحقيق التوازن في ظل ارتفاع تكلفة الواردات..لافتة إلى أن هناك تفاؤلا كبيرا بشأن احتياطيات الصخر الزيتي في الأردن، إلا أن الأعرج أشار إلى الآثار البيئية الخطيرة التي تنتج عن استغلال الصخر الزيتي، فلا ينبغي استخدامه بشكل كبير يجعل له نصيب الأسد من فاتورة الطاقة.