كيف تتلافى قناة السويس جنوح سفن جديدة مستقبلًا؟.. خبراء يجيبون
بأيادي مصرية نجحت هيئة قناة السويس في إعادة تعويم السفينة الجانحة «إيفر جيفن» من المجرى الملاحي لقناة السويس دون أي مساعدات خارجية، ولكن هل يمكن أن نتعرض لهذه الأزمة مرة أخرى والتي حدثت لأول مرة في تاريخ القناة، خبراء يوضحون لـ"الدستور".
• تطور القاطرات لمواكبة تطور السفن
قال خبير النقل البحري وائل قدورة، إن هذه الأزمة يجب أن نأخذ منها دروس مستفادة لتكون فرصة للتعلم منها بحيث لا نقع في هذا الخطأ مرة أخرى، وهي أن يجب أن نملك في قناة السويس أكبر قاطرات للإنقاذ خاصة وأن القاطرات الحالية تم بناءها في سنة 1992، في حين أن السفن تطورت للعصر الحالي واستعنا بقاطرة من هولندا في عمليات الإنقاذ.
وتابع لذلك يجب أن تتوفر لدى مصر قاطرات ضخمة تواكب تطور السفن، والنقطة الثانية التي يجب أن ننتبه لها أنه في حالة وجود مركب حاويات بهذا الحجم الهائل يجب منع دخولها إذا كانت سرعة الرياح توصل إلى أكثر من 25 كم ساعة؛ حفاظًا على سلامة المركب وسلامة القناة.
وأضاف أن قناة السويس تملك ما يسمى محاكي يتم تدريب المرشدين عليه وبالتالي يتم وضع هذه الحادثة عليه حتى يتم توضيح ما تم عمله وكيف تمت عملية الإنقاذ، لتلافي مثل هذه الأزمة في المستقبل وعدم حدوثها مرة أخرى.
دور المحاكي يكون كالواقع الحقيقي تمامًا ويتم إدخال المراكب فيه داخل المياه وكذلك الطائرات البحرية والرياح، ويقوم المرشدين بالتدريب داخله على السفن.
• كافة الإدارات في القناة على أعلى مستوى
قال اللواء عصام الدين بدوي، أمين عام اتحاد الموانئ البحرية العربية، إن أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس كانت حادثة فريدة من الحوادث التي لا تتكرر، لذلك توقعات حدوث مثلها مرة أخرى لن يحدث لأن كافة العاملين بالهيئة متخذين كافة الإجراءات التي تسهل حركة السفن دون عرقلة.
وأوضح بدوي، في تصريح لـ"الدستور"، إن العنصر البشري في القناة تدريبه عالي جدًا وعلى أعلى مستوى، وكذلك الإدارات الالكترونية في غاية التطور والتقدم، ومحطات مراقبة الملاحة كذلك متطورة وعلى أحدث النظم التكنولوجية، مضيفًا أن كافة الإجراءات التي تضمن سلامة المجرى الملاحي لقناة السويس مؤهل ومتوفر فيه كافة الإجراءات التي تجعله افضل مجرى ملاحي في العالم.
وأشار أمين عام اتحاد الموانئ البحرية العربية إلى أن القناة إذا كانت تحتاج إلى إضافات فهي تحتاج إلى زيادة قدرات وحدات الإنقاذ وهي القاطرات، بحيث تكون ذات قوة شد مرتفعة تتواكب مع حجم السفن الكبير والتطور في حجم السفن.
وأضاف أن هذه الحادثة للسفينة الجانحة يجب أن نأخذ منها دروس وعبر ويتم وضعها على المحاكي الذي يقوم دوره بتدريب المرشدين، بحيث يتم دراستها ونتأكد من عدم حدوث مثل هذه الحادثة مرة أخرى، ويدرسها المرشدين وقباطين القاطرات والظروف الفعلية التي يمكن أن تقابلهم في المستقبل.
بعد مرور أسبوع كامل نجحت هيئة قناة السويس في إعادة تعويم سفينة الحاويات البنمية الجانحة بقناة السويس سالمة؛ في خطوة هامة نحو عودة الحركة لأحد أكثر ممرات التجارة أهمية في العالم، بجهود مصرية كان هدفها توسيع نطاق التكريك التجريف والحفر، بمنطقة مقدمة السفينة الجانحة؛ عبر إزالة جوانب القناة، للوصول بها إلى عمق 18 مترًا، لتسهيل عملية تعويمها.
وكانت سفينة الحاويات البنمية "EVER GIVEN" التي تتبع الخط الملاحي "EVER GREEN"، ويبلغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترًا، فيما تبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن، قد جنحت صباح الثلاثاء الماضي، انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية، وأسفر الحادث عن تشكّل طابور طويل من السفن العالقة على الممر المائي.