فريد الأطرش ورشدى.. هل كان «حليم» عدوًا لأبناء «كاره» الناجحين؟
كانت حياة العندليب الراحل عبد الحليم حافظ مليئة بالخلافات مع عدد من المطربين، على الرغم من النجاحات الكثيرة التي حققها طيلة مشواره الفني والغنائي، ومن ضمن هذه الأسماء المطرب الراحل فريد الأطرش، والمطرب محمد رشدي، والذي يعتبر أحد الأعمدة المهمة في الفن الشعبي.
وكانت هناك منافسة شرسة بين العندليب وفريد الأطرش وصراع على المنافسة للقمة، خاصة أن كليهما كانت لديهم شعبية جماهيرية كبيرة، وبدأ الصراع بينهما بسبب حفلات الربيع وشم النسيم التي كانت تقام في فترة الستينيات ببيروت، حيث استغل عبدالحليم حافظ فترة غياب فريد الأطرش عن إحياء هذه الحفلات، والتي كان يقدمها لأكثر من 25 عامًا، واستمر لعدة سنوات يحيي حفلات الربيع هناك، ونال شعبية وجماهيرية كبيرة.
وازداد الصراع بينهما عندما قرر فريد الأطرش العودة لإحياء حفلات شم النسيم في بيروت من جديد بدلًا من عبد الحليم حافظ، حيث صرح وقتها بأن هذه الحفلات من حقه وليست من حق العندليب، خاصة أنه كان يعتاد على تقديمها بشكل مستمر ومتوالي كل عام على مدار ما يقرب من 25 عامًا، وكانت من ضمن الأسباب التي أشعلت الخلاف بينهما الشائعات التي كانت تظهر وقتها حول وجود مشكلات بينهما فنيًا أثرت على علاقتهم الشخصية.
وفي أحد اللقاءات التليفزيونية التابعة للتليفزيون المصري جمعت بين عبدالحليم حافظ وبين فريد الأطرش كانت بمثابة جلسة صلح بينهما، وصرح فيه الأطرش بأن عبدالحليم حافظ يعتبر أخًا بالنسبة له، وأن هناك العديد من الشائعات التي أثرت على علاقتهما، نافيًا وجود أي خلافات بينهما، قائلًا: مش معقول اتنين فنانين عايشين في جيل واحد وبييحبوا بعض وبيتعاونوا مع بعض تكون بينهم خلافات".
وأضاف أن هناك أحيانا تخلق أشياء قد تتطور إلى سوء تفاهم بيني وبين عبد الحليم حافظ، ولكن هذا لا يعني أن هناك خلافات شخصية بينه وبينه، قائلاً: "أنا بحب عبدالحليم حافظ وبقدره وبحب صوته وبسمعه فهو له مكانة كبيرة في قلوبنا جميعا".
ورد عبدالحليم حافظ على كلام فريد الأطرش أنه يتمنى أن يكون مثل فريد الأطرش، والذي ضحى بحياته وصحته لتقديم فنه للجمهور، فالفن الذي يقدمه له تأثير كبير في الموسيقى العربية.
وأضاف أنه استغرب عندما ساوت الصحافة بينه وبين فنان كبير مثل فريد الأطرش فهو يعتبر أحد تلامذته، وإن صح فيجب المقارنة بينه وبين الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب".
ويعتبر المطرب محمد رشدي أحد الأسماء التي نشبت بينها وبين عبدالحليم حافظ خلافات وأسرار كبيرة، حيث كانت هناك غيرة فنية من قبل العندليب تجاه محمد رشدي، بالرغم من الصداقة التي كانت بينهما منذ دراستهم في معهد الموسيقى العربية، فكان عبد الحليم حافظ يريد دائمًا أن يظل هو الأوحد على القمة الغنائية ولا يحب منافسة أحد له حيث كان محمد رشدي متميزًا في تقديم اللون الشعبي وكانت له جماهيرية كبيرة.
وفسر الجمهور والصحافة وقتها الغيرة بينهما بأن غير العندليب من جلده بتقديمه عددًا من الأغنيات التي تميل للون الشعبي الذي يقدمه محمد رشدي، وقدم وقتها على سبيل المثال أغنية "سواح" و"على حسب وداد قلبي".
فهل كان «حليم» عدوًا لأبناء كاره الناجحين؟