«الكريمات».. ما الذي يحتاجه «طريق الموت» لتلافي كارثة جديدة؟
أثار الحادث الأخير على الطريق الصحراوي الشرقي لطريق الكريمات الذي راح ضحيته 20 شخصًا حالة من الحزن والغضب لدى الكثيرين خاصة وأنه ليس الأول ولا الأخير منذ بداية عام 2021، الأمر الذي دعا لضرورة الوقوف على أسباب هذه الحوادث لمعرفة ما كيف يمكن انتهاء هذه الأزمة والوقوف على أسباب.
وفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة الداخلية، وقع 33 حادثا على الطريق نفسه منذ بداية عام 2021، حتى صباح اليوم، آخرها تصادم سيارتي ملاكي عند الكيلو 60، أدى إلى إصابة 6 أشخاص.
الحمولة الزائدة وعدم التأكد من ضغط الإطارات أخطاء بشرية لحوادث الطرق
في البداية أوضح الدكتور عماد نبيل، خبير الطرق والمرور، أن الحادث الأخير في طريق الكريمات كان بسبب انفجار إطار إحدى السيارات، وعندما اختلت العجلة اختلت معها السيارة في الاتجاه المضاد وصدم السيارة الأخرى، ما تسبب في هذه الوفيات.
وعن الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذه الكوارث لحوادث السيارات أشار إلى أن كلا الطريقين الشرقي والغربي للكريمات تتم صيانتهما لعمل ازدواج، ولهذا السبب يمثل خطورة في حالة عدم الانتباه من السائقين، بمعنى أنه أثناء العمل يحدث تحويلات مرورية والتي تكون محددة ومحاطة بالاضاءة ثم يتم تفريغ الحارة التي يكون فيها الإصلاح أو الصيانة للطرق لذا يتم الإغلاق في الاتجاه المحدد، ويتحول الطريق من مزدوج إلى طريق مفرد يسير عليه السيارات في الاتجاهين ولذلك يجب المراعاة لعدم حدوث الحوادث والمشي بسرعات هادئة وليس بالساعات العالية التي يمكن السيارات أن تسير بها في الطريق المحدد بالاتجاه الواحد، بحيث تنخفض السرعة بشكل كبير عن السرعة الحقيقية في الاتجاه الواحد.
وعن الإجراءات الواجب اتباعها عند تحول الطريق من مزودج إلى مفرد بسبب الصيانة، أكد نبيل أنه في هذه الحال يجب تكثيف الدوريات الأمنية على الطريق، وتكثيف الإضاءة بمولدات في الأماكن الحرجة كي تنتبه السيارات القادمة إلى خطورة الوضع.
واستكمل: على الجانب الآخر يجب أن ينتبه السائقون لهذا الوضع الجديد ليقوموا بتخفيض السرعة أثناء السير دون تدخل قوات الأمن لأنه يمثل خطورة على حياتهم في مرحلة صيانة الطريق والسير في اتجاه واحد.
وذكر أن بعض هذه الحوادث تكون بسبب أسباب أخرى غير صيانة الطريق مثل أن يكون السائق يحمل حمولة زائدة للسيارة النقل، أو لم يتم التأكد من ضغط الاطارات أنه مطابق للمواصفات في كتالوج السيارة سواء الضغط المنخفض أو العالي، فهذه الأخطاء والتي تندرج تحت بند الأخطاء الشخصية التي تسبب كوارث الطرق.
وأضاف أن هناك حالات أخرى للأخطاء الشخصية أن ينام السائق أثناء القيادة أو الحالة الأسوأ أن يكون متعاطيًا للمخدرات فتسبب في الاصطدام ثم حدوث انفجار العجلة اختل معها توازن السيارة.
وشدد على ضرورة التنبيه على المواطنين بضرورة الحرص على اتباع سرعات هادئة في الطرق التي تكون في حالة الصيانة خاصة في ساعات الليل أو في الفجر، والانتباه إلى كافة عوامل في السيارة وخاصة سيارات النقل من حيث تخزين الحمولة وتربيطها جيدًا، وألا تكون مخالفة الكمية المحددة، أي كافة الإجراءات الاحترازية التي توفر له الوصول بأمان في رحلته ولا يعرض نفسه أو الآخرين للخطر.
معظم الكوارث سببها عدم الالتزام بالساعات المحددة خاصة النقل الثقيل
وقال الدكتور عماد عبدالعظيم، استشاري الطرق، إن طريق الكريمات مؤمن بشكل جيد ولديه حواري مميزة ولكن في الوقت الحالي جار صيانته لذا تم تحويله من طريق مزدوج إلى طريق ذو اتجاه واحد لذا هذا هو سبب هذه الحوادث المرورية.
ووجه عبد العظيم بضرورة الانتهاء من أعمال الصيانة في هذا الطريق في أسرع وقت للحد من الحوادث المرورية، موجهًا بتطويره بالنظم الحديثة مثل طريق القطامية والطريقة الحديثة التي عكفت القيادة السياسية على بناءها وإنشاءها، بوجود حارة خاصة بالنقل الثقيل وعدم فتح السرعة عليها، خاصة وأن بعض الطرق بها سرعات غير محددة وهذا أمر غير جيد.
وأشار إلى أن أسباب الكثير من الحوادث يرجع إلى السرعات العالية للسائقين دون مراعاة السيارات الأخرى والتهور في هذه السرعات والقيادة، مضيفًا أن هناك فئة من السائقين يكونوا متعاطين للمخدرات والمواد المنشطة، والتي بدأت الإدارة العامة للمرور بالفعل من الحد منها ولكن يجب التشديد أكثر عليها.
ضرورة تفعيل اختبار تعاطي المخدرات في قانون المرور الجديد
واتفق معهم الدكتور حسن مهدي، خبير الطرق والكباري، أن طريق الكريمات لا يحتاج إلى شيء فهو مصمم وفقًا لأحدث المعايير، ولكن يتم صيانته في الوقت الحالي وانشاء طرق خدمة جانبية لحركة النقل والنقل الثقيل أسوة بطريق السويس الصحراوي وطريق القطامية السخنة، وبالتالي عند إنهاء طرق الشاحنات الجانبية سيتم عزل حركة النقل ولن يكون هناك مشاكل.
وأشار إلى أن معظم الكوارث والحوادث التي تحدث تكون أساسها سيارات النقل الثقيل التي من ثقل حمولتها وقوتها، لذا كمرحلة أولى يتم انشاء الطرق الجانبية لتلافي هذه الحوادث بفصل سيارات النقل عن السيارات الملاكي.
وأوضح أن معظم كوارث النقل الثقيل بسبب الحمولات الزائدة وعدم الالتزام بالسرعات المحددة لها، وكذلك كثير من سائقي الشاحنات والسيارات المهنية أن يخضعوا بشكل دوري لاختبارات تحليل المخدرات.
وذكر أنه في دراسة أجراها في عام 2014 عن تعاطي سائقي الشاحنات للمخدرات والمواد المنضمة وكانت العينة التي تم أجراها الدراسة عليها ثبت إيجابية التحليل لما يقرب من 28% منهم، لذلك يجب أن يشمل قانون المرور الجديد أن يتم تفعيل اختبار تعاطي المخدرات لكافة مستخدمي الطريق.