بعد التضييق الفرنسي.. بلجيكا في مرمى الإخوان
كشفت دراسة أعدها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، عن تواجد إخواني كبير في بلجيكا ومحاولات اخوانية لاختراق المجتمع البلجيكي.
ووفقا للدراسة تُمثل بلجيكا محطة أوروبية مهمة لجماعات التطرف الراغبة في مد نفوذها بمعقل إدارة منطقة اليورو، وهو ما يبرهن على جدية الاحتمالات القائمة بشأن فرص بروكسل لتكون بؤرة أعمق للتوسع الإخواني في أوروبا، في مجابهة التضييق الكبير على الجماعة في فرنسا.
ورصدت الدراسة أهم منافذ مؤسسات الاخوان في بلجيكا، مثل رابطة مسلمي بلجيكا (LMB)، وهي عضو فعال في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا والذي يمثل الكيان الرئيسي لجماعة الإخوان في القارة الأوروبية، كما تعد الرابطة منبرًا لحفيد مؤسس جماعة الإخوان طارق رمضان، وكذلك المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة (EFOMW)، وهو من الوجوه الاخوانية في بلجيكا تأسس في 2006 بالعاصمة بروكسل، ويشترك بعلاقات تعاون مع مؤسسة "الرائد" التي تمثل جماعة الإخوان في أوكرانيا، والشبكة الإسلامية الأوروبية (EMN)، تأسست الشبكة في 2005 على يد حفيد حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان وهو طارق رمضان المتهم حاليًا بقضايا اعتداء ضد عدد من النساء في فرنسا.
- مطالبات بحظر جمعيات الإخوان المتطرفة في بلجيكا
وتشير الدراسة إلى تخوف بلجيكا من التواجد الإخواني لديها، حيث يتخوف ساسة بروكسل من تعاظم شوكة جماعة الإخوان في بلادهم، كمحطة بديلة عن التراجع الذي أصاب بعض مؤسسات الجماعة في فرنسا.
و طالب النائب البلجيكي، دينيس دوكام، وفقًا لموقع (the national) في فبراير الماضي بحظر التجمع المناهض للإسلاموفوبيا في بلاده أسوة بما فعلت فرنسا مع فرع المؤسسة لديها والمعروفة بـ(CCIF)، إذ حظرت باريس التجمع لإبدائه التعاطف مع قاتل المدرس الفرنسي صموئيل باتي.
يذكر ان التجمع المناهض للإسلاموفوبيا مرتبط ارتباط كبيرا بجماعة الإخوان في أوروبا، فهو أحد مؤسساتها المتعددة الأفرع بالمنطقة الغربية، وقد سبق وحضر طارق رمضان بعض الفعاليات بها، ويقول "دوكام" إن غلق المؤسسة بفرنسا أدى إلى تحول بعض أصولها للمجموعة البلجيكية، مؤكدًا أنه بعد حل الجمعية بثلاثة أيام فقط تقدم مواطنان بوثائق في بروكسل لدعم المشروع هناك.
وطالب "دوكام" بضرورة حظر الجماعات المرتبطة بالمتطرفين بشكل سريع لعدم تحول البلاد إلى منصة للجماعات الإسلاموية، كما دعا وزارة العدل والداخلية إلى اتخاذ اللازم لمنع تحول أصول الجماعات المتطرفة في فرنسا نحو بلجيكا كمطمع للجماعات المتطرفة.
- تقرير رسمي أمريكي عن التطرف في بلجيكا
ونقلت الدراسة عن وزارة الخارجية الأمريكية تقريرا رسميا عن أوضاع الحكومة البلجيكية في مواجهة التطرف، مشيرة إلى أن عام 2019 شهد تطويرًا لقدرة الدولة على إحكام السيطرة على هذا الملف وهو ما ظهر في تضاؤل نسب تنفيذ العمليات الإرهابية بالداخل، في حين تواجه البلاد إشكالية تتعلق بالقوانين الداخلية وإعاقتها لمعاقبة الإرهابيين وفقًا لبعض الحالات التي تطلب أسانيد يصعب التحقق من دقتها.
ويشير تقرير وزارة الخارجية إلى أن بلجيكا تعتقد بأن الإرهاب المحلي هو الأخطر على أمنها ثم الجماعات الإسلامية، كما تعد بروكسل من الدول التي تهتم بالتعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب وتتبادل المعلومات مع الحكومات المعنية.
وقال مركز (Egmont Institute) ببروكسل في دراسة له حول إدارة بلجيكا لملف الجناة المتطرفين، إن هناك تخوفات من السجون الأوروبية كبؤر لاستعادة التطرف في ظل عودة الدواعش بعد سقوط المعقل الرئيسي لهم في الشرق الأوسط، وتابع المركز أن قرار الحكومة بعدم استقدام مواطنيها من الدواعش من المحتمل أن يتغير تحت أي ظرف سياسي، وبناء عليه قد تتحول أماكن الاحتجاز لبؤر لاستعادة أنشطة داعش والقاعدة بالبلاد.
ولفت المركز إلى أن المخيمات التي يديرها الأكراد ويتواجد بها الدواعش في شمال شرق سوريا يحدث بها عمليات تأطير فكري لزيادة الروابط بين العناصر والتنظيم، وضمان الالتزام بالتجنيد التنظيمي بما في ذلك العناصر النسائية، مشددا على ضرورة تدقيق المراقبة في السجون التي تشمل إسلاميين لعدم حدوث ذات الشئ بداخلها حاليًا أو حين احتضان الدواعش في حالة عودتهم.