رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأرشيف يشهد».. مسرحية «بودي جارد» تنتصر على الجميع رغم الانتقادات

مسرحية بودي جارد
مسرحية بودي جارد

نافست مسرحية "بودي جارد" وقت عرضها، العديد من الأعمال المسرحية، ورغم الانتقادات التي ظهرت منذ أيام، كونها أقل الأعمال للفنان عادل إمام من الناحية الكوميدية، إلا أن ما تكشفه التقارير الصحفية وقتها، أنها كانت في الصدارة، رغم بطولة كأس الأمم الإفريقية.

نشرت جريدة "الجمهورية" في عام 2000 عن تربع مسرحية الزعيم على الرغم من تراجع إرادات بقية الأعمال المسرحية التي تعرض في تلك الفترة:"تراجعت خلال الأسبوع الماضي إيرادات دور العرض السينمائي والمسارح بسبب مباريات كأس الأمم الإفريقية، مما جعل بعض المسارح تغلق أبوابها وسط الأسبوع ويقتصر عملها على نهايته والبعض الآخر ظل مغلقا بسبب مباراة مصر، لكن مسرحية بودي جارد لا تزال على القمة".

ويكشف التقرير عن تربع مسرحية "بودي جارد" على القمة، رغم اتجاه الجمهور المصري لمتابعة مباريات كأس الأمم الإفريقية، وعرض مسرحيات أخرى في نفس التوقيت للفنانين، محمد هنيدي مسرحية "عفروتو" على خشبة مسرح الزمالك، ومحمد صبحي يعرض مسرحية "كارمن"، وسمير غانم يعرض مسرحية "أنا ومراتي ومونيكا"، ويحيى الفخراني يعرض مسرحية "مونيكا والفستان الأزرق".

أما عن متوسط إيرادات الأعمال الفنية والمسرحية في عام 2000 الذي شهد تربع "بودي جارد" بمتوسط خمسون ألف جنيهًا، رغم منافستها للعديد من الأعمال الفنية بأبطال وفنانين كبار وقتها، فحق "هنيدي" أربعون ألف جنيها، وسمير غانم حققت مسرحيته عشرة آلاف جنيهًا، كما تسببت مباريات كأس الأمم الإفريقية في كساد أرباح دور العرض السينمائية، بعدما عزف الجمهور عن ارتيادها، فحققت سينما ليدو متوسط قدره 800 جنيه، وييجال بلغ 2112 وسينما رينسانس عربي متوسط قدره 515 جنيها.

قدم عادل إمام في مسرحية "بودي جارد" ابنه رامي للمرة الأولى في تجربة إخراجية، كما قدم المسرحية من فصلين فقط بعد أن اعتاد الجمهور على مشاهدة مسرحياته من ثلاثة فصول في كل أعماله، بجانب وقوف الفنانة رغدة أمامه للمرة الأولى على خشبة المسرح والفنان عزت أبو عوف، كما كانت المرة الأولى التي يقدم فيها مشهد جنازة كامل على خشبة المسرح، كما أن مساحته في المسرحية لم تكن بنفس قدر مساحته في مسرحياته التي سبقت "بودي جارد" فقد دخل بعد 25 دقيقة من بداية المسرحية إلى جانب مشاهد لا يظهر فيها كثيرا.

قال الفنان عادل إمام عن تجربته في مسرحية "بودي جارد"، إنه اعتاد أن تكون أعماله خطابا اجتماعيًا في شكل درامي، لذا اختار تقديم هذه المسرحية، كما أنه حرص على الاستعانة بالشباب الذي شارك مع ابنه رامي في مسرحية "جزيرة القرع"، ومن خلالهم غاص في أعمال نفوس الشباب ورصد معاناتهم بصراحة شديدة، على أساس أن الكل ضحايا.
صرخة جريئة

أما جريدة "الأهرام" فقد نشرت تقريرًا وقت عرض مسرحية "بودي جارد" بعنوان "صرخة جريئة على مسرح عادل إمام".

ووصفت "الأهرام" العرض المسرحي بأن المصمم الشاب عاطف عوض في نسجها وتضفيرها في ثنايا النص المسرحي، كأنها لوحات حية ملونة، وأن الفنان عادل إمام ظهر ببراعة وخبرة مسرحية عميقيتين، وهو ما جعل الجمهور يعبر عن حبه للـ"الزعيم".

وحشد عادل إمام أكثر من مائة شاب وفتاة، وأتاح لهم فرصة الظهور والإبداع والإتقان، وجاء:"تناول الزعيم مشكلات الشباب مع الأبواب المغلقة في مجتمعهم ونجح في تجسيد مشكلتهم، فلا حياة اجتماعية سوية بدون قضية وطنية، ولا سبيل أمام هذا الشباب الضائع إلا العمل الجاد والخروج من التهميش المتعمد وتجاهل قضاياهم باختصار لا مناص من حل قضية البطالة".

وأشادت "الأهرام" بالمسرحية كونها احتفالية مسرحية راقية تستحق التقدير والإعجاب وتلبي احتياجات المسرح السياسي بتناول الحياة والهموم والقضايا التي تشغل الشباب، فضلًا عن تألق الفنان رغدة، فقد كانت في أبهى حالاتها، كما كان الحال مع عزت أبو عوف وسعيد عبد الغني ومصطفى متولى، وبقية الفنانين من الممثلين والراقصين والمغنيين.

منع من العرض
تعرضت مسرحية "بودي جارد" للمنع من العرض بقرار من لجنة رقابة المسرح التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بمنع عرض المسرحية من فاعليات مهرجان "هلا فبراير" 2004.

بدأت الأزمة عندما اتفق عبد العزيز السمحان رئيس لجنة البرامج والأنشطة بالمهرجان مع محمد حافظ مدير فرقة الفنانين المتحدين ممثلا لعادل إمام على استضافة المسرحية لعرضها ضمن أنشطة المهرجان، ووقعا على عقد الاتفاق بحضور ناصر الشرهان رئيس لجنة التنسيق والمتابعة بالمهرجان.

المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب التابعة له لجنة رقابة المسرح اعترض على نشر الإعلانات المسرحية بالصحف اليومية الكويتية، وطالب بوقفها فورا بعد رفض اللجنة المسرحية رقابيا، وقد أحدث هذا الرفض حالة من الفوضى داخل أجواء المهرجان، وخاصة أن الإعلانات التي نشرتها اللجنة العليا للمهرجانات مدفوعة الأجر، بخلاف الخسائر المادية التي تكبدها متعهد المسرحية. حسب "روز اليوسف" 2004.

وصرحت نورية الرومي رئيس لجنة رقابة المسرح والاتصال لـ"روز اليوسف" وقتها، بأن اللجنة رأت عدم صلاحية النص للعرض، باجماع من أعضاء اللجنة ووهذا بعيدًا عن التأثر بضغوطات التيار الإسلامي المتطرف في الكويت.

أما الفنان عادل إمام فقد انزعج من منع المسرحية من العرض، خاصة وأنه كان قد تهيأ للسفر إلى الكويت، وقال "كيف يمنعون إبداعا عن شعب؟ ومهما كانت المناسبة فنحن لا نقدم فنًا رخيصًا، وإنما نقدم فنا هادفًا يحترم قدسية المناسبة، ويقوم بالتنفيس عن شعب شقيق، ويرسم البسمة على وجهه ويدفعه للابتهاج خاصة في الاحتفال بأعياده القومي، ولماذا يمنعون نصا لا علاقة له بالسياسة أو الدين، خاصة وأنه عرض في غالبية الدول العربية".

وطالب عادل إمام المثقفين الكويتيين بوقوف ضد أصحاب الفكر المتشدد، خاصة وأن وزير البترول الكويتي وقتها، قد طلب منه عرض المسرحية هناك، كما دعى الجمهور الكويتي لمشاهدة المسرحية في عرضها للسنة السادسة على التوالي في مصر.

وكشفت "روز اليوسف" عن أن "بودي جارد" قد منعت لأنها تتضمن عبارات وإيحاءات جنسية غير أخلاقية، وسخرية من آيات قرآنية، إلى جانب اعتراضات على بعض شخصيات المسرحية.