إحالة أوراق «سفاح الجيزة» المتهم بقتل فتاة الإسكندرية للمفتى

أحالت محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار جمال جمعة عقرب، أوراق "سفّاح الجيزة"، إلى مفتي الجمهورية، لإبداء الرأي وتحديد جلسة 5 أبريل المقبل للنطق بالحكم بعد اتهامه بقتل المجني عليها "ياسمين.ن.إ".

وشهدت محكمة الجنايات وصول المتهم إلى قاعة المحاكمة وسط إجراءات أمنية مشددة وتم وضعه داخل قفص الاتهام وسط حراسة مشددة، ونفي المتهم عن نفسه قتل الفتاة ودفن فتاة بأرضية شقته بمنطقة العصافرة خلال سؤال المحكمة.

أضاف المتهم خلال دفاعه عن نفسه أن المجني عليها قتلت على يد خطيبها السابق، وأنها كانت تعمل لديه في المحل الخاص به، وتحصل علي راتب منه، فكيف يمكن أن يكون قتلها بدافع الحصول علي مالها كما قالت التحقيقات؟

وطالب المحامي علاء الباشا، مدّعي الحق المدني من هيئة المحكمة أثناء نظر قضية بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم وتعويض مادي من المتهم أو ورثته قدره مليون وواحد جنيه، مؤكدًا أن يكون المتهم عبرة لمن تسول له نفسه ارتكاب تلك الجرائم.

وجاء في أمر الإحالة أن المتهم قذافي فراج عبد العاطي عبد الغني، محبوس، 48 سنة، صاحب مكتبة، مقيم 51 شارع الدكتور لاشين الكوم الأخضر فيصل الجيزة، في غضون عام 2017 قتل المجني عليها "ياسمين.ن.ا.ح.م"، بأنه بيّت النية وعقد العزم علي قتلها ولبث بعزمه بهدوء وروية وفكر مطمئنًا بتدبر أمر جريمته، وما تعتصر عقله من خطة شيطانية محكمة لملاحقتها بتهديده بالإبلاغ عن واقعة استيلائه علي أموالها بدون وجه حق، والتي خشي منها نذير انكشاف أمره وسائر أفعاله الإجرامية السابقة.

أضاف أمر الإحالة أن المتهم دبّر مخططًا محكمًا واستدرج المجني عليها محل الواقعة، وما إن ظفر بها حتى أطبق بكلتي يديه على عنقها بقوة ولم يفلتها حتى أيقن وفاتها، فأحدث بها الإصابات الموصوفة في تقرير الصفة التشريحية التي أودت بحياتها قاصدًا من ذلك إزهاق روحها ثم وارى جثتها التراب بعد أن أعد قبرها بذات العين محل ارتكاب الواقعة علي النحو المبين بالتحقيقات.

كما استمعت النيابة إلى أقوال شقيق المجني عليها "أشرف.ن.ا"، 25 سنة، فني إنتاج بشركة أدوية، والذي أكد أن شقيقته المجني عليها متغيبة عن المنزل منذ 3 سنوات وأنه سبق أن أبلغ عن واقعة تغيبها في المحضر رقم 12609 لسنة 2017 إداري المنتزه أول، ولم يكن يعلم بواقعة قتلها أو مكان تواجدها وعندما علم بالواقعة أسند الاتهام للمتهم بقتل شقيقته عمدا، وبعرض الملابس المعثور عليها برفات جثمان المجني عليها وكذلك الخاتم المعدني قرر بأنهما خاصين بشقيقته المجني عليها.

ترجع أحداث القضية المقيدة رقم 2340 لسنة 2021 جنايات قسم شرطة المنتزه ثان، عندما تلقت الأجهزة الأمنية إخطارا من ضباط مباحث الجيزة، بقيام المتهم بقتل فتاة ودفن جثمانها في شقة بمنطقة العصافرة دائرة قسم شرطة المنتزه ثان.

كشفت التحريات قيام المتهم بالاستيلاء على 45 ألف جنيه من المجني عليها بعد أن كانت تعمل لديه، وحال مطالبتها له برد المبلغ قرر التخلص منها واستدرجها إلى مخزن وخنقها ودفن جثمانها في حفرة وردم عليها.

وحصلت "الدستور" على اعترافات المتهم قائلًا: "أنا قتلت المجني عليها ودفنتها داخل الشقة حتى لا يكتشف أحد أمرها، حيث كانت المجني عليها تبحث علي مكان المخزن الخاص بي وقامت بالتحدث بصوت مرتفع وخشيت من الجيران أن يسمع أحد صوتها، وقمت بغلق باب الشقة وحبستها داخل الغرفة وقمت بالتحدث معها وأبلغتها بأنه يوجد عجز في المصاريف وقمت بفتح الحاسب الآلي الخاص، لكي تشاهد الحسابات والعجز ونقص المال والخسارة التي تلاحقني".

أضاف المتهم أن المجني عليها قالت له "مفيش عجز إنت بتتهرب مني لكي لا أسترد مبلغي المالي، وقامت بالمجادلة معه وارتفع صوتها عليه، ما أثار غضبه، فقرر الانتقام منها على طريقته التى فعلها من قبل مع ضحاياه السابقين.

وأكد المتهم أنه قام بوضع يده على فمها لكي تخفض صوتها، ثم قام بضربها على فمها عدة مرات ولم يشعر بنفسه أثناء قام بخنقها وقام بالنوم عليها حتي يشل حركتها ويتمكن من قتلها حتي لفظت أنفاسها الأخيرة، ثم بعد ذلك قام بإدخالها في الغرفة الداخلية لإخفاء الجثة حتى يتم التفكير في التخلص منها ثم بعد ذلك خرج إلى الغرفة الخارجية وقام بتكسير 4 بلاطات والحفر أسفلها وأحضر عددا من العمال باليومية "أنفار" بعد الاتفاق معهم على حفر إحدى الحفر لتغير الصرف الصحي داخل المسكن وبعد الانتهاء من الحفر قام بدفع مبلغ مالي لهم نظير ذلك وقام بإحضار جثة المجني عليها من الغرفة الداخلية جرًا على الأرض وقام بإلقائها داخل الحفرة بكل سهولة وأهال التراب على جثتها.

أشار السفاح إلى أنه قام بعد ذلك بشراء الأسمنت والرمال ووضعها فوقها؛ حتى يخفي معالم جريمته، وبعدها بيوم قام المتهم بالاتفاق مع صنايعية بلاط السيراميك، وقام بشراء بلاط جديد ثم بتغيير البلاط القديم وبعد ذلك ترك الشقة بعد الواقعة بفترة حتى لا يتم كشف أمره.

وقرر المستشار أشرف المغربي، المحامي العام لنيابات المنتزه بالإسكندرية، ندب الطبيب الشرعي لتشريح جثة ضحية سفاح الجيزة، والأدلة الجنائية لمعاينة موقع الحادث، وسرعة تكليف الطب الشرعي بأخذ عينة البصمة الوراثية "DNA" من جثة المجني عليها وأشقائها لمطابقتها.

وحضر المتهم مرتديًا "بدلة السجن البيضاء" الخاصة بالتحقيقات وبدأ في تمثيل جريمته بداية من تحركه في الشارع وصولًا إلى المخزن والإمساك وخنق الضحية ودفنها، والإرشاد عن مكان الجثة وتم استخراجها في حالة تحلل كامل "هيكل عظمي"، بحضور فريق من النيابة وضباط من إدارتي البحث الجنائي بمديرتي أمن الجيزة والإسكندرية.

وصدر القرار بعضوية كل من المستشارين أيمن مصطفى الصحن، وأحمد محمود عوض، بحضور كل من المستشارين عبد الله عطا الله سعد، وطارق عبدالكريم عضوي نيابة المنتزه الكلية، وسكرتير الجنايات سعيد عبد العظيم.