دعم وتعاون متبادل.. تطور العلاقات بين مصر والسودان منذ الخمسينيات
صرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن زيارة الرئيس السيسي إلى السودان الشقيق، والتي تعد الأولى من نوعها عقب تشكيل مجلس السيادة الانتقالي، تأتي ترسيخا لجهود مصر بقيادة الرئيس لدعم السودان وشعبها الشقيق خلال المرحلة التاريخية الحالية الهامة الذي يمر بها، بالإضافة إلى الحرص على التنسيق المشترك وتوحيد الرؤى والمواقف بين البلدين تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ومنذ سنوات مضت، تتمتع مصر والسودان بعلاقات متميزة منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وحتى الآن.
علاقات وطيدة في عهد جمال عبدالناصر
في عام 1967، ذهب الرئيس جمال عبدالناصر إلى الخرطوم لحضور القمة العربية، وكان الاستقبال الأسطورى من الشعب السودانى لعبدالناصر هو أهم أحداث المؤتمر، الذى بدأت أعماله فى 29 أغسطس 1967.
وفي حرب يونيو 1967، رحب عبدالناصر بمشاركة كتيبة مشاة سودانية، كان لها دور في دعم القوات المصرية، وقد ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺇﺭﺳﺎﻝ الكتائب السودانية إلى الجبهة ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ 1971، حيث تضاعف حجم القوة ﻟﺘﺼﺒﺢ لواءً مدعمًا، وقد ظل هذا اللواء ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻊ الجيش الثالث الميداني إلى أغسطس 1972.
في عام 1960، زار عبدالناصر إقليم دارفور في السودان، وزار الخرطوم فى مؤتمر القمة العربية التى استضافتها الخرطوم فى 29 أغسطس 1967، كما زارها فى 1 يناير 1970، وفى 16 فبراير، وفي مايو من نفس العام.
فى 29 يناير 1956، توجه عبدالناصر إلى الخرطوم ليعلن استقلال السودان أمام البرلمان في خطاب تاريخي، أظهر سعادة القيادة والشعب المصري باستقلال السودان ليصبح عبدالناصر بطل الاستقلال فيما اعتُبِر قرارًا تاريخيًّا، وأعلن رئيس الوزراء إسماعيل الأزهري استقلال السودان خلال جلسة البرلمان التاريخية التي عقدت في مطلع يناير 1956.
تكامل في عهد السادات
في أكتوبر 1977، وصل التكامل إلى ذروته بانعقاد اجتماع تاريخي لمجلسي الشعب في البلدين بالقاهرة، وجاءت التوصيات التي صدرت عن الاجتماع الأول لمجلس شعب وادي النيل لتؤكد على المعالم الرئيسية لتحقيق التكامل بين البلدين.
وفي فبراير 1974، أطلق الرئيس السادات والرئيس جعفر نميري "منهاج العمل السياسي والتكامل الاقتصادي"، ليصبح أساسًا تنطلق منه جهود البلدين في دعم العلاقات الثنائية من أجل التنسيق السياسي والعمل الاقتصادي المشترك، وكان من أهم نتائج هذا المنهاج إقرار مجموعة من الاتفاقيات التي تنظم العمل الاقتصادي، وحرية الحركة، وتشجيع وحماية الاستثمار، وانتقال الأيدي العاملة بين البلدين دون قيود، والتعاون الصحي.
في حرب أكتوبر 1973، رحب السادات بمشاركة القوات السودانية كقوة احتياط بلواء مشاة، وكتيبة قوات خاصة، وتجنيد المتطوعين للقيام بمهمة إسناد للقوات المصرية.
وقد زار الرئيس أنور السادات السودان عدة مرات فى 5 مارس 1972، وفى 27 يوليو 1975، وفى 10 مايو 1978، وفى 29 مايو 1981.
عهد محمد حسني مبارك
في 10 نوفمبر 2008، وصل الى الخرطوم الرئيس محمد حسني مبارك فى زيارة للسودان استغرقت يومًا واحدًا.
في 5 أبريل 2006، قام الرئيس حسني مبارك بزيارة إلى السودان حيث التقي بالرئيس عمر البشير.
في أكتوبر 1982، جرى توقيع ميثاق التكامل بين البلدين، وصدر القرار الجمهوري بالموافقة على الميثاق بهدف توطيد العلاقات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، على أن يُعامل مواطن أي من البلدين المتمتع بحق الإقامة في البلد الآخر معاملة مواطنيه.
في أكتوبر 1982، منح السودان الرئيس حسنى مبارك وسام الشرف وهو أعلى الأوسمة السودانية.