رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد إبراهيم طه: القصة القصيرة اقتربت من الموسيقى والشعر والفن التشكيلي

محمد إبراهيم طه
محمد إبراهيم طه

وصل الروائي والقاص الدكتور محمد إبراهيم طه للقائمة القصيرة فرع كبار الأدباء لجائزة ساويرس عن مجموعته القصصية "الأميرة والرجل من العامة"، وهو الأمر المتوقع لما أحدثته المجموعة من صدى جيد، خاصة وأن معظم مجموعات طه فازت بجوائز، «الدستور» التقت محمد إبراهيم طه وكان هذه الحوار..

◄ كيف تصف وصول "الأميرة والرجل من العامة" للقائمة القصيرة لجائزة ساويرس وما الذي تقدمه الجوائز للمبدع؟

طبعا سعيد جدا بصعود "الأميرة والرجل من العامة دار النسيم 2019" للقائمة القصيرة وسط أربع مجموعات قصصية جيدة لكتاب كبار، ما يعني أنها بين خمس مجموعات جيدة، كل منها قاب قوسين أو أدنى من الحصول على الجائزة التي قد تكون لصاحبها دعما نفسيا أوماديا أوتقديرا أدبيا يعوض أحياناالتجاهل النقدي، لكن أهميتها الحقيقية تكمن في أنها تشيرإلى "أن هنا كتابة جيدة".

◄ فازت جميع مجموعاتك القصصية بجوائز بخلاف المجموعة الرابعة "طيور ليست للزينة".. إلام يشير ذلك؟

الجوائز تشير إلى الكتابة الجيدة، وكتابة جيدة يعني أن لها شخصية ولها ملامح تخص الكاتب في الأسلوب واللغة والتقنيات والمهارات السردية فيما يعرف بالبصمة، ولها عوالم متميزة يجيد الكاتب التعبير عنها بمهارة تمثل خطوة للأمام في مسيرة الكاتب، وفي مسيرة القصة القصيرة كنوع أدبي.

◄ دائما عناوينك ممميزة سواء في المجموعات القصصية أو الروايات.. كيف يتم اختيار العنوان؟

أحرص دائما على أن يكون العنوان دالا على المحتوى وليس شارحا له، وألا يكون مغلقا لا يبوح بشيء، ولا بأس بقليل من الموسيقا في العنوان تجعله أكثر شاعرية، وأتجنب العناوين المستهلكة والشائعة، الأمر الذي يجعل من العثور على عنوان جهدا يوازي جهد كتابة القصة نفسها، وستجد العناوين عندي طويلة نسبيا، كأنها عناوين مجموعات شعرية، تلمح إلى العالم، لكنها لن تفضح المحتوى، ومعاناتي في الحصول على عنوان لا تتوقف عند عنوان المجموعة، بل تمتد إلى عناوين القصص الداخلية، ولذلك ستجد أن عنوان أي قصة من قصص أي مجموعة عندي يصلح لأن يكون عنوانا للمجموعة.

◄ تغلب على قصصك الراوي بضمير المتكلم.. الراوي هو البطل أو أحد الشخصيات.. بينما يغيب تقريبا الراوي العليم؟

صحيح.. أفضل طريقة الراوي المشارك، وأن يكون السارد هو البطل، أو على الأقل مشاركا في الأحداث، لأنه يتيح الفرصة للتحدث عن نفسه وعن العالم، كما أن الأحداث الخارجية قد تكون قليلة مقارنة بما يدور داخل الشخوص، وضمير المتكلم يجعل الكتابة في هذه الحالة أقرب إلى الاعترافات، ويمنحها قدرا أكبر درجة من الخصوصية والمصداقية، ولهذه الأسباب لا أميل في معظم كتاباتي إلى الراوي العليم، لأنه يظل على مسافة من الأحداث، ويرصدها من الخارج، ويبدو متطفلا حين يصف أشياء حميمية أو أشياء تدور في النفس أو يعبر عن الهواجس والأحلام، كما أن الرواي العليم يمتلك موضوعية زائفةتحد من تحليق الكتابة الخيالية وتفقدها بعضا من جمالها.

◄ يستقي البعض كتاباته من أفكار تدور من حوله، وآخرون يستقونها من طفولتهم مع ربطها بالهم العام.. من أي منبع يستقي إبراهيم طه أفكاره في قصصه ورواياته؟

فكرة الرافد المباشر للكتابة تم تجاوزها، نعم قد تمثل الطفولة والنشأة والعمل في مهنة طبية منبعا لكتابة القصص، لكن مع تقدم العمر أصبحت المشاهدات اليومية والخبرات الحياتية والإنسانية هي الرافد الأساسي، قد تقرأ كتابا، أو تجري زيارة ميدانية فتحرك داخلك الرغبة في كتابة قصة، أنا كاتب قليل الإنتاج، لا أكتب أي فكرة تخطر على بالي، وقد تستغرق القصة حتى تخرج إلى النور شهرا أو أكثر، وأنا لا أكتب كل ما يعن لي، لأنني أصبحت على يقين أن وظيفة الإخبار في السرد تتراجع، وتحل محلها وظيفة التأمل والتحليق، بمعنى لا أحد يقرأ قصة حتى يتابع الأحداث، أو يعرف ما حدث، لقد تركت القصة وظيفة الإخبار للإعلام والتقارير الصحفية والمصورة، ولوسائل التواصل، فيما ارتفعت القصة لمنطقة جمالية أخرى محلقة، اقتربت من الموسيقى والشعر واللوحة التشكيلية، وصارت نصا قابلا للتأويل وللقراءات المتعددة أكثر منها نصا يحكي حكاية تنهل من واقع اجتماعي مباشر.

◄ ما هي تفاصيل عملك القادم؟

رواية اسمها "شيطان الخضر"، أوشكت على وضع اللمسات الأخيرة فيها.