الأقوياء.. نماذج لأبطال من ذوي الهمم تحدوا المجتمع بعزيمتهم
دفعة جديدة للأمام بثتها الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، عندما قامت بتكريم ياسين عبد اللطيف، المولود بمتلازمة داون، على رحلة صعوده لجبل الجلالة بالدراجة، ووجهت بصرف 10 آلاف جنيه له، تقديرًا من الوزارة لإصراره على تحقيق حلمه بالصعود لجبل الجلالة بالدراجة وإصراره على الدمج في المجتمع.
وفي تصريح لها قالت إن الدولة توفر كافة إمكانياتها لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وإن هناك اهتمامًا كبيرًا من قبل الدولة بمتلازمة داون، خاصة الشباب والنشء.
يمكن القول إن "ياسين" ليس البطل الوحيد من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يحقق حلمه ويندمج في المجتمع، فهناك الكثيرين أيضًا يبرزون في عدة مجالات محللين أحلامهم بدعم من أسرهم، تعرضهم "الدستور" في التقرير التالي..
• مي بطلة رياضة البوتشي
سعت أسرة "مي الضاحي" الطفلة التي ولدت بمتلازمة داون أن تجعلها تندمج في المجتمع ولا تقتصر دورها وحياتها على اصابتها فقط، وما زاد من هذا التشجيع اختها التي ولدت بعدها بعامين لتكون مرشدة لها رغم صغر سنها.
تقول والدة مي: "تشجيعها على ممارسة الرياضات المختلفة كان هو الهدف الذي وضعته من أجل إدماجها داخل المجتمع، دون أن يقع تصنيفها كفتاة متلازمة داون كعائق لها، وينصب تركيزها على النجاح والتميز لرفع معنوياتها وعدم إحساسها أنها مختلفة عن اختها أو اقرانها".
أضافت: جعلتها تمارس عدة رياضات مختلفة وحققت عدة إنجازات في العاب القوى والسباحة ورياضة البوتشي وكانت الأخيرة هي المفضلة لها أكثر، فتمكنت من تحقيق المركز الأول في هذه اللعبة في أولمبياد استاد القاهرة في ختام عام 2017، وحققت المركز الثاني في ذات البطولة؛ خلال مشاركتها في البطولة الإقليمية التاسعة التي عقدت في أبو ظبي من العام الماضي".
استكملت الوالدة: بعد وصول مي لعمرها الخامس والعشرين ومشاركتها في الرياضات المختلفة هي من أصبحت تتحفز للذهاب إلى النادي للتمرين حتى وإن لم أرغب في الذهاب كانت هي من تجبرني على الذهاب حتى لا تهمل تمرينها، وأصبحت كلمتها الأساسية "حلمي أكون بطلة كبيرة".
• "مريم" بطلة التمثيل على المسرح
كذلك كان الحال بالنسبة إلى مريم نعيم، الفتاة العشرينية، التي تمارس مختلف الأنشطة الرياضية منها السباحة والفروسية والبالية، وحصدت عدة ميداليات في بطولات منها، وعملت لفترة من الوقت مذيعة راديو لأحد البرامج الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن عشقها للتمثيل كان هو الأساس.
تقول والدة مريم إنها زرعت في طفلتها قاعدة أساسية أن الإعاقة هي إعاقة فكر وليست إعاقة جسد، فرغم أنها تصنف ضمن متلازمة داون، الا أن هدفها الأساسي في الحياة "أكون سبب في إن الأطفال من ذوي الاحتياجات يكونوا أقوياء ضد الإعاقة".
أضافت أن عشق ابنتها للتمثيل دفعها لإشراكها في التمثيل على خشبة المسرح ضمن فريق الشمس، في مسرحية "أوبرا ابن عربي"، رغم أن دورها بسيط لا يشتمل على الكثير من الكلمات، فدورها صامت أمام جمع من الممثلين من الأسوياء، وأقرانها من ذوي الاحتياجات الخاصة من مختلف أنواع الإعاقة، منها الإعاقة السمعية ومنها متلازمة داون ومنها قصار القامة، الا أن هذا الدور الذي تلعبه هو بمثابة الحياة بالنسبة لها.
استكملت والدة مريم أن طفلتها استمرت في التدريب على هذا الدور الصامت لأيام حتى تمارسه بإتقان شديد، ويتحقق حلمها في أن تصبح ممثلة مشهورة على المسرح.
• حبيبة تستعد للبطولات بالرمح والجولة
ولدت حبيبة مصطفى لتكون ضمن فئة الأقزام لذا سعت أسرتها ألا تشعر أن هناك فارق بينها وبين اخوتها، فسعوا إلى دمجها في المجتمع من خلال التعليم أولا وثانيا بممارسة الرياضة وخاصة رياضة الرمح والجولة في ألعاب القوى.
تقول الطفلة ذات الأعوام التاسعة عشر: "نفسي أكون بطلة" وهو ما زاد من إصرارها وإصرار أسرتها على مساعدتها.
وتشير والدة "حبيبة" إلى أن: "بتدرب كل أيام الأسبوع، ويقوم مدربها بإرسالها يأتي إلى المنزل أيامها ويذهب بها إلى التمرين ثم يعيدها من جديد لأنه وجد بها العزيمة للعب والتمرين".
استكملت والدتها أنها رغم عدم مشاركتها في أي بطولات حتى الآن لحمايتها في هذا التدريب والرياضة، ولكنها تأمين بكثرة وبكامل طاقتها حتى تكون مستعدة عندما يحين دورها في المشاركة في بطولات فئتها وتحقق مراكز متقدمة.