«رزق البحر».. كيف اهتمت الدولة بدعم الصيادين؟
في خطوة جديدة لدعم صغار الصيادين، أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي عن تنفيذ عدد من المشروعات التي تستهدف التمكين الاقتصادي لهم وفقًا للتوجيهات الرئاسية، حيث يتم تقديم تأمين اجتماعي ودعم نقدي للصيادين، وإمدادهم بالمستلزمات والمعدات الضرورية لمهنتهم، ودعمهم بقروض متناهية الصغر من خلال منح قروض بفوائد ميسرة لآجال مختلفة، وذلك لشراء معداتهم من مراكب وقوارب للصيد، وإقامة ورش لصناعة مستلزماتهم.
لم تك هذه هي المرة الأولى التي توليها القيادة السياسية لدعم صغار الصيادين ففي نوفمبر الماضي أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة لدعمهم، من خلال إمدادهم بالمستلزمات والمعدات الضرورية لمهنتهم ووقايتهم من برودة الأجواء، بإجمالي ٥٠ ألف صياد على مستوى الجمهورية، وبدأت وزارة القوى العاملة والتضامن الاجتماعي بدعم مؤسسات المجتمع المدني في تنفيذ المبادرة التي غيرت حياة الصيادين الصغار تمامًا.
في هذا الصدد قال محمد الأمين، عمدة قرية سمطا بحري بمحافظة قنا، إن قريتهم شهدت احتفالا أحياها من جديد بعد أن تم تسليم 30 مركب صيد لصغار الصيادين فيها في احتفالية حضرها وزير القوى العاملة ومدعم مؤسسة مصر الخير، فقريتهم من أكثر القرى فقرًا في قنا وتنفيذ مثل هذا المشروع فيها يعد دعم مادي ومعنوي قوي من الحكومة لأهالي القرية.
وأكد الأمين، في تصريح لـ"الدستور"، أن هذا المشروع يوفر مئات فرص العمل لأهالي القرية فكل أسرة تعمل جميعها في صيد السمك والأسرة الواحدة لا تقل عن 6 أفراد، إلى جانب من يعملون معهم من خارجها للمساعدة في توفير مصدر دخل من مساعد أو شريك ليزداد رزق الصيد من البحر ليصل إلى مئات الأسر.
وأوضح الأمين أن هذه المراكب تساهم في توفير المنتجات السمكية الطازجة للصيادين، وكذلك بيعها في محيط قريتهم أو الخروج إلى البلدة والمركز ما يوفر لهم الدخل الوفير، "كل صياد هيبقى بيشتغل أكتر عشان يجيب رزقه ورزق عياله".
وتابع: قبل هذه المراكب كان غالبية أهل القرية من العاملين في صيد السمك في ضيق وحرج من قلة المال وقلة الرزق، ومنهم من كان يعمل يوم وعشر ايام دون عمل خاصة مع أزمة كورونا التي جاءت "بالخراب" على الكل، وكان الصياد الذي لديه مركب "تعبانة وهلكانة" ينزل من الفجر وميرجعش قبل العشا صايد القليل بس"، ولكن مع هذه المراكب ذات الموتور الكهربائي والتي لن تهلك الصياد في التنقل وذات المساحة الكبيرة بحيث يصطاد أزيد من المعتاد أصبح الرزق متوفر وبزيادة يكفيه يوم واتنين".
مراكب الرزق مبادرة صناع الخير لدعم الصيادين
وعلق مصطفى زمزم، رئيس مجلس آمناء مؤسسة صناع الخير، على المبادرة التي نفذتها لدعم صغار الصيادين والتي أطلقوا عليها مراكب الرزق واستهدفوا بها 5000 أسرة الحرص على المساهمة في التنمية الشاملة المستدامة، حيث وفرت المبادرة أدوات الصيد وتوفير دورات تدريبية للصيادين، وكذلك تصميم ثلاجة لحفظ الاسماك ليبيعوها في الاسواق أو الفنادق في الأقصر.
وأوضح أن الهدف من هذه المبادرة هو دعم الصيادين الذين تأثروا سلبا بسبب أزمة فيروس كورونا وانقطعت مصادر الرزق لهم والذي يعتمد في أساسه على البحر، فكان هذا الدعم جزء بسيط في مساعدتهم على تخطي تداعيات هذه الأزمة.
وأضاف أنه تم مراعاة اعتبارات عدة عند تصميم المراكب بحيث تستوعب أكثر من فردين فقط وتستوعب كميات سمك كبيرة، وكذلك وفرنا مواتير بقوة 6 حصان للمراكب بحيث لا يستهلك الصياد قوته في التجديف للوصول إلى مبتغاه بل يكون عمله مريح ويستطيع أن يخوض في اعماق البحر، ووفرنا الشباك ذات الجودة العالية.