كنز مصر الأثري.. كيف ساهمت مشروعات السياحة في دعم ثروتها التاريخية؟
أولت القيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية غير مسبوقة لملف السياحة والآثار، الأمر الذي ظهر جليا في الاكتشافات الأثرية غير المسبوقة، وكذلك في المتاحف الجديدة التي تم افتتاحها وأبرزها متحف شرم الشيخ ومتحف كفر الشيخ والمتحف المصري الكبير الذي اقترب موعد افتتاحه، لتكون مصر قبلة السياح باعتبارها مهد الحضارات الفرعونية العريقة.
وفي هذا الصدد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بمواصلة العمل في المشروعات الخاصة بالمجال السياحي والأثري على مستوى الجمهورية، بالتنسيق والتكامل بين مختلف الأجهزة المعنية، في إطار استراتيجية الدولة لاستعادة الرونق التاريخي للمواقع الأثرية المصرية، ولإبراز ما تذخر به مصر من إرث ثقافي وحضاري عبر العصور المختلفة، من خلال أعمال الترميم الشاملة للمواقع الأثرية، خاصةً في القاهرة الكبرى ذات الإمكانات التاريخية العريقة والمتنوعة، لتكون بمثابة متحف مفتوح بطابع جمالي ومنظم على غرار العواصم العالمية الكبرى.
من هذا المنطلق خبراء يوضحون لـ"الدستور" كيف تسهم هذه المشروعات وأعمال الترميم في دعم قطاع السياحة على المدى البعيد بعيدًا عن أزمة فيروس كورونا.
خبير سياحي: جهود الإصلاح تنصب في صالح السياحة
قال مجدي سليم، الخبير السياحي، إن التطوير والمبادرات والمشروعات التي تشمل قاطع السياحة في مصر، والتي وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي باستمرارها ودعمها؛ هدفها رفع البنية الأساسية للسياحة في مصر والمطلوبة للسياحة.
وأوضح سليم، لـ"الدستور"، أن الطرق التي يتم إنشاؤها وتطويرها لتسهيل حركة المواصلات لها دور في تسهيل السياحة، كذلك المدن الجديدة التي يتم تأسيسها هي الأخرى لها مردودها الإيجابي في السياحة، مضيفًا أن الكثير من جهود الدولة في الوقت الحالي التي تبذلها تنصب جميعها في صالح السياحة ودعمها بعيد عن أزمة فيروس كورونا المستجد بل سيكون مردودها على المدى البعيد بعد انتهاء هذه الأزمة ومن الممكن قبلها، ولكن بعد اطمئنان السياح والمواطنين من حرية تحركهم دون تعرضهم لخطر الإصابة.
وتابع: أن تنوع المنتج أي تنوع في المعالم السياحية المعروضة أمام السياح، وكذلك الجودة المميزة التي ننادي بها والبيئة النظيفة التي ندعو لها ونعمل عليها والدولة تسعى لها، كل هذا في محصلته دعم قطاع السياحة والتي ستكون رائجة ورغبة في زيارة مصر لرؤية ما ننشره دائما من متاحف ومدن للفنون واكتشافات أثرية جديدة.
وأضاف أن العوامل التي يتم الترويج بها لمصر من بيانات صحفية والإصدارات الإعلامية التي تأتي من الجهات الاثرية مثل وزارة الأثار ويتم الترويج لها في دول العالم، خاصة وأن الدول خارجيا تعد الحضارة الفرعونية من أعظم الحضارات، والاكتشافات الاثرية التي تضم اكتشاف ثري وغني ويضيف إلى مصر يروج لمصر بشكل كبير جدًا والسياحة المصرية ويؤكد الرغبة للسياح ان يأتوا لزيارتها.
خبير آثار: الإرادة السياسية الحافز وراء إنجازات قطاع السياحة والآثار
وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إن الإرادة السياسية كانت هي الحافز والدافع وراء الإنجازات التي تحققت في قطاع السياحة والآثار، سواء في الاكتشافات الأثرية المتوالية أو الافتتاحات الهائلة للمتاحف الجديدة بمصر وأعمال الترميم بالمباني الأثرية، بحيث تصبح مصر على غرار دول أوروبا وتتفوق عليها بحضارتها وماضيها العريق.
وأكد خبير الآثار أن كل هذا ظهر جليا من خلال توفير القيادة السياسية المناخ الملائم الذي يمكن فيه تحقيق هذه الإنجازات في مجال الآثار؛ من توفير الاعتمادات المالية المطلوبة لأعمال الحفائر وتطوير المتاحف ومشاريع الآثار المتوقفة منذ 2011.
وأضاف أن ضم حقيبتي السياحة والآثار معًا كان له الأثر الأكبر في تحرك غير مسبوق في كل مجالات العمل الأثري، تولد عنها إتاحة الفرصة كاملة لبعثات المجلس الأعلى للآثار وتوفير الاعتمادات اللازمة، وتكليف الدكتور مصطفى وزيري قبل أن يتولى أمانة المجلس الأعلى للآثار برئاسة بعثة المجلس الأعلى للآثار بالأقصر؛ والذي قدم رؤيته الجديدة القائمة على أسس علمية مدروسة لوزير الآثار في اختيار مجموعة من الآثاريين وإخصائي الترميم من الكفاءات بوزراة الآثار، وخطة عمل في عدة مناطق بالأقصر والمنيا وسقارة وغيرها واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في أعمال التنقيب واختيار عمال حفائر مدربين عدة سنوات والذي نتج عنها اكتشافات أذهلت وتذهل العالم.
وتابع أن الإرادة السياسية أولت أهمية كبرى لملف السياحة والآثار باعتبارها مصدر رزق كبير يفتح فرص عمل وينمي النشاط الاقتصادي الزراعي والصناعي والنقل والمواصلات، علاوة على العاملين بشكل مباشر في قطاع السياحة ومصر تمتلك كل مقوماته ويمكنها أن تنافس أكبر الدول في هذا المجال.