رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شرع غائب وحق ضائع».. حكايات ميراث المرأة في الريف

جريدة الدستور

شًرع الله سبحانه وتعالى الميراث وحدده وقسمه بين المرأة والرجل، بقوله تعالى «لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا»، لكن ما زال الأهالي في بعض قرى الريف، يحرمون النساء من إرث الأراضي والأطيان، بزعم أن المرأة «لا ترث أرضًا»، وهذا يُخالف شرع الله تعالى وسُنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلّم.

«الدستور» تستعرض قصصًا من حياة سيدات ظُلمن من مسألة الميراث فبعضهن حُرمن بشكل تام منه، والبعض الآخر أُجبرن أن تكون ميراثهنَّ أموالًا وليس أراضًا أو أطيانًا.

عزيزة أخذت 100 ألف جنيه من مليون جنية والباقي عند الله!

كانت تساعد أشقائها في الأرض الزراعية، تعمل باليومية في أراضي الجيران لأجل توفير ثمن الأسمدة والكيماويات لأرضهم الزراعية، وحينما حان وقت زواجها، تزوجت وتركت أرضها على أمل الحصول على ميراثها من أبيها والمُقدر وفق للشرع «بفدان ونصف»، إلا أنَّها حينما طالبت بحقها رفض أشقائها.

«البنات لا يحصلن على أراضٍ» بل يتقاضين أموال على دفعات، هكذا لخصت «عزيزة.ص.م»، البالغة من العمر 33 عامًا مأساتها مع أشقائها بعدما استولوا على ميراثها.

تقول عزيزة: «شقيت وتعبت وقولت علشان يبقى نصيبي حلو، ولما اتجوزت طالبت اخواتي بنصيبي من الأرض أزرع فيها بدلًا من البهدلة في أراضي الناس، فكان رفضهم هو الرد، قالولي البنت مبتورثش أرض ولا أطيان، البنت تاخد فلوس وعلى دفعات»، وهذا على الرغم من زواجها منذ 4 أعوام لم تحصل خلالها إلاَّ على 100 ألف جنيه على دفعات، وحرموها من ميراثها الشرعيّ، رغم بلوغ ميراثها نحو المليون جنيه.

لم يكن حظ« نادية. أ»، البالغة من العمر نحو 40 عامًا، مختلفا عن حظ «عزيزة»؛ فالزوجة التي انتظرت ميراثها طبقًا للشرع، حُرمت منه رغم وجوده.

«الفلوس والمواسم وداخلتنا عليكي هي ميراثك، الأرض على قد الرجالة، لكن البنات تاخد فلوس ويروح ليها مواسم وأعياد»، كانت تلك الكلمات البائسة هي ميراث «نادية» من أخواتها حين طالبتهم بأخذ ميراثها.

ورغم أنَّ أشقاء «نادية» ميسورين ماديًا وجميعهم يشغلون مناصب مُختلفة، إلاّ أنَّ غرائز الشيطان كانت أشدُّ إيمانًا في قلوبهم؛ لذلك حرموها من ميراثها الشرعيّ، وفق قولها.

وتشير «نادية» إلى أنَّها وأخواتها لم تعُدن قادرات على السعيّ وراء ميراثهن، خاصةً وأنَّ أشقائها غلاظٌ شِداد، مستكملة: «سكتنا أنا وشقيقاتي البنات، مفيش في إدينا حاجة نعملها، يمكن ربنا يهديهم وفي يوم من الأيام يفتكروا شرع ربنا».

رأي الدين

في وقت سابق، قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنَّ هناك عشر حالات شرع الإسلام فيها للمرأة أن ترث وتحجب الرجل عن الميراث، بل إنه لا يرث حتى إن وجد مكانها.

وأوضح «الأزهر» في توضيحه ميراث المرأة في الإسلام، أنَّ المرأة ترث ولا يرث الرجل، هي مسألة لها قسمان، هما أولًا تحجب فيه المرأة الرجل، وله صور.

منها: إذا ترك الميت بنتًا، وأخًا لأم، فإن البنت تحجب الأخ لأم، ولا يرث شيئًا بسببها.

ثانيًا: إذا ترك الميت: بنتًا، وأختًا شقيقة، وأخًا لأب، فللبنت نصف التركة فرضًا، وللأخت الشقيقة باقي التركة تعصيبًا مع البنت.

وذلك لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بأن تجعل الأخوات مع البنات عصبة، ولا شيء للأخ لأب؛ لأنه حجب بسبب إرث الأخ الشقيقة بالتعصيب.