رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صياد فيلم «صغيرة على الحب» فى أول حوار صحفى: السندريلا بكت بسبب قسوة تدريباتى

حسن خليل في دور الصياد
حسن خليل في دور الصياد مع سعاد حسني

ولد في أسرة مكونة من9 أشقاء في محافظة المنيا، وكان والده يعمل في السويس وتوفى بها صغيرًا، فانتقلت الأسرة إلى القاهرة، حيث وهبت الأم نفسها لتعليم أبنائها، وكانت توجههم بحسب رؤيتها.

لكن الابن حسن خليل أحب الرقص فتوجه للأوبرا في سن صغيرة، ودرس في المعهد العالي للفنون المسرحية حتى أصبح «أستاذ دكتور» في هذا المجال، ولم يكتف بذلك بل أسس الفرقة القومية للفنون الشعبية، وساهم في تشكيل فرق فنون شعبية في العديد من الدول من بينها السعودية والكويت.

كما أنه صمم وشارك في العديد من الاستعراضات التي تم تقديمها في عدد من أشهر الأفلام السينمائية المصرية، لعل أشهرها «صغيرة على الحب» للسندريلا سعاد حسني، فهو مصمم استعراض «صياد بحر الهوى» الشهير في الفيلم، بل هو أيضًا من جسد دور الصياد.

عن كل هذه المسيرة الحافلة، يدور حديث «الدستور» مع الدكتور حسن خليل، في أول حوار صحفي يجريه.

- أنا صاحب فكرة «ليالي رمضان».. ودربت أعضاء «الفنون الشعبية» 6 شهور

رغم دراسته في المعهد العالي للتربية الرياضية، والعمل به معيدًا لمدة عامين بعد التخرج، كان حسن خليل مجنونًا بالأوبرا، ومنذ سن الـ14 من عمره حرص على تعلم الرقص وغيره من الفنون الشعبية، وهو الأمر الذي دفعه للاتجاه إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث تعلم الإخراج المسرحي.

داخل معهد الفنون المسرحية، واصل «خليل» مسيرته حتى حصل على لقب «أستاذ دكتور»، وهناك عرف وعمل مع زكي طليمات، رائد المسرح المصري، الذي صمم له استعراضات مسرحيته «العشرة الطيبة»، من بطولة كارم محمود، ونعيمة وصفي، وإستيفان روستي، وغيرهم، كما عرف الكاتب الكبير يحيي حقي، الذي كان مديرًا لمصلحة الفنون التابعة للشئون الاجتماعية في ذلك الوقت.

و«خليل» هو صاحب فكرة «ليالي رمضان الثقافية» في فترة الستينات، التي يقول عنها: «في عام 1964، أوكل لي ثروت عكاشة وزير الثقافة مهمة إدارة الفنون في قطاع الثقافة الجماهيرية، وكنت أسست وقتها فرقة البحيرة للفنون الشعبية، وجاء ذلك بالتزامن مع رغبة النظام الحاكم في نشر فكرة مصر الجميلة».

وأضاف: «كتبت مذكرة لسعد الدين وهبة، وكيل وزارة الثقافة وقتها، اقترحت فيها استغلال شهر رمضان في تنظيم ليالٍ ثقافية، ونقل الثقافة بمفهومها الشامل إلى النجوع والقرى والمناطق النائية، حتى تمت الموافقة على الفكرة».
وتابع: «كانت سعاد زكية جدا، وكل المشكلة ان جسدها لم يكن متعودا على الحركية، لكنها فهمت واستوعبت في النهاية، تماما وسط عصبيتي الشديدة وبكائها من قسوة التدريب»، مشيرًا إلى أن «الأوبريت» الذي تم تقديمه بمثابة فيلم كامل، وكانت «سعاد» فيه هائلة وطيعة، وبكت خلاله بشكل حقيقي.

وعن فكرة الاستعراض أو «الأوبريت»، قال: «أظهرنا فيه كيف يتم الضحك على عقول البنات، وأن الجنة التي يرونها ليست جنة وإنما جحيم، مع إظهار الفارق الكبير بين الحياة المتسيبة داخل البار، وحياة الصيادين المصريين»، كاشفًا عن أن التحضير والبروفات استمرت 6 أشهر، وتم تنفيذ الاستعراض في 15 يومًا كاملة.

وبَين أنه الأغنية التي قدمها في الاستعراض لم تكن بصوته، لكنه كان بصوت الموجي، وكان «خليل» يحرك فمه فقط.

وفي أول عرض للفيلم، حضر نيازي مصطفى وسعاد حسني ورشدي أباظة، بجانب مدير التصوير وديد سري، فضلًا عن «خليل» الذي مال عليه «أباظة» بعد عرض الفيلم وقال له: «أنت خطفت مننا الأضواء بالأوبريت بتاعك».
- السندريلا بكت بسبب قسوة تدريباتي.. ورشدي أباظة قالي «خطفت مني الأضواء»

تذكر حسن خليل قصة مشاركته في فيلم «صغيرة على الحب»، بتصميم الاستعراضات الخاصة بالعمل، والمشاركة فيها بدور «صياد بحر الهوى» الذي عرفه الجمهور من خلاله.

وقال «خليل»: «وقتها كنت مدرب ومؤسس الفرقة القومية للفنون الشعبية، فجاءني المخرج نيازي مصطفى بجوار مسرح البالون في عام 1966، وقال لي: يا حسن نريد منك أن تصمم لنا استعراضًا لفيلم اسمه (مراهقة على الحب)، فاقترحت تغييره إلى (صغيرة على الحب)، وعرضت أن يكون الاستعراض معبرًا عن الفلكور المصري، فاقتنع بفكرتي».

وأضاف «صغيرة على الحب هو أول فيلم ملون، ونيازي مصطفى توقع نجاحه الكبير، وقال لي: (في بلادنا نحن نفهم ونقدر كل شئ متأخرًا عن ميعاده، لذا سترى قيمة هذا الفيلم في المستقبل».

وعن التعامل مع السندريلا سعاد حسني، قال «خليل»: «الحقيقة أنني كنت متخوفًا جدًا من عدم إجادتها أداء الاستعراضات، خاصة أنها قامت ببطولة فيلم واحد فقط هو (حسن ونعيمة)، وهي ممثلة وليست راقصة، فكيف ستتقن أداء الاستعراض؟».
وأضاف «بدأت أشرح لسعاد حسني فكرة الاستعراض، وطريقة الأداء الحركي، لكنها لم تفهم الأمر، وطلبت مني أن أدربها ستستجيب بسهولة، وبالفعل تم تأجير صالة كاملة لتدريبها، برفقة أدريانو كوروا وكان بيانيست، ولم يكن مصرحا بدخول الصالة إلا لنيازي مصطفى فقط».

وتابع: «كانت سعاد زكية جدا، وكل المشكلة ان جسدها لم يكن متعودا على الحركية، لكنها فهمت واستوعبت في النهاية، تماما وسط عصبيتي الشديدة وبكائها من قسوة التدريب»، مشيرًا إلى أن «الأوبريت» الذي تم تقديمه بمثابة فيلم كامل، وكانت «سعاد» فيه هائلة وطيعة، وبكت خلاله بشكل حقيقي.

وعن فكرة الاستعراض أو «الأوبريت»، قال: «أظهرنا فيه كيف يتم الضحك على عقول البنات، وأن الجنة التي يرونها ليست جنة وإنما جحيم، مع إظهار الفارق الكبير بين الحياة المتسيبة داخل البار، وحياة الصيادين المصريين»، كاشفًا عن أن التحضير والبروفات استمرت 6 أشهر، وتم تنفيذ الاستعراض في 15 يومًا كاملة.

وبَين أنه الأغنية التي قدمها في الاستعراض لم تكن بصوته، لكنه كان بصوت الموجي، وكان «خليل» يحرك فمه فقط.

وفي أول عرض للفيلم، حضر نيازي مصطفى وسعاد حسني ورشدي أباظة، بجانب مدير التصوير وديد سري، فضلًا عن «خليل» الذي مال عليه «أباظة» بعد عرض الفيلم وقال له: «أنت خطفت مننا الأضواء بالأوبريت بتاعك».
- فؤاد المهندس كافئني في «العتبة جزاز».. وتعرضت للصفع بسبب «سيد درويش»

لم يكن «صغيرة على الحب» هو الفيلم الوحيد الذي صمم حسن خليل الاستعراضات الخاصة به، فهو مصمم استعراض «فرافيرو» في فيلم «العتبة جزاز» من بطولة الفنان فؤاد المهندس، بعدما طلب منه ذلك أيضًا المخرج نيازي مصطفى.

وعن ذلك الاستعراض، قال: «استعنت بمجموعة من الراقصين، وبمتخصص في أداء الأكروبات، ودربت شويكار على أداء الحركات التي يتطلبها الاستعراض، ولم تكن لديها أي فكرة عن الرقص، وكذلك دربت فؤاد المهندس، وكان طيعًا جيدا، وأتذكر أنه منحني ظرفا به مبلغ مالي كبير، فقلت له هل هذه رشوة؟، فقال لي: لا.. إنه إعجاب».

وإلى جانب «صغيرة على الحب» و«العتبة جزاز»، درب «خليل» سميرة أحمد في فيلم «السيرك»، من إخراج عاطف سالم، ودرب نجلاء فتحي في فيلم «أفراح»، من إخراج أحمد بدرخان.

وعن فيلم «سيد درويش» للفنان كرم مطاوع، قال خليل إنه كان انتهى وقتها من مسرحية «آه يا ليل وآه يا قمر»، التي حققت نجاحًا كبيرًا، وذاع صيتها بقوة، ثم التحق بالفيلم، الذي دربت فيه النجمة هند رستم، وذلك داخل استوديو النحاس.

وفي نفس توقيت الفيلم، كان يعرض الفيلم الأمريكي الشهير «قصة الحي الغربي»، فصمم «خليل» استعراضًا مستوحى من الفيلم الأمريكي، وفي إحدى البروفات حضر الاستعراض عدد كبير من الأساتذة، منهم أحمد رشدي صالح، وعبد الرحمن صدقي، وسعد الدين وهبة، وصفوت كمال.
بعد مشاهدة هؤلاء الأساتذة للاستعراض جاء «رشدي» وصفع «خليل» على وجهه، قائلًا له بغضب: «هو أنت خواجة يا حسن؟ الاستعراض مليء بالحركات الأجنبية، ولا يعبر عن مصر»، وسأله: «هل قرأت تاريخ مصر وتاريخ ثورة 19؟ هل سمعت عما فعله المصريون في تلك الثورة؟سأنتظرك غدا في المكتبة القومية العامة بمنطقة باب اللوق، في الثامنة والنصف صباحًا».

وأضاف «خليل»: ذهبت بالفعل في الميعاد، ووجدت هناك أحمد رشدي صالح، وسعد الدين وهبة، وأحضرا لي كتبا مليئة بالصور عن ثورة 1919، وقرأت تاريخ مصر وتاريخ الثورة، وأعطوني مهلة أسبوعًا لتصميم استعراض جديد، وبالفعل قدمت استعراضًا جديد عن المواطن المصري في ثورة 1919».
واشتهر هذا الاستعراض بجملة «عشان نعلى ونعلى ونعلى لازم نطاطي نطاطي نطاطي»، و«طلعت يا محلى نورها شمس الشموسة»، وبحسب «خليل» كل من «شاهد الاستعراض كان يتفاعل معه بصورة كبيرة».

كما درب «خليل» الفنانة سهير البابلي في فيلم «أخطر رجل في العالم»، من بطولة فؤاد المهندس، الذي قال له قبل تصميم استعراضات الفيلم: «نيازي مصطفى جاب 3 قبلك وكلهم فشلوا في إقناعه»، لكنه نجح فيما فشل فيه الثلاثة مصممين.

وتابع: «أما التجربة التي لن أنساها فكانت مع نجوى فؤاد عام 1970، وقت تولي محمد أنور السادات رئاسة مصر، حيث أقيم احتفال كبير بتوليه المسئولية تضمن استعراضًا كتبه الثلاثي سعد وهبة وصالح جودت وسامي داوود، وتناول تاريخ مصر الفرعونية والقبطية والحديثة، وتوليت أنا تصميم الاستعراضات الخاصة به».

واستكمل: «اختاروا نجوى فؤاد لتجسيد دور إيزيس، في الأوبريت الذي كان يحمل اسم (موال من مصر)، وكانت أول مرة يكون فيها المسرح أمام المعبد الجنائزي بمنطقة الأهرامات، وحضر الرئيس السادات الافتتاح، بجانب عبد القادر حاتم وزير الثقافة والإرشاد القومي».
- كونت فرق فنون شعبية في الكويت والسعودية.. وألمانيا أهدتني جزء من سور برلين

في عام 1981، خرج «خليل» من مصر في إعارة إلى دولة الكويت، كأستاذ مساعد في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج، ومعه دكتوراه في فن الإخراج الاستعراضي، وكانت هذه الإعارة لمدة 4 سنوات، رفقة العديد من عمالقة الفن المصري، مثل سعد أردش وتامر عبد الحليم وسناء شافع وطارق عبد اللطيف.

وقال «خليل»: «عملت أول 3 سنوات هناك بقلب وجهد كبير، حتى أن سعد أردش كان يقول (أنا لا أستطيع أن استغنى عن حسن)، وعدت إلى مصر للحصول على درجة أستاذ، ثم سافرت إلى الكويت مرة أخرى، حيث طلب مني ولي العهد تكوين فرقة فنون شعبية، وبالفعل نجحنا في تشكيل فرقة التلفزيون للفنون الشعبية، وانشغلت فيها بشكل كبير».

بعد ذلك، طلب مسئولو الكويت من «خليل» المشاركة في الاحتفال الأول بالعيد الوطني للبلاد، في أواخر الثمانينات، وشددوا على ضرورة أن يحكي سيرة دولة الكويت، وبالفعل قدم 6 عروض كاملة في هذا الاحتفال، مضيفًا: «بعد ذلك طلبتني السعودية، وتحديدًا الملك فهد، وكان حينها ولي العهد وقائد الحرس الوطني رئيس مجلس الوزراء، وهناك نجحت في تكوين فرقة الجنادرية».
وتابع: «نزلت إلى مصر لإجراء عملية قلب مفتوح، وبعدها أرسل السلطان قابوس رحمة الله عليه يطلبني، لتنظيم أحد المهرجانات الفنية الكبيرة في سلطنة عمان، ثم عدت للكويت حيث نفذت استعراضًا حضره ممثلو 28 دولة بمناسبة انتصار الكويت على الاحتلال العراقي».

وفي ذلك العرض، تمت دعوة ممثلي كل الدول التي ساعدت الكويت، أي رؤساء وملوك 28 دولة، وحضر هؤلاء كلهم العرض، وبسبب ذلك أطلق على «خليل» لقب «مخرج الملوك»، كما أنه نفذ عروضًا في أوروبا والولايات المتحدة والأكوادور، وتذكر أنه في إحدى سفرياته هذه، تم تأجير صالة مغطاة كبيرة، لكنها لم تتسع للجمهور، فتم تقديم العرض في جراج سيارات بحجم عمارة كبيرة.

كما أنه سافر إلى ألمانيا، وتحديدًا فرانكفورت، وفكر هو ومجموعة أصدقاء في تدشين مركز ثقافي خاص يشبه «جمعية» هناك، وبالفعل دشنوه وأطلقوا عليه اسم «استوديو أرابيسك»، بهدف دمج الفنون الشعبية المصرية والتعبير عنها.
وقرر لتنفيذ هذه المهمة النزول إلى مصر، وإجراء الكثير من البحوث في «علم الفلكلور المصري»، وبحث الأمر ميدانيًا، وبالفعل توجه إلى شقيقته التي كانت تقيم في ريف المنيا، حاملًا كاميرا 8 مم، وبدأ يذهب إلى الأفراح، ويرصد حركات المشاركين وطريقة تعبيرهم عن الفرحة، كما رصد هذه الحركات في المناسبات الاجتماعية الأخرى مثل «السبوع».
وأضاف: «اخترت الحركات التي تليق بالمجتمع الأوروبي، وصممت رقصات شعبية مصرية 100%، وعدت إلى ألمانيا لدمج ما استخلصته من طين الشعب المصري، فلقيت حفاوة ما بعدها حفاوة، لانتقل بعدها إلى شتوتجارت، ثم ارتحل من بلد إلى بلد لأعلم الناس الفنون الشعبية المصرية».

وتابع: «في ظرف 5 سنوات دربت 12 ألف راقص في كل مقاطعات ألمانيا، وحدث أن فرقة رقص من التي دربتها قدمت استعراضات أمام سور برلين، فأعجبوا بها إعجابا شديدًا، ومنحوني وقتها حجر صغير من سور برلين حين تم هدمه، ولازلت أحتفظ به إلى الآن، علمًا بأنه لا يمنح سوى للرؤساء والملوك».