رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مصر الحضارة والانتصار للحياة» كتاب يفند أكاذيب أعداء المحروسة

مصر الحضارة والانتصار
مصر الحضارة والانتصار للحياة

في كتابه "مصر الحضارة والانتصار للحياة" والصادر عن دار الهلال٬ يذهب مؤلفه الباحث طلعت رضوان٬ إلي أن أعداء الحضارة المصرية٬ يركزون فى هجومهم على جدودنا المصريين القدماء، على عدة محاورمنها: أنّ الحضارة المصرية حضارة موت٬ وأنها قامتْ على السخرة والعبودية٬ تاريخ مصرالقديمة كله طغيان٬ المصريون القدماء ليس لهم إسهام بارز فى الحضارة الإنسانية وإنّ اليونانيين هم أصل الحضارة.

والملاحظ أنّ أغلب الكتابات المعادية للحضارة المصرية، ليس لها أدنى علاقة بعلم اللغويات ولا بعلم المصريات ومن أمثلة ذلك ما كتبه الكاتب البريطانى جون تيلور٬ الذى روّج لنظرية قال فيها إنّ بناة الأهرام كانوا من أبناء شعب الله المختار٬ ومن نفس السلالة التى انحدر منها إبراهيم٬ وإنْ كانوا من أزمنة سابقة بطبيعة الحال أقرب إلى نوح فى واقع الأمر.

وأيضًا ما ذكره الثيوصوفى أى العارف بالله عن طريق التجلى الصوفى بازل ستيوارد صاحب كتاب "سرالهرم الأكبر" الذى كتب: ليس هناك ما يُبررالقول إطلاقا بأنّ المصريين هم الذين بنوا الهرم لمجرد أنّ الهرم موجود فى مصر" ليس ذلك فقط وإنما قال أيضا:"بذورعظمة مصر بذرتها حفنة من المستوطنين، دخلتْ مصر بسلام ونظمتْ القيام بعمليات الانشاءات العظيمة".

ويوضح "طلعت": وهؤلاء المستوطنون من وجهة نظر السيد ستيوارد فإنهم جماعة من الآسيويين القادمين من أرض الفرات وكانوا على مستوى رفيع من المعارف العلمية والرياضية٬ وأنهم عندما دخلوا مصر نظموا عملية إنشاء الهرم الأكبر وبعد أنْ تم إنشاؤه خرجوا من مصرآخذين معارفهم معهم.

ومن الأجانب (أيضًا) الذين يحاولون نزع أى دور للحضارة المصرية، الكاتب الليبى على فهمى خشيم الذى أصدر كتابيْن نسف فيهما أية خصوصية لمصرالقديمة، الكتاب الأول بعنوان "آلهة مصرالعربية" الصادر عن هيئة الكتاب المصرية٬ وكما يقال فى أمثالنا الشعبية الجواب بيبان من عنوانه فحتى الآلهة المصرية ماعت رمز العدل والحق والاستقامة وجحوتى رمز الحكمة والكتابة إلخ٬ يرى سيادته أنّ المصريين القدماء ليستْ لهم أية علاقة بهذه الآلهة لأنها وفدت على مصر من جزيرة العرب.
أما الكتاب الثانى فهو بعنوان "القبطية العربية" ومن العنوان يتضح المضمون، إذْ أنّ سيادته يرى أنّ (كل) الكلمات والتعبيرات الواردة فى اللغة القبطية أصلها عربى٬ ورغم أنّه يشغل منصب أمين عام مجمع اللغة العربية فى ليبيا وواحد من أشد حماة الدفاع عن اللغة العربية، فقد أخطأ فى قواعد تلك اللغة فى كتابه القبطية العربية الصادر فى مصرعن دار نشر اسمها مركزالحضارة العربية.

يتابع المؤلف: فى الكتابيْن المذكوريْن يلحظ القارئ صاحب العقل الحر طغيان اللغة الدينية والعرقية، الأمرالذى يؤكد ابتعاد المؤلف عن لغة العلم ووفق قراءاتى للمنشور فى الثقافة السائدة فى مصر لم أقرأ نقدًا تحليليًا للكتابيْن المذكوريْن إلاّما كتبه الراحل الجليل بيومى قنديل فى كتابه (دفاع عن تراثنا القبطى) الصادرعن دارميريت للنشرعام 2007 وتأتى أهمية دراسة بيومى قنديل بمراعاة أنه كان يُجيد اللغة المصرية القديمة بمراحلها الثلاث (الهيروغليفة والديموطيقية والقبطية) واللغة اليونانية القديمة واللاتينية بالاضافة إلى ست لغات حية معاصرة.

تبقي الإشارة إلي أن الكتاب شمل عدة فصول، شرح فيها المؤلف أهمية ما قام به جدودنا فى مجال الزراعة وتهذيب النيل الذى كانه مجرد أحراش ومستنقعات. وفى الفصل التالى، أوضح أهمية التقويم المصرى الشمسى فى ضبط بدء الزراعة ومواسم الحصاد وفى فصل آخر أوضح كيف تكون حضارة البناء والتعمير (حضارة موت)؟! وفى الفصل الرابع شرح أنّ اللغة المصرية القديمة هى أم لغات العالم٬ وحضارة الكتابة وتناول فى الفصل الخامس المنظومة التعليمية فى مصرالقديمة وفى الفصل السادس تناول دور مصر الحضارى فى الطب والصيدلة٬ وفي الفصل السابع تحدث عن الحضارة المصرية وأصل الموسيقي٬ والثامن تناول مكانة المرأة فى الحضارة المصرية.