رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صدور «السلطة والذكاء الاجتماعي - الديموقراطيات الغربية في خطر»

جريدة الدستور

صدر حديثا عن دار "الترجمان" للنشر والتوزيع كتاب "السلطة والذكاء الاجتماعي - الديموقراطيات الغربية في خطر" لمؤلفه "ميشائيل باون"، أستاذ الفلسفة في جامعة أوتو فون جيريك ماجديبورج الألمانية، ومن ترجمة الكاتب والروائي أيمن شرف.

يقول الكاتب الروائيوالمترجم أيمن شرف للدستور "يؤسس باون في هذا الكتاب لنظريته عن أن السلطة تقوم على الذكاء الاجتماعي، وليس استخدام العنف أو التهديد به حسب التصور السائد وفقًا لنظرية ماكس فيبر وتوماس هوبز الكلاسيكية، والذكاء الاجتماعي كما يعرفه "باون" هو قدرة البشر المتطورة عبر خبراتهم الطويلة على تجنب الصراعات العنيفة وتنسيق الحياة الاجتماعية، وهذا الذكاء الاجتماعي يواجه متطلبات وتحديات أكبر كلما ازداد تعقيد المجتمع.

ويشير أيمن شرف إلى أن "باون" يعتمد في نظريته على مبدأ التوافق الذي سبق وأن طرحته حنا أرندت لكنه يحاول تغطية ثغرات نظرية التوافق مستندًا إلى نتائج الدراسات الاجتماعية والنفسية والتاريخية حول سلوك الجماعات البشرية في حالات الصراع وفي تأسيس هياكل السلطة، وبناء على ذلك التحليل يرى باون أن المجتمعات الغربية الديموقراطية تواجه خطر انهيار ديموقراطيتها نتيجة لزيادة التحديات المطروحة على “الذكاء الاجتماعي”، وأحد أعراض ذلك الخطر صعود ما يسمى بتيار “الشعبوية اليمينية” في أوروبا والولايات المتحدة منذ أوائل السبعينيات وما بعدها، ومن أشهر رموزه حالة الرئيس الأمريكي "السابق"دونالد ترامب وأنصاره.

ويختم شرف " هذا السياق يثبت المؤلف أن الضغوط الخارجية التي عززت التماسك الاجتماعي وعلاقات التعاون داخل الجماعة البشرية كانت سببا لنشأة الهياكل الديمقراطية، ويتوافق معها أيضا ضرورة توافر قدر معقول من المساواة الاقتصادية بين شرائح المجتمع، وهذان العاملان [الضغوط الخارجية والمساواة الاقتصادية] كانا أيضًا السبب في التوافق الاجتماعي والسياسي الذي شهدته أوروبا ما بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، وبالتالي لم تكن الرؤى أو الأهداف التي تحققت في فترة ما بعد الحرب هي الجديد؛ بل الجديد هو أن الرؤى والبرامج التي عُرفت منذ فترة طويلة أصبحت فجأة تحظى بقبول الأغلبية، وفي إطار زمني ضيق للغاية في كثير من الدول”، ثم نتيجة لتغيير الظروف الحاكمة وانحسار الضغوط الخارجية -مع انهيار حلف وارسو- وارتفاع معدلات عدم المساواة الاقتصادية أصبحت الهياكل الديمقراطية بالتالي مهددة.