رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبيبة توليد وخبيرة تجميل.. هكذا كانت مهنة «الداية»

صفاء عبد المنعم
صفاء عبد المنعم

في كتابها الأحدث" داية وماشطة.. عادات وتقاليد" والصادر عن دار غراب للنشر٬ تغزل الكاتبة صفاء عبد المنعم برهافتها الإبداعية٬ نسيج حميم من الكتابة الأنثروبولوجية٬ حيث عكفت علي جمع وإعداد مادة الكتاب في الفترة من 2000 إلى 2012. وفيه رصد ميداني لأهم العادات والتقاليد التي عرفها المجتمع المصري وتوارثها منذ أجداده الفراعنة العظام.

حيث يتناول الكتاب توثيق لهذه العادات والتقاليد وإلقاء الضوء عليها٬ ماهيتها٬ مناسباتها٬ طقوسها..ألخ. كما يشرح الكتاب بالتفصيل الكثير عن العادات والتقاليد التي كادت تختفي من المجتمع المصري٬ وحلول أخري مكانها٬ ومن بينها طقس "السبوع" الذي تحول منذ بداية السبعينيات إلي "العقيقة" وهي العادة التي رجع بها من سافروا للعمل بدول الخليج عقب حرب أكتوبر 1973 وكيف تبدلت أجواء الاحتفال بالمولود الجديد من طبيعتها المصرية المبهجة٬ من أول تحضير أدوات السبوع كالغربال والأبريق وأكياس الحلوي التي توزع علي الأطفال٬ إلي مجرد ذبح خروف لو المولود ولد وشاة لو الوليد بنت.

كما يتطرق الكتاب لبعض المهن التي كادت تنقرض هي الأخري أو أنقرضت بالفعل٬ ومن بينها مهنة "الداية" وهي السيدة التي كانت تقوم بدور طبيب التوليد. وفي لقائها بإحدي النساء ممن كن يعملن بهذه المهنة تعرف الداية نفسها بأنها:"هى اللى بتولد الستات، وساعات يقولوا عليها مولدة أو القابلة.

غير أنها يمكن في بعض الأحيان أن تقوم بأدوار أخري منها تجميل النساء تقول نفس السيدة: "آه ممكن تبقى ماشطة، وبيقولوا عليها بلانة أو نتافة أو محففة. توضب العرايس وتزوقهم وتحففهم٬ يعنى تشيل الشعر من الجسم بالحلاوة وتنتف الحواجب، ويقولوا عليها حفافة أو نتافة ومش شرط تكون داية٬ قليل اللى بتشتغل داية وماشطة.

وعن كيفية صنع "الحلاوة" تقول: تجيب سكر ولمون ومياه وتدوبهم وتحطهم على النار لحد ماتمط زى الأستيك، وممكن تتعمل بالعسل الأسود، وتفضل تمعط فيها لحد ما تلين وتبقى زى الملبن فى أيديها.

وعن الأعمال الأخري التي تقوم بها أيضا تتابع:"يوه كتير قوى خدى عندك، زمان كان فيه الملاية تملا المياه من الحنفيه بالبستله، وفيه الخدامه أو الشغاله ودى بتخدم فى البيوت، وفيه الغساله ودى بتغسل الهدوم، قبل انتشار الغساله اللى بالكهربا، كان بيبقى فوق السطوح حجره اسمها أوضة الغسيل.

وفيه الخبازه ودى كانت بتخبز العيش بالفلوس خصوصا العيش المرحرح لأنه بيحتاج شطاره، وفيه الخياطه ودى كانت بتفصل الهدوم، وكان زمان كل بيت فيه ماكنة خياطه وفى الفرح يجبوها البيت تخيط للعروسة الهدوم.وفيه العرافه اللى بتشوف البخت وتضرب الودع، وفيه المِغسله اللى بتغسل الميته، وفيه المعدده والندابه وغيره أعمال كتير.

وحول إذا ما كان يمكن للداية أن تعمل مغسلة؟ تؤكد: لأ مش ممكن، عشان الناس هاتتشائم منها، وبعدين المغسلة دى ممكن تطوع ببلاش من غير فلوس، صواب "ثواب" ياعنى، وممكن يكون حد عزيز مات عندها٬ فوهبت نفسها لتغسيل الميتين زكاة ياعنى وممكن تشترى الكفن كمان للفقراء، والست تغسل الستات بس، ولازم تكون طاهرة، واللى تساعدها يفضل تكون بنت بنوت وبتصلى.

وعن عمل بعض الرجال في هذه المهن كالنساء أضافت: فيه رجاله بس قليل، الستات أكتر٬ لأنهم بيخشوا البيوت ويكشفوا على الحريم.ولأنهم غلابه الواحده منهم تكون هجاله "أرملة" وبتربى عيالها أو عزبه، لكن اللى بتضرب الودع أو تشوف البخت بتبقى من الغجر.