رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المراقب الصحي».. الجندي المجهول في رصد وتعقب الأمراض والأوبئة

جريدة الدستور

مع حلول أزمة فيروس كورونا المستجد منذ العام الماضي 2020 برزت الأطقم الطبية في مواجهة هذه الجائحة التي انتشرت كالنار في الهشيم في بداية الأمر حتى تم السيطرة عليها مع محاولات تقليل عدد الإصابات والوفيات إلى حد ما، وبرز على الساحة مسميات لأدوار كثيرة كانت موجودة بالفعل لكن لم يكن دورها بارزا وساطع، وخاصة في فرق متابعة العزل المنزلي التابعة لوزارة الصحة، والتي كان منها المراقب الصحي الذي يتركز عمله في متابعة المريض منذ تسجيله دخول للمستشفى وبعد خروجه وحتى تسجيله شفاء من فيروس كورونا.

"الدستور" تواصلت مع عدد من المراقبين الصحيين للتعرف على طبيعة عملهم قبل أزمة فيروس كورونا وبعد الأزمة ودورهم في العزل المنزلي.

ترصد الأمراض المعدية والسلامة والصحة المهنية

قال أحمد خضر، مراقب صحي في إدارة غرب أسيوط: إن دور المراقب الصحي معني بالطب الوقائي، وهو منع حدوث الأمراض والسيطرة عليها في المهد، مضيفًا أن الطب الوقائي في مصر منظومة مجانية حيث تدعم التطعيمات، والرقابة على الأغذية والتفتيش على المحلات، وترصد الأمراض المعدية وصحة البيئة والرقابة على مياه الشرب والصرف الصحي والصناعي، والسلامة والصحة المهنية وهذه هي أقسام عمل المراقب الصحي.

وأوضح خضر، في تصريح لـ"الدستور"، أن المعاهد الفنية الصحية تُدرس فيها قسم المراقبين الصحيين يتم تدريس 13 مادة بالتفصيل، وكان في البداية الشهادة المعتمدة تخرج بدبلوم فوق متوسط حاليا أصبحت الشهادة بكالوريوس علوم صحية، ودورنا كمراقبين صحيين منوط بالتطعيمات من أجل السيطرة على المرض أو الوباء عامة وليس لأزمة فيروس كورونا المستجد فقط.

وتابع: عملنا زاد مع أزمة فيروس كورونا حيث بمجرد الإبلاغ عن مريض كورونا أو اشتباه المريض كورونا يتم إبلاغ الإدارة الصحية التابعة لها المستشفى سواء كان المريض في العزل المنزلي أو أن حجزه في المستشفى، يقوم دورنا على حصر المخالطين وتسجيل الأسماء والسن ومتابعتهم لمدة 14 يوم، أما بالنسبة للمريض يتم متابعته بشكل يومي بالزيارة المنزلية ورصد الأعراض سواء كان هناك تطور أو تحسن فيها، والإشراف على إجراءات التطهير للمنزل الذي به مريض كورونا.

وأضاف خضر أن دورهم يقوم على التثقيف الصحي والإرشاد بتعريف المصابين والمخالطين بطريقة الوقاية من فيروس كورونا، وأن هذا المرض مؤقت بحيث يتم إيصال الرسالة دون ضغط نفسي للمريض حتى لا يتعرض لأي مشاكل نفسية إلى جانب إصابته الصحية بكورونا، مضيفًا أنه إذا كان أحد المخالطين لديه طفل في المدرسة بيتم تبليغ المدرسة بحيث يحصل على اجازة حتى يتماثل المريض للشفاء التام والتأكد من أن المخالطين لم يصابوا.
 
وقال خضر إن فترات العمل اختلفت مع الموجة الثانية لأزمة فيروس كورونا  خاصة مع تطبيق العزل المنزلي والذي يحتاج إلى متابعة يومية للمريض، بداية العمل من 8 صباحا وحتى 12 منتصف الليل تقريبًا.


◄ دور المراقب الصحي في القضاء على شلل الأطفال

وقال محمد عاطف، مراقب صحي في  المنوفية، إن مهام وظائفهم تنقسم إلى أربعة مشرف مراقب على الأمن بالمراقبة على المنشآت الغذائية وفي هذه النقطة يتم الخلط بين عملهم تبع وزارة الصحة ووزارة التموين، وهناك مفتش صحة البيئة، والاهتمام بالنظافة العامة، كذلك دوره في التطعيمات للأطفال من عمر يوم وشهرين وأربعة أشهر وهكذا.

وأكد أن المراقبين الصحيين كان لهم دورهم في التخلص من شلل الأطفال في مصر حتى أصبحت خالية منه، من خلال حملات التطعيم المستمرة للأطفال ضد هذا المرض الذي كان ينتشر وبكثرة، ومازالت هناك حملات قادمة كذلك.

وتابع كذلك المتابعة في الأمراض المعدية والذي كان لفيروس كورونا دور كبير في تسليط الضوء علينا لأول مرة "كثير من الناس لا يعلمون بوجود المراقب الصحي ومهامها الوظيفية"، فالدور العلاجي يقع على الطبيب ولكن المتابعة عقب الخروج من المستشفى يقع على المراقب الصحي.

وأوضح أن طبيعة عملهم قبل أزمة فيروس كورونا كان تتركز على مرض الالتهاب السحائي على سبيل المثال والذي يصيب الأطفال عادة، فبمجرد ظهور حالة على سبيل المثال في أحد فصول المدارس يتم وضع الفصل كاملًا تحت المتابعة والفحص، والذهاب الى منزل الأسرة في ومعرفة سبب الاصابة وتعقيم المنزل بالكامل والتأكد من نظافته.

واستكمل: ويقع دورنا كذلك في تثقيف الأسرة أو تعريفهم بضروره تنظيم الأكل وإعطائها أكل معين للطفل، بحيث يتم رصد البيئة المحيطة بها هذا الطالب حتى تتم معالجته  ومعالجة أسباب ظهور هذا المرض.

◄ أحمد السيد: المتابعة اليومية لمصاب كورونا في العزل المنزلي

قال أحمد السيد، مراقب صحي  في إدارة غرب أسيوط، إن أي مريض يذهب إلى المستشفى لتلقي العلاج أو الكشف ويتم الاشتباه فيه على أنه من الممكن أن يكون مصاب بفيروس كورونا سواء اشتباه أو تأكيد يتم تحويله إلى مستشفيات التقييم، بحيث يتم التأكد من أن لديه أعراض مشابهه لتعريف الحالة الخاصة بكورونا  وعمل أشعة له وتحاليل وصورة دم كاملة وتحليل للجلطات.

وأوضح أنه قد التأكد سواء من الإصابة أو الاشتباه يتم متابعة الحالة من خلال العزل المنزلي بشكل يومي من فريق العزل المنزلي سواء بالذهاب إلى منزله أو تليفونيا وتوفير بروتوكول العلاج الخاص للحالة، ومتابعته لرصد تحسن الاعراض سواء بدأت في التعافي أو إذا أصبحت حالته أشد صعوبة، ويتم تحويله إلى مستشفى العزل في حالة الاصابة الشديدة، ويتم حصر المخالطين لهذا المريض وتستمر هذه المتابعة حتى عشرة أيام.