رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تحقق فى الخلاف حول أبوية يعقوب صنوع للكاريكاتير المصرى

الكاريكارتير
الكاريكارتير

بين نفي وتأكيد أبويته لفن الكاريكاتير المصري، ومن قبله المسرح، عاش اسم يعقوب صنوع، أحد رواد فن المسرح والكاريكاتير.

دارت في الأسبوع الفائت مناظرة بين الباحث في تاريخ فن الكاريكاتير المصري عبد الله الصاوي، والباحث والرسام أحمد عبد النعيم، وأعضاء جمعية الكاريكاتيرالمصري، انتهت ببيان لجمعية الكاريكاتير المصري تطالب فيه الكاتب والباحث  الصاوي سحب لقب أبو الكاريكاتيرالمصري عن يعقوب صنوع كونه لايستحق ذلك.

البداية كما أشرنا في الأسبوع الفائت عبر تقرير جاء بعنوان "عبد الله الصاوى يسرد تفاصيل قصة مطالبته بمناظرة لإثبات يعقوب صنوع أبو الكاريكارتير المصري"، ومن ثم جاء تعقيب الباحث أحمد عبد النعيم، عبر رسالة يصف فيها فكرة المطالبة بأبوية يعقوب صنوع للكاريكاتير المصري، بأنه تشويه متعمد، وتسرد "الدستور" تفاصيل الخلاف.


أحمد عبدالنعيم: تشويه متعمد لفن الكاريكاتير

يقول أحمد عبد النعيم، الرسام والباحث في تاريخ الكاريكاتير، "فوجئت بمسابقة ترعاها الجمعية تحت اسم يعقوب صنوع أبو الكاريكاتير المصرى.. كيف يحدث هذا التشويه المتعمد للكاريكاتير المصرى.. يعقوب لم يرسم الكاريكاتير بمفهوم الصورة والمبالغة والتأثير الساخر، ولم تكن مجلته كاريكاتيرية ولكنها هجوم على الخديو لغرض شخصى، ووصل إلى حد البجاحة كثيرا، وﻻ يوجد مؤرخ واحد كتب عن يعقوب، وإنما المصادر من يعقوب نفسه، وإذا بحثت جيدا تجد أن يعقوب قد تعمد إضافة الهالة حول شخصه".

ويشير الباحث عبد النعيم إلى أنه "ليس له أى علاقة بالكاريكاتير إلا بعض الرسوم الساذجة البسيطة التى ﻻ ترتقى إلى فن الكاريكاتير، هى رسوم توضيحية ﻻ أكثر، وأنا أعتبر أن ذلك يعتبر تعمد تشويه لتاريخ الكاريكاتير، ما كان يجب أبدا أن يقام تحت رعاية الجمعية المصرية للكاريكاتير ذات التاريخ المشرف، كان ﻻبد من حلقة نقاش أوﻻ حول دوره قبل إعطاء هذه الصفة غير الحقيقية، ورجاء مراجعة التاريخ بدقة قبل الانزﻻق فى مسابقات تعطى من ليس لهم حق حقا، مجلة يعقوب صنوع لم تكن إﻻ مجلة ساخرة هى أقرب للكاريكاتير الديالوجى ولم تكن أبدًا مجلة كاريكاتير، ولم يصنف يعقوب نفسه رسام كاريكاتير حتى عندما أصدر المجلة فى فرنسا استعان برسام أجنبى".

وتساءل الباحث أحمد عبد النعيم: "كيف أعطيه صفة هو نفسه رافض لها؟.. أخى العزيز أرجو تصليح هذا الخطأ.. وألا تقحموا اسم الجمعية فى مسابقات دون البحث التاريخى".

وأوضح أن "الرسوم المنشورة بمجلات صنوع هى من إبداع رسام آخر كما جاء بمذكرات يعقوب المنشورة عام 1953، وقام بتحقيقها الدكتور إبراهيم عبده صفحة 83 أن صنوع قد استعان برسام ومساعد له، وتأكيدا لذلك أن الرسوم قد تغيرت تماما عندما سافر إلى فرنسا، مما يعنى أنه قد استعان برسام آخر من هناك.. وصنوع يدعى ريادته للمسرح ولم يذكر الكاريكاتير أبدا فى مذكراته المنشورة، فمن أين تأتى ريادته للكاريكاتير المصرى وهو الذى أوصى بدفنه بمقابر اليهود بفرنسا".

محمد عبلة: يعقوب صنوع أول من استخدم الكاريكاتير في الصحافة

يلفت الفنان محمد عبلة، مؤسس متحف الكاريكاتير المصري، إلى أن يعقوب صنوع مختلف كرسام كاريكاتير، لكن ليس هناك خلاف على أنه أول من أصدر مجلة كاريكارتير، وأول من استخدم رسوم الكاريكاتير، وذلك بدءًا من عام 1838، لكن هو أبو الكاريكاتير دون جدال.

وأضاف: "خلافنا على تواضع أعماله لا يمنع أبوته للكاريكاتير، ولا يمكن أن نختلف على ريادته".

عماد عبدالمقصود: يعقوب صنوع أول من أدخل فن الكاريكاتير

ويقول فنان الكاريكاتير عماد عبد المقصود إن فن الكاريكاتير صيغة متحضرة، أهم وأبرز شروطه رفضه ونبذ العنصرية، وتاريخ الكاريكاتير قديم قدم الحضارة المصرية، وصولا إلى العصر الإسلامي.

وأضاف: "في العصر الحديث يبقى اسم يعقوب صنوع كمؤسس وأول من وظف الكاريكاتير كفن ساخر في الصحافة، وليس لدي أدنى اعتراض في أن يكون يعقوب صنوع أبا للكاريكاتير المصري، ووجود يعقوب صنوع تزامن مع وجود نهضة تسعى إليها الدولة المصرية في مختلف المجالات".

وأكد أن "ما يتم طرحه حول سذاجة وضعف الرسومات لا ينقص منه، خاصة أننا لسنا بصدد تقييمه فنيا، فالكاريكاتير في حد ذاته نمط وطريق حياة".

ولفت إلى "أننا في النهاية نرى أنه ليس هناك أقدم من يعقوب صنوع، حتى الآن، وهذا ما تشير إليه تاريخ الصحافة المصرية، وأتمنى أن من يحاول نفي هذا ألا يخرج عن الإطار التاريخي والعلمي في تثبيت وتدقيق مثل هذه المعلومات".


رغداء حجازي: يعقوب صنوع الأب الروحي للكاريكاتير

ومن جانبها أكدت الفنانة رغداء حجازى أن يعقوب صنوع هو أول من أضاء الطريق لدخول فن الكاريكاتير في مصر عبر "مجلة أبو نضارة"، أما اللغط المثار حول اللقب، يعتمد على حقائق تاريخية تشير إلى أنه لم يرسم بيده، وكان يستعين برسامين معروفين، كان يعطيهم الفكرة، هو من أضاء الطريق وفتح منفذًا لوجود فن الكاريكاتير بصيغته الحديثة في ذلك الوقت عبر الصحف.

وأضافت: "أما عن اللقب فيمكن استبداله وحسمه بلقب بديل بمعنى أن يكون الأب الروحي للكاريكاتير المصري، والذي معني بطبيعة دور يعقوب صنوع في صناعة الأفكار، التي تدور في فلكها رسومات الكاريكاتير، إلى جانب ذلك يرجع الفضل ليعقوب صنوع لخروج هذا الفن عبر عباءته كفنان موسوعي وشامل فرض ريادته في المسرح، وبالتأكيد كانت له بصمته وريادته لوجود فن الكاريكاتير في مصر".

ولفتت رغداء حجازي إلى أن هناك نقطة يجب الانتباه إليها جيدا، وهي أن الصحف ووكالات الأنباء الغربية كانت تعتمد بشكل كبير على الأخبار والتعليقات التي تصدرها صحف يعقوب صنوع عبر الرسومات الكاريكاتيرية، في نشرها لوصف الأحداث الجارية في الساحة المصرية.


عبدالله الصاوي: يعقوب صنوع أبوالكاريكاتير المصري

ومن جانبه أشار عبد الله الصاوي، الباحث في تاريخ الكاريكاتير المصري، إلى أنه "كان ليعقوب صنوع الفضل في وضع اللبنة الأولى في مدرسة الكاريكاتير المصري، وهو الذي أسس بداية التقاء المصريين مع الكاريكاتير، ويأتي فى الاحتفال بصنوع احتفال بالكاريكاتير المصري بالأساس، احتفال بتاريخ يمتد ما يقارب قرن ونصف القرن.

عبدالله الصاوي يشير إلى دوافعه في أحقية صنوع باللقب

كانت مجلة "أبو نظارة زرقاء" سبب غضب الخديو إسماعيل على صنوع، وبعد أن وصل صنوع وإسماعيل إلى طريق مسدود وتم إغلاق الجريدة، واستشعر صنوع برغبة إسماعيل في التخلص منه، قرر أن ينفي نفسه اختياريًا إلى فرنسا، وفي فرنسا أعاد مجددًا إصدار مجلة أبو نظارة زرقاء، وكان يتحايل بكافة الطرق لدخول المجلة إلى مصر.

ولفت الصاوي إلى أن أول عدد من مجلة أبو نظارة في باريس ظهر في 7 أغسطس عام 1878، استعان يعقوب صنوع بأحد رسامي الكاريكاتير ومنذ هذا التاريخ وعلى مدار أكثر من 32 سنة كان الكاريكاتير مادة رئيسية في كافة صحف صنوع.

ويؤكد الصاوي على أنه "من هنا كان صنوع هو صاحب نقطة البداية والنواة الأولى في مسيرة تاريخ الكاريكاتير المصري الحديث، وشاهد المصريون لأول مرة الرسوم الكاريكاتيرية في صحافة صنوع، وظهرت عام 1906 مجلة السياسة المصورة، وعام 1907 مجلة خيال الظل متأثرين بصحف صنوع، وبدعم من الخديو عباس حلمي الثاني، الذي استخدم لأول مرة الكاريكاتير في محاربة الاحتلال الإنجليزي.

ويشير الصاوي إلى أنه على مدار أكثر من ثلاثين عامًا كان يعقوب صنوع هو صاحب أفكار الرسوم الكاريكاتيرية التي كانت تنشر عبر صحفه، كما استعان بأكثر من 25 رسام كاريكاتير من فرنسا وإنجلترا للعمل بصحفه، ولا يعيب صنوع أنه لم يمارس الرسم الكاريكاتيري ولا يقلل من أهمية ما قدمه لفن الكاريكاتير المصري، فصاحب الفكرة هو شريك أساسي في الرسم، بل أن بعض المؤسسات الصحفية تمنح الفكرة 95% والرسم 5% فقط.

ويختم الصاوي بأن عدم الاعتراف بريادة صنوع هو عدم اعتراف كذلك بصحف يعقوب صنوع، مما سيترتب عليه حذف 28 عامًا من تاريخ الكاريكاتير المصري، والسؤال ما العائد من ذلك ولصالح من؟!