رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطولة كرة اليد الدولية وبطولات أخرى أيضًا فى بلادنا


إذا كنا قادرين على النجاح المشرف فى تنظيم بطولة كرة اليد الدولية فى بلدنا وسط إجراءات احترازية مشددة نظرًا لجائحة «كورونا»، ولتوفير أقصى حماية ممكنة للمنتخبات الدولية المشاركة- فإنها فرصة مواتية فى رأيى لطرح فكرة الاهتمام بتنظيم بطولات رياضية دولية أخرى تفوق فيها رياضيون شباب وشابات مصريون فى السنوات الأخيرة، مثل رياضات السباحة والتنس والاسكواش وكمال الأجسام ورفع الأثقال وغيرها من الرياضات التى نحن فى حاجة لاهتمام الدولة بها منذ سنوات المدرسة، ثم الاهتمام بها فى الجامعات.
ذلك لأن الرياضة خير وسيلة لإظهار وجه مصر الحضارى، هذا فضلًا عن أهميتها فى بناء وتنشئة شباب مصر على الاهتمام بالرياضة كوسيلة لاكتشاف مواهبهم وبناء أجسام سليمة وتأسيس تفكير متحضر وممارسة القدرة على التواصل واللعب الجماعى، وقبل كل ذلك كله أننى على يقين وأعلم بالتجربة الذاتية أن الرياضة هى حجر زاوية أساسى ومهم فى التنشئة السليمة للأبناء، وأن الرياضة هى وسيلة مضمونة وآمنة لمحاربة آفات استشرت خلال السنوات الأخيرة فى المجتمع المصرى، مثل آفة المخدرات وآفة التشدد والتطرف وآفة التحرش.
إن الرياضة، فى تقديرى، لا بد أن تكون ضمن أولويات وزارة التربية والتعليم فى المدارس، وفى المدارس الخاصة الدولية بكل أنواعها، إنها الطريق لاكتشاف أبطال فى عدة مجالات رياضية منذ سن صغيرة ودعمها بشكل سليم.
لقد أكد المصريون منذ أيام للعالم، بتنظيم بطولة كرة اليد الدولية التى نشهد نجاحها، أننا قادرون على النجاح دوليًا إذا ما توافرت الإرادة السياسية والإمكانيات اللازمة التى تثبت أن المصريين قادرون على التفوق فى تنظيم بطولات رياضية وبإمكانيات ملاعب وصالات رياضية فاخرة أُقيمت فى العاصمة الإدارية على المستوى الدولى تضاف إلى جانب نجاح المصريين فى إنجاز مشروعات قومية عملاقة، وتخطى الصعاب مهما كانت حتى فى أصعب زمن، وهو زمن فيروس «كورونا» اللعين.
كما استطاع المنتخب المصرى أن ينتزع الفوز من خلال أداء رياضى مصرى متميز فى مباراتين أمام منتخبى شيلى ومقدونيا، وأتمنى أن يستكمل منتخبنا النجاح بالوصول إلى النهائيات، كما يطمح المصريون بحصول مصر على إحدى الميداليات، إذ كان الافتتاح- حقًا- مشرفًا ومبهجًا بتشريف السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى عكس حضوره دعمه الرياضة فى لفتة حضارية نفخر بها، لأنه قدّم صورة حضارية لمصر الجديدة التى نراها تتفتح بمشروعات عملاقة يتم إنجازها كل يوم.
لقد افتتح الرئيس الدورة الـ٢٧ للبطولة وسط إجراءات احترازية مشددة، وبحضور نخبة من الوزراء والمسئولين وقيادات الاتحاد الدولى وحكام دوليين لكرة اليد دون جمهور نظرًا لظروف جائحة «كورونا»، وتمتد من ١٣ يناير الجارى إلى نهايته، وتشارك فى الدورة منتخبات ٣٢ دولة، منها ٦ دول عربية، بينما انسحبت أمريكا بسبب إصابة ١٨من لاعبى منتخبها بفيروس «كورونا».
ومن الأخبار التى أدخلت إلى قلوبنا الفرحة أيضًا، فوز المنتخب المصرى فى مباراتين ضد منتخبى شيلى ومقدونيا فى الاستاد الجديد الذى أُقيم فى العاصمة الإدارية الجديدة، كما أن كرة اليد هى رياضة مهمة لها عشاق فى جميع أنحاء الدنيا، ولأننى من محبى كرة اليد فقد حرصت على متابعة المباريات الدولية التى أُقيمت بين الدول المشاركة، وشعرت فعلًا بمتعة كبيرة توازى متعة متابعة كرة القدم التى تتصدر الرياضات عالميًا، وذلك فى اهتمام الجماهير بها، وأعتقد أنه بعد هذه البطولة فإن كثيرًا من الشباب سيبدأ فى الاهتمام بممارستها، لأنها رياضة مهمة على مستوى العالم.
إنها متعة أن تجلس لتشاهد مباريات دولية على استاد أنيق مشرف، ولأننى أعلم أهمية بناء الجسم والعقل بالرياضة وفى تنشئة الأبناء بشكل متميز وصحى، فقد حرصت على ممارستها وممارسة رياضات أخرى كحجر زاوية فى التنشئة السليمة فى الصغر، والفضل فى ذلك يعود إلى والدتى ووالدى، حيث حرصا على اشتراكى فى فرق رياضية بمدرستى وهذا الأسلوب فى تنشئتى جعلنى أحرص عليه فى تنشئة ابنتى وابنى اللذين كانا عضوين فى فريق نادى الجزيرة الرياضى طوال فترة المراهقة والصغر، وكنت أحضر معهما التدريب بعد انتهاء المدرسة ثم المشاركة فى المباريات مع الأندية الأخرى.
وأحمد الله أننى تمسكت بغرس الرياضة والفنون فى تنشئة كل منهما، ما أبعدهما عن مصاعب فترة المراهقة وأخطارها، وأعتقد أنه من الإيجابيات التى اقتحمتها مصر فى عهد الرئيس السيسى، دعمه الرياضة والرياضيين، وأرى أن فى حضوره دعمًا كبيرًا وتوجهًا للاهتمام برياضة كرة اليد التى لم تحظ باهتمام رئيس مصرى من قبله، وهى لفتة حضارية مهمة منه، وفى رأيى أنه من الضرورى تشجيع ودعم الرياضيين المصريين فى مختلف الألعاب الرياضية وليس فى كرة القدم فقط، وعرض المباريات المحلية المهمة أو الدولية فى الرياضات المختلفة فى الفضائيات المصرية أولًا بأول مثل: السباحة التى حصد فيها شباب وشابات مصر بطولات دولية مشرفة وفوزًا مشرفًا وميداليات ذهبية وفضية وبرونزية. وها نحن نفتح أبواب مصر لبطولة كرة اليد الدولية، وتم تقديم لوحة استعراضية مبهجة فى الافتتاح المشرف الذى تم بثه على الفضائيات الدولية على الهواء وشاهده العالم، إنه ليس افتتاحًا فقط، إنما الأهم أنه رسالة للعالم بأننا دولة ذات وجه حضارى فى تنظيم هذه البطولة العالمية بشكل مشرف ومنظم.
إنها ليست مجرد بطولة دولية لرياضة لها رواج دولى كبير، وإنما هى أيضًا دعوة مفتوحة لزيارة مصر الأمان والتقدم والرياضة والفنون، لأنها تقدم مصر المتحضرة للعالم من خلال الفضائيات، ومصر أيضًا تحافظ على كل الإجراءات الاحترازية، وأتمنى أن نبدأ فى التفكير بتنظيم مباريات دولية فى رياضات أخرى مهمة تفوق فيها الشباب والشابات المصريون تفوقًا مشرفًا فى السنوات الأخيرة كما أشرت بعاليه، التى تحظى باهتمام كبير، لكننا لم نهتم بها بشكل كافٍ من قبل.
إنها دعوة منّى وأتمنى فيها من الدولة أن تستجيب لها، وتهتم بمختلف الرياضات لما لها من مردود إيجابى على مختلف الأصعدة المحلية والدولية، ولما لها من مردود أساسى لأن تنشئة أطفال مصر منذ الصغر على الاهتمام بالرياضة هى حماية مؤكدة ووقاية أكيدة لهم من كل أشكال التطرف والانحراف والفشل فى حياتهم فيما بعد.