رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى مولده.. هكذا كانت طفولة الزعيم جمال عبد الناصر

الزعيم جمال عبد الناصر
الزعيم جمال عبد الناصر

تتفق أو تختلف مع الزعيم المصري جمال عبد الناصر٬ والذي تحل اليوم الذكري الثالثة بعد المائة لمولده٬ تكره سياساته أو تتضامن معها٬ إلا أن الكاريزماالخاصة به تبقى أمرا لا يختلف عليها اثنان، حاضرة حتى الآن في قلوب العرب والشعب المصري خاصة الفقراء منه، ولا شيء أدل على هذا أكبر من صوره التي ما زالت ترفع في المظاهرات أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي كلما مرت ذكرى ميلاده أو رحيله أو حتى ذكرى ثورة 23 يوليو أو تأميم القناة... إلخ.

لم يكن نبيًا ولكن ظله أخضر كما وصفه الشاعر الراحل نزار قباني٬ عملاق "بني مُر" الزعيم جمال عبدالناصر، ما زال باقيا في الوعي الجمعي المصري٬ وما زالت صوره تزين حوائط بيوت ومحلات المصريين٬ حتى من اختلفوا معه أو مع سياساته ما زالوا يحملون له الود والمحبة، فحضور "ناصر" رغم غياب الجسد ما زال وهجه ساريا حتى الآن٬ من المحيط إلى الخليج حتى القارة السمراء٬ وعندما تأتي سيرة مصر٬ يطل اسم ناصر وسيرته العطرة.

أعداء عبدالناصر قبل أصدقائه ما زالوا يأتون على سيرته بالخير٬ فالسيرة كما يقولون أطول من العمر٬ حتى من تضرروا على المستوى الشخصي من سياساته وقراراته التي كانت ضد المحاباة واستغلال سلطته كرئيس للجمهورية ما زالوا يذكرونه بطيب أعماله، ومن هؤلاء أخوه في الرضاعة المستشار علي سامي النشار٬ أول وآخر مستشار ثقافي لمجلس الثورة٬ الذي طلب منه عبدالناصر أن يعزل نفسه من منصبه لإصراره على الزواج من سيدة إنجليزية.

أما شقيقه الثاني حسن سامي النشار فيقول في الحوار الذي أجراه معه يوسف الشريف وضمنه في كتابه "ما جرى في بر مصر" فيحمل الكثير عن علاقة الصداقة والأخوة التي جمعت عبدالناصر بعائلة النشار ووالدته السيدة وهيبة النشار التي أرضعت عبدالناصر مع أولادها حينما كانت والدته تغيب خارج المنزل لقضاء حوائج البيت.

وعن فترة طفولة عبدالناصر وصباه يقول حسن النشار: "ظل عبدالناصر منذ كان فتيًا وحتى رحيله شامخًا يعتز بصعيديته٬ لا يقبل الضيم ويرفض الهوان٬ يعتز بمنبته وانتمائه إلى الفقراء، والدتي السيدة وهيبة النشار كان يطارحها الشعر ويهديها القصص والروايات وكتب السيرة٬ كانت وهي التي تعهدته صغيرًا تلجأ إليه في حل مشاكل أبنائها، وكنا أصدقاء نستطيب عشرته ونستمع إلى قوله الفصل حين نختلف على قضية أو حول مشكلة ما٬ كان جادًا جدًا وحكيمًا سابقًا لسنه.