تحليل.. انشقاق "الرئاسية أولاً أم البرلمانية " يهدد خارطة الطريق
دعا أنصار حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، إلى تنظيم تظاهرة حاشدة تضم شباب ثورتي 25 يناير و30 يونيو أمام مقر جبهة الإنقاذ الوطني، يوم 25 من شهر ديسمبر الجاري، للضغط على مؤسسة الرئاسة بتغيير خارطة الطريق وإجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية.
وطالب مؤيدو صباحي، في بيان لهم، جبهة الإنقاذ بالتوحد ونبذ الخلافات والصراعات كأحزاب وأفراد، وأن لا تلتفت للمصالح الضيقة والمكاسب الصغيرة من أجل مصلحة عليا للوطن بأن تصل الثورة للحكم بمبادئها ورجالها المخلصين لتتحول إلى مشروع قومي لنهضة حقيقية.
وفى المقابل اختلفت أراء الأحزاب والنشطاء السياسيين حول عملية التبكير بانتخابات الرئاسة قبل انتخابات البرلمان، حيث أكد محمد أبو حامد، عضو مجلس الشعب السابق، تأييده لعملية التبكير بإجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، وصرح أبو حامد في تصريح خاص للدستور أنه بعيدًا عن أطماع حمدين صباحي وغيره ممن يريدون الترشح للرئاسة الذين يمارسون عملية من الضغط على مؤسسة الرئاسة، مشيرًا إلى أنه ليس من حق أي حد الضغط على الرئاسة لتغيير خارطة الطريق بإجراء الانتخابات الرئاسية، لكنة من الأصلح عملية التبكير بها للقضاء على مخططات التنظيم الدولي للإخوان من خلق الفوضى داخل البلاد وترويج الإشاعات لتشويه مسار خارطة الطريق.
وأشار أبو حامد أنه لابد من تغيير خارطة الطريق لاختلاف ظروف البلاد الآن عن الوقت الذى صدرت به لإسقاط دستور 2012، والمعزول محمد مرسى والمحظورة من الحكم، موضحًا أن الظروف الآن تحتم إجراء الانتخابات الرئاسية أولًا.
وفى السياق ذاته استنكر الدكتور أحمد مهران، أستاذ القانون العام بأكاديمية التحكيم الدولي، الضغوط التى يقوم بها حزب الوفد وحمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبي، على مؤسسة الرئاسة لإجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، قائلًا كفانا مراكز قوى وضغوط على مؤسسات الدولة وتوجيها فيما يعطل مسيرة خارطة الطريق التي اختارها الشعب المصري.
وأضاف مهران أن تدخل صباحي وغيره ما هو إلا تعطيل لخارطة الطريق، وتأكيدًا على التدخل السافر فى إدارة شئون البلاد لتحقيق المصالح الشخصية والحزبية، وتابع مهران أن على صباحي وغيره احترام إرادة الشعب ومطالبه التى حددتها الأغلبية من أبناء الوطن وليس من حق أي أحد أن تعلو سلطته فوق سلطة الشعب وإرادته ولا يجوز له التدخل فى مطالبه.
وأوضح مهران أن إجراء الانتخابات الرئاسية أولًا سيؤدي لصراع سياسي بين القوى الثورية والأحزاب الموجودة بالساحة، مرجعًا ذلك إلى أن الرئيس الفائز بمنصب الرئاسة سيحصل الحزب المدعم له على أغلب مقاعد البرلمان مجاملة للرئيس لتحقيق المصالح المشتركة بين الجانبين.
وصرح محمد حجاج القيادي بحزب الدستور أنه على الأحزاب ومرشحي الرئاسة المحتملين ومن بينهم حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبي، الالتزام بما اتفقت عليه خارطة الطريق بالاستفتاء على الدستور، ثم إجراء الانتخابات البرلمانية وبعدها انتخابات الرئاسة، وذلك لإعطاء فرصة أكثر للمرشحين بعرض برامجهم الانتخابية على الرأي العام، ومعرفة الأنسب والأصلح لتولي الرئاسة خلال المرحلة القادمة.
وأضاف حجاج أن إجراء الانتخابات البرلمانية أولًا سيحقق حالة من الحيادية والنزاهة وعدم التأثير على الناخبين ومؤسسات الدولة لتدعيم مرشح بعينه، كذلك لضمان عدم التلاعب ورد الجميل.
وبالحديث عن تدعيم الأحزاب الليبرالية ومنها حزب الوفد لترشيح صباحى رئيسًا للجمهورية أوضح حجاج أنه فى بعض الأوقات قبل إجراء الانتخابات تسقط الأيدلوجيات لتحقيق التوافق والمصالح المشتركة بين المرشحين.