رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهود فى واقعة احتفاظ فتاتين بجثة والدهما الميت: كان يمارس السحر

واقعة احتفاظ فتاتين
واقعة احتفاظ فتاتين بجثة والدهما

واقعة محزنة وغريبة عاشتها منطقة بولاق الدكرور، حيث انتشر خبر وفاة شخص على المعاش، فى شقته واحتفاظ ابنتيه بجثته خوفا من العيش بمفردهما، فقررا تكفين الجثة بكميات كبيرة من الشاش والقطن وإغراقه بالكريمات والمرطبات.

انتقل "الدستور" إلى مكان الواقعة فى شارع المدرسة فى بولاق الدكرور للوقوف على ملابسات واقعة وفاة موظف على المعاش واحتفاظ ابنتيه بجثته لمدة أسبوع بعدما تم تكفينها بشاش وقطن، حيث تبين من أقوال الشهود والجيران أن المتوفى يدعى "محمد" ٦٣ سنة موظف على المعاش يقيم في شقة بالطابق الأخير مع ابنتيه "نسمة، وجهاد" لديهما اضطراب عقلي بسبب ممارسة والدهما السحر، حسب رواية أحد الجيران.

قال الشاهد يوم اكتشاف الواقعة، تفاجأ بقدوم أقارب المتوفى ودخولهم الشقة عنوة بعدما رفضت البنتان إدخالهم بحجة أن والدهم غير موجود فى البيت، تم اكتشاف وجود جثة والد الفتاتين ملفوفة بشاش وقطن وموضوعة فى غرفة الصالون، وعند سؤال البنات عما حدث قالت إحداهما إن والدهما أصيب بضيق تنفس وكان يعض على لسانه بقوة، ما تسبب فى حدوث نزيف دم كثير وبعدها سقط على الأرض، فذهبت أنا إلى الصيدلية وأحضرت أقراص فيتامين، ليسترد عافيته وشاش وقطن وقمت بتكفينه مثلما يحدث مع المتوفين.

وخلال الحديث مع أحد الجيران فجر مفاجأة، حيث إن والد الفتيات كان يقرأ فى كثير من كتب السحر، تم اكتشاف هذا الأمر عندما كان والد الفتاتين يحتجز إحداهما فى غرفة، إلا أنها تمكنت من تسلق الجدار والوصول للسطح وجاءت إلى شقتى كانت تتحدث كلاما غير مفهوم، وطلبت من زوجتى أن تهتم بها وتجعلها تغير ملابسها، لكن الغريب فى الأمر أنها كانت تدخل الحمام بدون إشعال النور، عندما شاهدت حالة الفتاة ذهبت وأحضرت شيخ لمحاولة إيجاد تفسير، حيث قال الشيخ لوالد الفتاتين إنك كنت تقرأ كتبا خاصة بالسحر فى الحمام وهذا تسبب فى الضرر لبناتك.

وكانت نيابة جنوب الجيزة الكلية، كلفت مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية بمتابعة الحالة العقلية لفتاتين أخفيتا وفاة والدهما واحتفظتا بجثته ورفضتا دفنه لحزنهما وحبهما الشديد له.

وأمرت النيابة بندب الطب الشرعي لتشريح جثة الأب وتحديد أسباب الوفاة، كما طلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة واستدعاء عم الفتاتين الذي اكتشف وفاة شقيقه وإخفاء ابنتيه الأمر.

وتبين من التحقيقات والتحريات الأولية أن الفتاتين مطلقتان وتقيمان برفقة والدهما الذي كان يمنع خروجهما وأنهما تعانيان من مرض نفسي لعدم استمرار زواجهما.. اعترفت المتهمتان برفضهما التام دفن والدهما لعدم الافتراق عنه وحزنهما عليه فقررا تكفينه والاحتفاظ بالجثة فقامتا بلفها في شاش طبي بعد وضع كمية من الكريم المرطب عليها لمنع الرائحة الكريهة وظل الأمر مستمرا لمدة ١٠ أيام حتى تعفنت الجثة واكتشف عمهما الأمر.

أشارت التحريات والتحقيقات التي أجرتها نيابة جنوب الجيزة الكلية أن الأب تولى رعاية الابنتين منذ سنوات طويلة عقب وفاة والدتهما وكان يعاملهما برفق فساد علاقتهم الحب والمودة، حتى مرض الأب مرضا شديدا وفارق الحياة، إلا أن الفتاتين رفضتا فكرة دفنه وابتعاده عنهما فاحتفظتا بجثته عدة أيام داخل الشقة، بعد وضع بعض الكريمات عليها، في محاولة لتخفيف آثار تعفن الجثة، ولفاها بشاش أبيض، ومنعا أفراد عائلتهما من دخول الشقة لزيارة والدهما.

وأضافت التحقيقات أن الواقعة تم اكتشافها عندما توجه موظف للاطمئنان على شقيقه المسن الذى يعانى من حالة صحية متدهورة، إلا أن ابنتا شقيقه منعتاه من دخول الشقة عدة مرات، بحجة أن والدهما نائم ولا يرغبان في إزعاجه، بسبب مرضه.

عقب تكرار منع الموظف من زيارة شقيقه، شعر بالشك تجاه ابنتي شقيقه، خاصة مع علمه أن حالة شقيقه الصحية سيئة، وتوجه للشقة، وأصر على زيارة شقيقه والاطمئنان عليه، وبعد إلحاح منه تمكن من الدخول، ليكتشف الكارثة، بعثوره على شقيقه مفارقا الحياة منذ عدة أيام، وملفوفا بشاش أبيض على جميع أنحاء جسده.

واكتشف وفاة شقيقه، ووضع ابنتيه بعض الكريمات المرطبة على الجثة، لمنع انتفاخها، وتغير لونها، ورفضهما حقيقة وفاته، لشدة تعلقهما بوالدهما، فأسرع لإبلاغ مديرية أمن الجيزة، ووصل رجال المباحث إلى محل الواقعة، وتم نقل الجثة إلى المستشفى، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه ابنتيه.

وشرحت التحقيقات أن التحريات الأولية أشارت إلى كون الفتاتين مريضتين نفسيتين ومهووستين بحب أبيهما لدرجة رفض دفنه. اضغط هنا