مسؤولون لـ نيويورك تايمز: ترامب قال لكوشنر «سأخسر وسيكون خطؤك»
تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها، الأسباب التي أدت إلى خسارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن، في نوفمبر الماضي، كاشفة أن "ترامب" كان يتوقع الهزيمة، وألقى باللوم على صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، بسبب انشغاله بإدارة أزمة كورونا، وحمله مسئولية خسارته.
وبحسب تحقيق استند إلى مقابلات مع أكثر من 20 مسؤولا من الإدارة الحالية والسابقة، كان ترامب يعاني من "انهيار كامل" بسبب أن الوباء كان قد بدأ يحجب آفاقه السياسية، مضيفا أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته كان قد قال نصًا لصهره كوشنر خلال الاستعدادات للمناظرة الرئاسية: "سأخسر وسيكون خطأك"، وعبر له عن شكواه من أن كثرة إجراء اختبارات فيروس كورونا أمرا ليس جيدا، لأنه من الممكن أن يكشف عن الظروف السيئة للوباء التي تمر بها الدولة.
وكشفت الصحيفة، بحسب ما أورده التحقيق، أن كوشنر، الذي كان مكلفا بمهمة استكشاف إستراتيجية اختبار فيروس كورونا في البلاد وتوزيع معدات الحماية الشخصية (PPE)، كان في كثير من الأحيان على خلاف مع ترامب، نظرأ لأنه كان يتجاهل نصيحة كبار مستشاريه العلميين ويفضل بدلًا من ذلك الاهتمام بالقضايا السياسية.
وتابعت أن ذلك دفع كوشنر، بالتعاون مع مستشارين آخرين مثل هوب هيكس، في بداية تفشي الوباء- للضغط على ترامب للدعوة إلى ضرورة ارتداء الكمامات، لكنهم أصيبوا بالإحباط الشديد، نظرا لخوفهم من اعتبار الكثير من المسؤولين في البيت الأبيض تلك الدعوة على أنها انتهاك لحرياتهم الشخصية، في حين أن آخرون انتقدوا نظام اختبار كوشنر متهمينه بالفشل في مهمته، بعدما انتشر الوباء في جميع أنحاء البلاد.
وأضافت الصحيفة أن كوشنر كان قد تعرض للسخرية داخل البيت الأبيض لإحضاره مجموعة "Slim Suit"، وهي مجموعة من المتطوعين الشباب الذين تم تجنيدهم من عالم الاستشارات المالية والإدارية لمساعدته في عمله في إدارة أزمة كورونا.
وفي غضون ذلك، قدم ماكس كينيدي جونيور، وهو زميل في شركة أسهم خاصة، شكوى عن المخالفات التي وقعت في هذا الشأن، متهمًا البيت الأبيض بالسماح لكبار الشخصيات بالضغط عليهم من أجل معدات الحماية الشخصية للذهاب إلى المستشفيات المفضلة، والضغط على المتطوعين من أجل صنع نموذج معدات حماية خاصة، وهو ما ينفيه البيت الأبيض.
ونقلت الصحيفة عن مسئول جمهوري كان يعمل مراسلا للبيت الأبيض لدى صحيفة واشنطن بوست، قوله "لقد كان استكشاف الأخطاء وإصلاحها تكتيكيًا بشكل كامل، ولكي نكون منصفين، فقد كان ناجحًا للغاية، مع أجهزة التنفس وهذا وذاك، ولكن كان الأمر بمثابة الضربة القاضية".
ولفتت الصحيفة إلى أن جهود مكافحة الوباء فشلت في كثير من الأحيان في تحقيق ما وعد به السياسيون، وما يقدر الخبراء أنه ضروري للحد من الوباء، مضيفة ان كوشنر كان يخطط لتنفيذ اختبارات عدة في جميع أنحاء البلاد، لكن الحكومة الفيدرالية لم تنشئ سوى 500 موقع مؤقت في 17 ولاية في الأشهر العشرة الماضية، ما أدى عمال الخطوط الأمامية إلى البحث في أكياس القمامة عن أقنعة الوجه وإعادة استخدامها.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة فشلت أيضا في نشر اختبار فعال لفيروس كورونا في المراحل المبكرة الحاسمة للوباء.، لافتة أنه حتى هذه اللحظة،، لا تزال جهود اجراء الاختبارات وإدارة الأزمة متأخرة بشكل مؤسف وبعيدة كل البعد عن المعايير المطلوبة.