رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر والسودان.. علاقات استراتيجية ومصير مشترك في عهد السيسي

السيسي
السيسي

ظلت مصر داعمة للسودان منذ استقلالها، وسعت دائما لتعزيز العلاقات مع الخرطوم خاصة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي فقد كانت القاهرة داعمة لاختيارات وإرادة الشعب السوداني.

منذ اللحظة الأولى لتولي الرئيس السيسي الحكم في عام 2014، التقى خلالها نظيره السوداني عمر البشير 6 مرات حتى خروجه من السلطة في ديسمبر 2019 ضمن ثورة شعبية أطاحت به، إلا أن مصر استمرت في دعم إرادة ورغبة الشعب السوداني الشقيق.

واستطاع السيسي تفعيل اللجنة العليا المشتركة، إلى المستوى الرئاسي حيث أصبح رئيسا البلدين يترأس يرأسان اللجنة منذ أكتوبر 2016، وبفضل جهود السيسي ضمت اللجنة العليا 30 لجنة مشتركة، تم تقسيمها إلى قطاعات عدة على رأسها السياسي، الأمني، العسكري.

ولدعم العلاقات أكثر بين البلدين وتفعيل الحريات الأربع افتتح في أغسطس 2014 معبر أشكيت – قسطل الحدودي بين القاهرة والخرطوم ما ساهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وتسهيل حركة البضائع والركاب وبشكل طبيعي دون توقف فهو بمثابة خط استراتيجي لربط البلدين ودول الجوار الإفريقي مثل، تشاد، جنوب السودان وافريقيا الوسطى.

ومع رحيل البشير ومجىء حكومة الثورة، عززت مصر صلتها بالشعب السوداني، وتم الاتفاق بين البلدين على التنسيق في كافة المجالات وعلى رأسها سد النهضة فقد أكد رئيس الحكومة الانتقالية عبدالله حمدوك في يناير 2020 أن السودان لن يسمح بحدوث أي ضرر لمصر، في نهر النيل وأن موقف البلدين واحد في هذا الشأن.

وفى 15 يناير 2020 عقد اجتماعي ثلاثي في واشنطن ضم مصر والسودان وإثيوبيا بشان سد النهضة واتفق الدول الثلاث على اتفاق شامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، ومع نهاية الشهر ذاته صدر بيان مشترك تضمن التزام الدول الثلاث بوضع خطة ملء سد النهضة على مراحل وضرورة التوصل إلى اتفاق حول آلية تشغيل سد النهضة، وجرت جولة أخرى في واشنطن منتصف فبرابر 2020، وكان الموقف المصري السوداني متوافقا إلا أن إثيوبيا أخلت بتعهداتها.


وفي مارس 2020 تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، أكد فيه على الموقف المصري الاستراتيجي الداعم لأمن واستقرار السودان، وحرص مصر على مواصلة التعاون والتنسيق مع الخرطوم في مختلف الملفات محل الاهتمام المتبادل.

وفي الشهر ذاته دعمت القاهرة الخرطوم بشدة، إثر محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، مؤكدة على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله والقضاء عليه.

واستمرت المشاورات بين البلدين، ليتم عقد اجتماع في مايو 2020 عبر تقنية الفيديو كونفرنس بسبب ظروف فيروس كورونا، ضم الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ونظيره السوداني، فضلًا عن وزراء الخارجية والري ورئيسيّ جهازيّ المخابرات للبلدين الشقيقين، لبحث ملفات عدة على رأسها سد النهضة.

وفي 29 يوليو 2020 أجرى اللواء عباس كامل رئيس المخابرات زيارة للخرطوم التقى خلالها الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، نقل خلالها رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي وركّز اللقاء على مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تطويرها بما يحقق صالح الشعبين

ولاحقا في 15 أغسطس 2020 زار مدبولي، الخرطوم يرافقه وفد رفيع المستوى، ضم وزراء الكهرباء والطاقة المتجددة، والموارد المائية والري، والصحة والسكان، والتجارة والصناعة، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين، ناقشوا خلالها مع نظرائهم السودانيين عددا من القضايا المشتركة ووقعوا اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم في عدد من المجالات.

ومع تعرض السودان لفيضانات عارمة في سبتمبر 2020 سيرت مصر جسرا جويا عاجلا وأرسلت طواقم طبية ومساعدات طبية وغذائية من أجل دعم الشعب السوداني في محنته حتى عبر الأزمة بسلام.

كما شاركت مصر في دعم اتفاق السلام الذي جرى في اكتوبر 2020، بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية (التي تضم قوى سياسية وحركات مسلحة)، فيما وقع مدبولي، الذي ترأس وفد مصر في تلك المراسم، على الاتفاق، كشاهد على الاتفاق.

وفي منتصف ديسمبر 2020، أعربت مصر عن خالص تعازيها للسودان في ضحايا الاعتداء المؤسف الذي تعرضت له عناصر الجيش السوداني في منطقة "جبل أبو طيور" المتاخمة للحدود الإثيوبية، مؤكدة تضامنها الكامل مع السودان وحقه في حماية أمنه وممارسة سيادته على أراضيه.