المستفيدون من مبادرة الرئيس لدعم صغار الصيادين يتحدثون لـ«الدستور»
أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، في نوفبر الماضي مبادرة لدعم صغار الصيادين، من خلال إمدادهم بالمستلزمات والمعدات الضرورية لمهنتهم ووقايتهم من برودة الأجواء، بإجمالي ٥٠ ألف صياد على مستوى الجمهورية، وبدأت وزارة القوى العاملة والتضامن الاجتماعي بدعم مؤسسات المجتمع المدني في تنفيذ المبادرة التي غيرت حياة الصيادين الصغار تمامًا.
وسلمت وزارة القوى العاملة والتضامن الاجتماعي بدعم من مؤسسة مصر الخير للتنمية أولى هذه المراكب لـ30 من صغار الصيادين في قرية السنطة بحري التابعة لمحافظة قنا، والتي تعد من القرى الأكثر فقرًا في مصر.
ولكن كيف تغيرت حياة هؤلاء الصيادين بعد تسلم المراكب وكيف استفادوا من الدورة التدريبية التي وفرتها المبادرة لتعليمهم أسس الصيد الحديثة، "الدستور" تواصلت مع المستفيدين من المبادرة لرصد التغييرات التي حدثت فذ القرية مع دعم الرئيس لهم.
عمدة سمطا بحري: مشروع صغار الصيادين وفر شغل للمئات
قال محمد الأمين، عمدة قرية سمطا بحري، إن مشروع صغار الصيادين ساهم في توفير فرص العمل للمئات من أهل القرية، فرغم أن 30 فردا فقط من استلم المراكب إلا أن المستفيدين هم أسرهم كذلك ويبلغون 250 فردا، وكذلك كل صاحب مركب سيحتاج إلى مساعد له أو شريك للعمل معه ليزيد من رزق صيده، أي يمكن أن يستفيد 500 فرد.
وأوضح الأمين، في تصريح لـ"الدستور"، أن هذه المراكب تساهم في توفير المنتجات السمكية الطازجة للصيادين، وكذلك المساهمة في بيعها في محيط قريتهم أو الخروج إلى البلدة والمركز ما يوفر لهم الدخل الوفير، "كل صياد هيبقى بيشتغل أكتر عشان يجيب رزقه ورزق عياله".
وتابع أنه قبل استلام هذه المراكب كان الصيادين منهم من كان يملك مركب مستهلكة لم يستطع أن يشتري غيرها فكانت تقضي الغرض إلى حد ما، ومنهم من يعمل باليومية، ومنهم من يملك صنارة فقط لصيد السمك وبيعه لتوفير مصدر دخل لاسرته "ينزل من الساعة 3 الفجر وحتى الساعة 4 عصرًا ليصطاد القليل ويساعده" والآن أصبح صاحب مركب.
وأكد أن هذا المشروع ساعد الشباب بالأخص في الابتعاد عن تجارة المخدرات التي انساقوا إليها نتيجة لقلة المال والفقر الشديد الذي يصيب القرية فتعتبر قرية السمطا من الأكثر فقرًا على مستوى الصعيد، ويصبح عملهم على هذه المراكب نعمة كبيرة لهم تأخذ بأيديهم إلى بر الأمان لفتح بيوتهم بالحلال.
وساهم الأمين في هذا المشروع بالتبرع بالأرض التي تم بناء ثلاجة حفظ الاسماك عليها لأبناء السمطا، ليضع فيها الصيادين الزيادة من اسماكهم لتخزينها، بحيث تحفظها وبالاخص خلال فصل الصيف.
وتابع الأمين أن المشاريع القادمة التي ستساهم في زيادة الدخل المادي للصيادين كذلك، عمل مشاريع الاستزراع السمكي من خلال توفير زريعة السمك وتربيته، "الصياد بدل ما يصطاد 50 كيلو المزرعة تساعده يصطاد من 200 كيلو إلى 300 كيلو، وزيادة الفرص في التصدير".
خليفة: مبادرة الرئيس رحمتنا من العمل لدى الآخرين بمقابل زهيد
عاش خليفة عبد السميع، أيام ثقيلة بعد أن احترق مركبه الصغير ولم يكن في استطاعته شراء بديل، فعمل بأجر متغير عند صيادين آخرين باحثًا عن مصدر دخل يكفي احتياجات أسرته المكونة من 6 أفراد، والتي لا يكفيها المعاش الذي تحصل عليه من "تكافل وكرامة"، ولكن حياة خليفة تغيرت بعد استلامه لمركب صيد في مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم صغار الصيادين والتي تكفلت به مؤسسة صناع الخير للتنمية.
وقال خليفة، كنت أملك مركب صغير وأخرج يوميًا للصيد باحثًا عن رزق أبنائي الأربعة الذين يدرسون في مراحل التعليم المختلفة، وكنت أتركها ليلًا على شط النيل بجوار أرض زراعية، وفوجئت فجر أحد الأيام عندما خرجت للصيد باحتراقها، بعد أن قام صاحب الأرض التي أتركها بجواره، بحرق بعض المخلفات الزراعية فامتدت النيران للمركب والتهمتها.
لم يكن بمقدرة خليفة شراء مركب غيرها، وظل يعمل بأجر يومي لدى صيادين آخرين، حتى تسلم منذ أسبوعين مركب جديدة، قائلًا: "مبادرة الرئيس لدعم صغار الصيادين غيرت حياتنا للأفضل فأصبحت أملك مركبًا يعود ريع العمل عليه بالكامل لي ولأسرتي".
وتابع: أنها ساعدتنا في توفير صيادين محترفين قاموا بتعليمنا أحدث تقنيات الصيد باستخدام المراكب الجديدة، كما وفرت لنا ثلاجة لحفظ الأسماك حتى نستطيع الخروج بها من القرية وبيعها في المدن الكبيرة المجاور لنا مما يزيد من الدخل، مؤكدًا المبادرة اهتمت أيضًا بتوفير مكان سكن ملائم وجيد فبعد أن كنت أعيش مع أسرتي في منزل من الطوب الابيض بسقف من الجريد وأرضية ترابية تم تجهيز المنزل بالكامل وتركيب سقف يمنع وصول مياه الأمطار لنا وتحول المنزل لمكان آدمي تغيرت معه طريقع حياتنا.
نجاد: تعلمت الصيد بالطرق الحديثة بدلًا من الصنارة
مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم صغار الصيادين لم تكتف فقط بتوفير مركب لكل صياد ولكن سعت لتعليمهم مبادئ الصيد الحديثة والتي تساعدهم في صيد كميات أكبر من الأسماك بوقت أقل وتزيد من دخلهم، فقال نجاد إبراهيم أحد صغار الصيادين المستفيدين من المبادرة" لم أكن أملك مركبًا وكنت أعمل لدى الصيادين الآخرين وأخرج في بعض الأوقات لأصطاد بالصنارة وبالطرق التقليدية، لأوفر احتياجات المنزل".
ويعيش نجاد مع أسرته المكونة في 5 أفراد لم يدخل أحد من أبناءه المدرسة نظرًا لضيق حالهم، ويسكن مع عائلته في منزل واحد مكون من غرفتين وصالة ومصدر دخله الوحيد هو المقابل الزهيد الذي يحصل عليه من العمل على مراكب الصيادين الآخرين مع معاش تكافل وكرامة الذي تعطيه له الحكومة لتعينه على المعيشة.
وتابع نجاد: حصلت على مركب أصبح ملكي، وكل ما اصطاده من السمك هو رزقي ورزق أبنائي لا يشاركني فيه أحد مثلما كان يحدث عندما أعمل على مراكب صيد لا أملكها، موضحا أسعى خلال الشهور القادمة لزيادة رحلاتي للصيد حتى أوفر كمية كبيرة من الأسماك استطيع بيعها خارج القرية بمقابل أكبر.
واستطرد: وفرت لنا المبادرة ثلاجة لحفظ الأسماك التي تفيض عن حاجة القرية حتى نتمكن من بيعها دون أن تفسد، موضحًا الثلاجة يستفيد منها سكان القرية جميعهم وليس فقط الصيادين الذين حصلوا على مراكب جديدة من المبادرة.
طه: المركب الجديد رزق زوجتى وإخوتي الذين أنفق عليهم منذ وفاة أبي
تزوج علي طه شاب في السابعة والعشرين من عمره منذ أسابيع قليلة والذي عمل على مراكب الصيد في القرى المجاورة له منذ صغره ليعول أمه وأخوته بعد وفاة والده الذي كان يعمل أيضًا صيادًا، قائلا" ورثت مهنة الصيد عن أبي ولكن لم يكن لنا مركب خاص كنا نعمل لدى صيادين آخرين، حتى حصلت على أول مركب ملكًا لي من خلال مبادرة الرئيس السيسي لدعم صغار الصيادين".
علي الذي يعمل في الصيد منذ الصغر التحق بالدورة التدريبية التذ وفرتها له المبادرة ليتعلم فنون الصيد الحديثة، وقال: "اتعلمت طرق حديثة في الصيد وبدأت تطبيقها منذ حصولي على مركبي الخاص، موضحًا هناك عشرات من الأسرة استفادت من المبادرة التي وفرت 30 مركب ل30 صياد أي استفاد منها مئات الأشخاص الذين ستتحسن معيشتهم مع زيادة انتاج السمك في القرية.
وتابع المبادرة لم تهتم فقط بتوزيع المراكب ولكنها غيرت القرية تمامًا، مشيرًا مؤسسة صناع الخير التي تكفلت بتنفيذ المبادرة في قرية السنطة بمحافظة قنا قامت أيضًا بإعادة إعمار 30 منزل يعيش فيه صغار الصيادين مع أسرهم وقامت بجميع أعمال المحارة والسباكة والكهرباء وتحولت أرضيات المنازل الترابية إلى السيراميك، كما وفرت قوافل طبية للكشف عن الصيادين وأسرهم وصرف العلاج المجاني، وإجراء عمليات جراحية للحالات التي تحتاجها.
رئيس مجلس آمناء صناع الخير: تحركاتنا تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي
قال مصطفى زمزم، رئيس مجلس آمناء مؤسسة صناع الخير، إنه بعد توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي المجتمع المدني والقطاع الخاص بدعم صغار الصيادين، في نفس الوقت أطلقنامبادرة مراكب الرزق لتساهم في هذا الدعم ونستهدف من خلالها 5000 من أسر للحرص على المساهمة في التنمية الشاملة المستدامة، وتمكنا من تسليم 30 صيادي من قرية سمطا بحري بمحافظة قنا 30 مركب في احتفالية حضرها وزير القوى العاملة.
وأوضح زمزم، في تصريح لـ"الدستور"، أن المبادرة وفرت كذلك أدوات الصيد وتوفير دورات تدريبية للصيادين، وكذلك تصميم ثلاجة لحفظ الأسماك ليبيعوها في الأسواق أو الفنادق في الأقصر.
وأشار إلى أن الهدف أن نعيد دعم صغار الصيادرين، لأن معظهم مع أزمة فيروس كورونا توقف تماما مصدر رزقهم، فكان هذا الدعم جزء بسيط في مساعدتهم على تخطي تداعيات هذه الأزمة.
وأضاف أن تصميم المراكب كان له مواصفات مخصوصة، حيث كان الحرص الأساسي على بناء المراكب الكبيرة التي لا تستوعب فردين فقط وكذلك كميات صيد قليلة، بل المراكب التي تستوعب 4 أو 5 أفراد خاصة أن الصيادين دائما ما يعملون مع أسرهم لا يعملون فرادى وكذلك كمية صيد كبيرة، ووفرنا مواتير بقوة 6 حصان للمراكب بحيث لا يستهلك الصياد قوته في التجديف للوصول إلى مبتغاه بل يكون عمله مريح ويستطيع أن يخوض في اعماق البحر، ووفرنا الشباك ذات الجودة العالية.
وأكد أن مشروع صغار الصيادين سيكون مصدر رزق لصناعات أخرى غيرها كصناعة الشبك والمواتير، عدة صناعات تكميلية سيكون لاصحابها مصادر دخل وليس اصحاب المراكب فقط.
وتابع أنه تم مساعدة الصيادين كذلك ببوليصة تأمين على الحياة ضد الغرق وضد البتر وتغطي الوفاة، حيث أن الصيادين معرضين للأخطار خلال عملهم في البحر، وتم تسليمها بحضور وزير القوى العاملة كذلك الذي وعدنا بتوفير شركات تأمين أخرى للتأمين أكبر وأكثر، وتغطي البوليصة التأمين على الوفاة بمبلغ 100 ألف جنيه.