محمد الباز يكتب: أدلة خروج الإخوان على الإسلام
كان الهدف الأساسى الذى وضعه كُتّاب «رأى الدين فى إخوان الشيطان» هو كشف زيف الجماعة الإرهابية وضلال ما تعتنقه من أفكار، وقد اعتمدوا فى ذلك على القرآن والسنة والكثير من التحليل المنطقى لما قالته وما فعلته وما هى عليه، ولست فى حاجة إلى أن أقول لك إن الجماعة لا تزال كما هى لم تتغير، رغم أن كل شىء من حولها تغير تمامًا.
تحت عنوان «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» كتب عاطف محمد رزق: هلا علمت جماعة الإخوان شيئًا عن هذه الآية «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين».. وهى الآية التى توضح الطريق فى غير لبس لمن كان يريد أن يدعو إلى سبيل الله.
وهل تكون الدعوة إلى سبيل الله بالتآمر والتعاون مع المستعمرين والحلف المركزى، «حلف بغداد سابقًا»، وإسرائيل، والحصول على المال منهم ومن غيرهم، وتخزين المتفجرات، والعزم على قتل المسئولين وأبناء الشعب الأبرياء، وتخريب الوزارات والمصالح والهيئات ودور السينما والمسارح وغيرها بتدميرها، غير مبالين بمن يقتل أو يشوه أو ينجم عن ذلك من أضرار.
وهل من الدعوة فى سبيل الله السرقة بمهاجمة البنوك والاستيلاء على ما فى خزائنها من أموال عنوة، أم ماذا يريدون أن يقولوا أو أن يبرروا به أفكارهم، هذه التى طلعت علينا بها الأخبار والأنباء أخيرًا.
إن الدعوة الحقة فى سبيل الله لا تكون بالجريمة، ولكنها تكون أولًا بالحكمة والتعقل والإقناع.
وثانيًا بالموعظة الحسنة والإرشاد والتبصير.
وثالثًا بالحسن من القول عند المجادلة والمناقشة وليس بفاحشة، على ألا تؤدى المناقشة إلى العنيف من الأقوال أو الأفعال، وأولى من ذلك ألا تؤدى إلى التآمر والنهب والسلب والقتل والنسف والتخريب والتعاون مع عدو الله وعدو البلاد.
يلجأ عاطف رزق إلى القرآن مرة أخرى، يقول: ألم تقرأ هذه الجماعة وهى تدعى أنها تدعو إليه، أو لم يصيخوا سمعًا إلى آياته البينات ويتفهموا معناها ومبناها.
إن الله يقول فى محكم كتابه الكريم «ألم تر كيف ضرب الله مثلًا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون».
كما يقول جل شأنه: «إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه».
ويقول جل علاه: «وقل لعبادى يقولوا التى هى أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوًا مبينًا».
ويقول جلت قدرته: «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد».
ويقول تعالى: «ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا».
كما يقول العليم الحكيم: «يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا».
ويقول الرحمن الرحيم: «يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين».
ويسأل رزق: ماذا تريد جماعة الإخوان بالناس وبوطنهم، هل تريد فتنة دامية فى طول البلاد وعرضها لا يعلم مداها إلا الله، أم تريد خدمة الاستعماريين وإسرائيل فيما فشلوا فيه فى الاعتداء الثلاثى عام ١٩٥٦؟ ولكن الله بالمرصاد لكل فاسق فاجر يتعدى حدود الله ورسوله.
والله تعالى يقول: «ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين».
ويقول: «أفمن كان مؤمنًا كمن كان فاسقًا لا يستوون».
ويقول: «أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين فى الأرض أم نجعل المتقين كالفجار».
ويقول: «ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين».
وإنه ليبدو أن من عقائد هذه الجماعة أن أفرادها وحدهم هم المسلمون حقًا، وأن ما عداهم ليسوا كذلك، وأن الإسلام لهم وحدهم دون غيرهم ينقاد لهوسهم وآرائهم وفتاويهم وحمقهم، ولكن رويدًا أيها الإخوان، فإن الدين الإسلامى للجميع، لكل مسلم أن ينهل منه ما شاء دون وصاية الإخوان المذكورين ودون الحاجة إلى تعليماتهم وتعاليمهم.
يفعلون هذا رغم أن الله جلت قدرته، كما يقول رزق: أوضح طريق الإيمان والتقوى وحسن الجزاء وهو يقول جل شأنه: «ومن يؤمن بالله ويعمل صالحًا يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا قد أحسن الله له رزقًا».
ويقول: «إن أكرمكم عند الله أتقاكم».
ويقول: «ومن يؤمن بالله ويعمل صالحًا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم».
ويقول: «ورحمتى وسعت كل شىء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون».
ويقول: «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين».
يقفز عاطف رزق قفزة جديدة فى الحديث، عندما يقول: فإذا ما طالعتنا الأنباء بالأخبار عن نوايا هذه الجماعة، تلك الأخبار المؤسفة المخجلة المريعة التى لا تنبئ على أى حال عن أى نوع من تقى أو زهد أو إيمان أو ورع، ألا يحق لنا أن نقول إن هذه الدعوة تعتمد على الكذب والتضليل باسم الدين، لا سيما ولها تاريخ إرهابى معلوم للجميع.
ولم ننس بعد تلك الرصاصات السبع الآثمات التى أطلقوها على الرئيس جمال عبدالناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية وهو الذى أخرجهم من السجون، ولكن الله أنجاه.
وسبحانه من قائل: «فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين».
وهو الذى يقول: «ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة».
ويقول: «إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب».
ويقول: «حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتى ولم تحيطوا بها علمًا أم ماذا كنتم تعملون، ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون».
ويقول: «هل ننبئكم بالأخسرين أعمالًا، الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا».
ويقول: «يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون».
وختم رزق مقاله بقوله: ولعل الله قد أراد أخيرًا خيرًا بنا بأن يخلصنا نهائيًا من إثم هذه الجماعة وإرهابها ويقطع دابر المضللين.
وتحت عنوان «خروج الإخوان على الإسلام» يشير الشيخ حنفى عبدالمتجلى إلى الحالة الإسلامية الطبيعية أولًا.
يقول: يجدر بنا أول الأمر أن نحدد معنى الإسلام والمسلم، لنكون على بينة من معناهما، فما تدل عليه كل كلمة منهما له الأثر البالغ الذى تركن إليه النفس ويطمئن به القلب.
إن الإسلام تفويض وخضوع وامتثال لله- عز سلطانه وجل حكمه- وهو الدين القيم الذى رضيه العزيز الحكيم للبشر دينًا.
والمسلم هو المفوض أمره لخالقه، الخاضع لحكمه، المتمثل لأمره ونهيه، وحق لمن هذا شأنه أن يعتز بسلوكه الحسن، واستقامته على الطريقة، والمسلم الذى هذا مبدؤه ومنتهى أمره فى مجتمعه، هو الإنسان الذى كرم نفسه كما كرمه الله، فتحلى بالمعانى النبيلة، وصانها عما يغرس فى النفوس الحقد والعداوة والبغضاء والتدابر، ولقد بين نبى الإسلام، صلوات الله عليه وسلامه، «هذا المسلم» فى أحاديث عدة، منها:
قوله «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».
وقوله «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، ماله ودمه وعرضه».
وقوله «إن فلانة تصوم نهارها وتقوم ليلها، وتؤذى جيرانها بلسانها لا خير فيها، هى من أهل النار».
وقوله: «من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا».
من هذا كله كما يقول الشيخ عبدالمتجلى: يتبين لنا أن المسلم الحق هو الذى يحترم الإخوة الإسلامية، ويقدر ما عليه من واجبات، فيحافظ على دم أخيه فلا يغدر به، ولا يقتله متجاوزًا حدود الله، ويحافظ على ماله فلا يبدده، ولا يعرضه للضياع، وعلى مال الدولة فإنه كمال أخيه، إذ هو مال جميع المسلمين تجب صيانته، ويحافظ على عرضه وشرفه فلا يلوثه، ولا يقذفه، ولا يرميه بالفاحشة، ولا يحقره أمام الناس، ولا يغتابه، وبصيانة الدم والمال والعرض يسلم المجتمع ويستقر ويعيش فى أمن وطمأنينة ودعة. أما من تجاوز هذه المبادئ والحدود وتعداها، فهو ليس بمسلم أبدًا لانحرافه عنها، وانخراطه فى سلك الغدر بمجتمعه، وإبادة ما تقتضيه الأخوة الإسلامية.
ونصل إلى أحوال الإخوان المسلمين قياسًا على ما قاله لنا الشيخ عبدالمتجلى عن الإسلام والمسلم، فيقول: لقد كشفت لنا الأيام عن الدور العصبى الذى تقوم به جماعة الإخوان المسلمين، الذى يحاولون به أن يزاوجوا بين الدين فى مضمونه الإنسانى البعيد عن كل مظاهر العنف والاستبداد، وبين الإرهاب باعتباره سلسلة من الانفجارات النفسية، لا تضع فى اعتبارها محبة ولا أمنًا ولا قيمًا أخلاقية بقدر ما تتضمن الانحرافات والمتاجرة بالألفاظ الدينية التى تعود الناس أن يسمعوها فى مناسبات الخير والمحبة.
ولقد كان الخط الرئيسى الذى يحكم هذه الانحرافات الأخيرة قائمًا على منطق عجيب وأسلوب غريب، ذلك أن الإنسان عندما يريد إصلاحها- إذا لم يكن ادعاء أو مجرد وصولية- فإنما يضع فى اعتباره أن تكون قيم الخير للإنسان، ولمن يبغى لهم إصلاحًا على وجه العموم، سابقة لأى أفكار أخرى، أما أن تكون المحاولة هى قلب نظام عاشه الناس جميعًا بعقولهم وعواطفهم، وإمكانيات محبتهم، وسلامهم، لمجرد قلب نظام فقط، فهذا هو موضع العجب والغرابة، فسياستهم- كحزب- لم تصل أبدًا إلى مستوى الحكم، وقت أن كانت الأحزاب قائمة فى عهد الملكية البغيضة، لم تصل بهم إلا إلى مستوى المحاكمات، والإلقاء فى غيابات السجون، سياسة مدمرة، تفترض أساسًا أن الدين لا يؤمن بالانطلاقات الإنسانية فى مجالات الحضارة، وترى أن الجماعة المسلمة ينبغى أن تخرج من هذه الإطارات بإبعاد نفسها، وعزلتها عن العلاقات الاجتماعية، وعدم الاندماج مع الناس فى مباشرة شئونهم، ثم النظر إلى إخوانهم على أنهم ليسوا مسلمين فى شىء، ولذا وجب عليهم أن يقوموهم بالسلاح وبسياسة الإرهاب والتدمير.
ويقتحم الشيخ عبدالمتجلى على سيد قطب كتابه «معالم فى الطريق» يقول: إن نظرة واحدة إلى «معالمهم« التى «على الطريق» التى خطها لهم كبيرهم الجديد، والتى نشر فى الصحف طرف يسير منها، ترسم لنا نظرة بغيضة للإسلام، ولمبادئه السمحة الحقة، وتبعده عن كونه دين إصلاح ومروءة وسماحة، بجانب كونه دين عدالة وخلق، إلى اعتباره دينًا ناشفًا جامدًا، دين فوضى واضطراب، يترك الناس وما يتجهون فى سبيل حياتهم، فلا يعترف بقادة ولا يؤمن بعدالة ولا يجعل للأخلاق سيادة.
ولسنا نرى قيمة حقيقية لهذه الآراء ومتضمناتها، اللهم إلا إذا كان الحافز عليها حمقًا وبلاهة عقول، فلماذا يغير شكل مجتمعنا الذى نعيش إمكانياته كلها بكل أحاسيسها، ولماذا نخسر مكاسبنا الأدبية فى العالم، وندفع ضريبة حضارتنا الراهنة، دمارًا لهذه الحضارة وخسرانًا كبيرًا لنا؟
ويأخذ عبدالمتجلى على الإخوان ما فعلوه، فيقول: بعد سنين من المحاولات لاتحاد الكلمة، ووحدة الصف، والالتقاء على مستوى التفاهم على مجابهة هذا الخطر الذى واجهته مصر نرى الإخوان المسلمين وهم يحاولون التستر وراء الدين، متخذين من اسم الله، عز وجل، ومن كتابه العزيز الوسيلة للتغرير بضعاف العقول وجذبهم إلى صفوفهم.
نراهم قد أحكموا مؤامراتهم على اغتيال قادة الأمة ورجالها، وعلى نسف وتدمير المنشآت ذات الأهمية فى الكيان الاقتصادى القومى، ووسائل التوعية الثقافية، وعلى إلقاء العديد من القنابل الحارقة فى الشوارع لإثارة الذعر فى نفوس الناس، ويصلوا بعدئذ إلى الحكم الذى جعلوا طريق الوصول إليه ما لا يقره شرع ولا مجتمع.
ونراهم مع هذا قد اتصلوا بهيئات أجنبية تعاون العدو الأكبر للأمة العربية وتمده بالمساعدات العسكرية والاقتصادية، إبقاء على وجوده شوكة فى جسم الأمة العربية وسبيلًا لفرض السيطرة من جديد.
ويخلص عبدالمتجلى إلى القول: الواقع إن الإخوان المسلمين ضلوا الطريق المستقيم، أما كان الأجدر بهم أن يجندوا أفكارهم وما أعدوه من وسائل التدمير والتخريب لغزو الاستعمار والصهيونية فى فلسطين، منضمين كمسلمين مخلصين تحت القيادة التى تقوم بالعمل نحو خلاص هذه الأرض السليبة.
إن الإخوان بأفكارهم المنسوبة للإسلام لا يمتون إلى الإسلام بصلة، فالإسلام كما عرفه الناس فى مشارق الأرض ومغاربها دين العقيدة والعمل، دين البناء والمسايرة للحضارات، دين مرن لين، يقوم على احترام الفرد لمقدرات المجتمع من حوله، ما دامت معالمها تتخذ من الدين أساسها ومرونتها.
ويكشف عبدالمقصود حشاد «مؤامرة عصابة الإخوان الإرهابيين».
يقول: هذه العصابة، وهى التسمية التى تنطبق على جماعة الإخوان، انكشفت مؤامرتهم، فهم ينسبون أنفسهم إلى جمعية «الإخوان المسلمين»، فالإسلام منهم برىء ومن أعمالهم، لأن الإسلام لا يؤيد الإرهاب ويحرم القتل.
وجاء فى القرآن الكريم «ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها».
وعن ابن عباس رضى الله عنه «أما من دخل الإسلام وعقله ثم قتل فلا توبة له».
كما يتضح من ذلك أن الإسلام يحرم القتل ولا يؤيد الإرهاب والتخريب، وأن كل جماعة أو عصابة تقوم بأى عمل من ذلك فإن الاسلام برىء منها.
لقد حمى المجتمع الإسلامى الفرد فى حياته، وفى ماله، وفى كل ما يملكه، ولكنّ هؤلاء الجماعة الخارجين على نصوص الإسلام، والمتمردين على المجتمع، أباحوا قتل أنفسهم، لأن مبادئهم الإرهابية صدرت أوامرهم إلى أتباعهم من الإرهابيين بالانتحار فورًا بعد كل عملية اغتيال أو تدمير حتى لا ينكشف أمرهم، وحتى لا يمكن الوصول إلى نتيجة أو كشف التنظيم.
ويقدم «حشاد» دليلًا آخر على أن الإخوان خارجون على نصوص الإسلام بالآية الكريمة: «ولا تقتلوا أنفسكم»، وآية أخرى «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، لأن نفس الإنسان ليست ملكه هو، وإنما هى ملك لأسرته ولوطنه.
والآن بعد افتضاح مؤامرتهم، ومبادئهم التخريبية الإرهابية، فإن الأمة الإسلامية جمعاء والأمة العربية جمعاء، تستنكر أعمالهم وتلفظهم من مجتمعها الصالح السليم، وتطالب محاكمتهم بأشد العقوبات لتريح المجتمع من فسادهم، ويجب بترهم، لأنهم مواطنون متمردون غير صالحين.
يتواصل كشف زيف جماعة الإخوان الإرهابية على صفحات كتاب «رأى الدين فى إخوان الشيطان»، فيكتب الشيخ عبدالحميد بلبع تحت عنوان «توعية وتوجيه»: فى هذا الوقت الذى يجب أن تتضافر فيه القوى وتتوحد الصفوف وتتعاون الجهود للمضى فى طريق العمل والخلق والبناء لخير هذه الأمة وإسعادها ونهضتها، تفاجئنا جماعة تحاول أن تتخذ من الدين ستارًا تخفى وراءه ما تكن لهذه الثورة الناهضة الموفقة من ضغينة وحقد دفعها إلى تلك الأساليب الهادمة المدمرة التى لا تعود بخير على الإسلام، ولا تصل إلى مرافئ الإنسانية بالمواطن، ولا تبعث عزة وكرامة المجتمع، حيث شاءت أن تدمر هذا البناء وتطيح بهذا الكفاح، وتناهض ما أسس من نصر للوطن والمواطنين.