رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ترامب يسعى لتعزيز سمعته كصانع للسلام في «أزمة الخليج»

ترامب
ترامب

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يعتزم الآن على تحقيق إنجاز دبلوماسي في اللحظة الأخيرة من خلال إنهاء الأزمة الخليجية الناشبة بين قطر ودول الرباعي العربي "السعودية، الإمارات، مصر، والبحرين" في الخامس من يوينو 2017.

وأشارت الصحيفة، في تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني، إلى لقاء صهر الرئيس ترامب، وكبير مستشاري البيت الأبيض، جاريد كوشنر، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض، آواخر نوفمبر الماضي، ثم سافر بعدها إلى قطر في 2 ديسمبر الجاري، للقاء أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

وذكرت الصحيفة، أنه بعد هذه المناقشات، أشارت تقارير إعلامية إلى أن قطر والمملكة العربية السعودية على وشك التوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع.

وأضاف التقرير، أن قطر تطمح لأن تصبح لاعبًا رئيسيًا في المنطقة وخارجها، وسعيًا لتحقيق هذا الهدف، أغضبت سياسات قطر، جيرانها، حيث اعتقدت قطر أنها تستطيع المضي قدمًا في طريقها دون الاكتراث بما يعتقده الآخرون.

وعلى سبيل المثال، اتبعت قطر استراتيجية دعم المتشددين مثل جماعة الإخوان في مصر، بالإضافة إلى مقاتلي المعارضة السورية المتشددة، بينما تقدم نفسها أيضًا كحليف رئيسي للولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن قطر أرادت توسيع نفوذها في المنطقة من خلال صداقتها مع الجميع، إلا أن سياسات قطر المنحرفة، وخاصة فيما يتعلق بالجماعات المتشددة، أثارت غضب الدول العربية المجاورة لها لفترة طويلة.

ونوهت الصحيفة إلى ما جرى في يناير 2014، عندما كان أمير قطر في السلطة منذ أقل من عام، حيث دعت دول الخليج، قطر، للتوقيع على اتفاق يتعهد بعدم دعم الجماعات المتطرفة، وعدم التدخل في دول الخليج الأخرى والتعاون في القضايا الإقليمية.

وعندما رفضت الحكومة القطرية الأمر، قطعت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، العلاقات الدبلوماسية معها.

وفي أبريل 2014، في اجتماع مع المملكة العربية السعودية، وقع القطريون على التعهد الذي عُرِف باسم اتفاقية الرياض.

وقالت "جيروزاليم بوست" إن الدول الخليجية الثلاث، توقعوا أن تقلص قطر دعمها للمتطرفين، لا سيما جماعة الإخوان وأنصارها، كما كانوا يعتقدون أن قطر وافقت على تقليل ظهور الإسلاميين على قناة "الجزيرة" وغيرها من وسائل الإعلام القطرية، كذلك التوقف عن انتقادات الحكومة المصرية، ولكن سرعان ما اكتشفوا أن قطر ليس لديها نية لتلبية توقعاتهم، حيث واصلت دعمها للمتطرفين العازمين على تقويض الاستقرار في المنطقة.

وأضاف التقرير، أنه عندما نفد صبرهم، اتخذت دول الخليج ومصر، إجراءات صارمة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر في 5 يونيو 2017، وأوقفوا جميع حركات المرور البرية والجوية والبحرية وفرضوا فعليًا حظرًا تجاريًا.

وسبقت هذه المبادرة المفاجئة، زيارة الرئيس ترامب، إلى المملكة العربية السعودية لعقد اجتماع مع حوالي 50 قائد من قادة العالم العربي.

وفيما يتعلق بقضية التطرف، كان ترامب صريحًا بشكل مميز حيث صرح قائلًا: "المستقبل سيصبح أفضل فقط إذا طردت دولكم الإرهابيين والمتطرفين".

ووفقًا لمعظم التعليقات الإعلامية، أسفرت مبادرة ترامب عن بعض النتائج الإيجابية، ففي الرابع من ديسمبر الجاري، قال وزير الخارجية القطري، محمد آل ثاني: "نحن متفائلون بإيجاد حل للأزمة الخليجية، لكن لا يمكننا القول إن جميع المشاكل ستحل في يوم واحد".

وترى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن هناك صلة بين إنهاء النزاع الخليجي وهدف ترامب لإضعاف النظام في إيران، والذي كان يدعم الاقتصاد القطري.

وفي ختام التقرير، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست"، إنه إذا أسفرت جهود ترامب في اللحظة الأخيرة لحل أزمة الخليج عن نتائج إيجابية، فسوف تتعزز سمعته كصانع سلام مفاجئ وغير متوقع.