رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أراب ويكلي: بيان مصر يؤكد تمسكها بشروط الرباعي للمصالحة مع قطر

جريدة الدستور

سلطت صحيفة "آراب ويكلي" الضوء على موقف مصر من احتمالات المصالحة الخليجية مع قطر، وذلك في ظل استمرار المقاطعة الدبلوماسية للدوحة لما يزيد عن 3 سنوات منذ إعلان دول الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب "مصر، السعودية، الإمارات، والبحرين" قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر في الخامس من يونيو 2017، بسبب دعمها للإرهاب وتمويل الجماعات المتطرفة.

وأشارت الصحيفة الصادرة من لندن، إلى بيان المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد حافظ، الصادر يوم الثلاثاء الماضي، والذي أعرب خلاله عن تقدير مصر للجهود الكويتية لرأب الصدع العربي وتسوية الأزمة مع قطر، مضيفًا: "نأمل أن تكشف هذه الجهود عن حل كامل يعالج كل أسباب هذه الأزمة ويضمن التزامًا دقيقًا وجادًا بما سيتم الاتفاق عليه".

وقالت الصحيفة في تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني، إن هذه هي المرة الأولى التي تعلق فيها مصر رسميًا على المحادثات الجارية لإنهاء المقاطعة مع قطر منذ الإعلان عن مصالحة محتملة الأسبوع الماضي.

وأضاف التقرير، أن الدوحة حاولت حتى الآن، التملص من الجهود المبذولة لمعالجة جذور المشكلة، حيث تصر على رفض أي شروط مسبقة.

ورأت "أراب ويكلي" أن التصريحات المصرية الأخيرة تظهر تمسك القاهرة بالمطالب والشروط السابقة لحل الأزمة مع قطر التي استمرت في اتباع نهج المراوغة بالإصرار على رفض أي شروط مسبقة للتوصل إلى تسوية مع الرباعي العربي.

واعتبرت الصحيفة أن قطر تراهن على التغيرات الطارئة في الساحة الدولية، وخاصة الإدارة الأمريكية القادمة في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن.

وأوضح التقرير، أنه في السنوات الأخيرة، كانت القاهرة أحد الأهداف الرئيسية للسياسات القطرية، حيث دعمت الدوحة جماعة الإخوان الإرهابية واحتضنتها، كما اعتبرتها "حصان طروادة" الذي يسمح لها بتوسيع نفوذها في الدول القوية مثل مصر، كما استخدمت الدوحة أجهزتها الإعلامية لانتقاد القاهرة ومحاولة تقويض مكانتها الإقليمية والدولية.

كما اتُهمت الدوحة بالتعاون مع تركيا لتحقيق طموحات أنقرة التوسعية في المنطقة، وتقويض استقرار مصر ومصالحها الإقليمية.

ووفقًا لما ذكرته "أراب ويكلي" في تقريرها، يرى مراقبون أن أي صفقة مصالحة مع قطر ستكون ناقصة إذا لم تشمل مصر، حيث ألمح وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إلى ذلك الأمر عندما شدد على أهمية العلاقات المصرية الخليجية.

وفي أول تعليق علني لدولة الإمارات على التطورات الأخيرة مع قطر، أشاد قرقاش بـ "جهود الرياض الطيبة لصالح الدول الأربع"، مضيفًا أن الإمارات تتطلع إلى قمة خليجية عربية ناجحة من المقرر أن تعقد هذا الشهر.

وقال قرقاش، في تغريدة سابقة عبر صفحته الرسمية بموقع "تويتر"، إن الإمارات تثمن جهود الكويت والولايات المتحدة لتحقيق التضامن في الخليج العربي، مضيفًا أن الإمارات تؤكد أن "علاقات مجلس التعاون الخليجي مع مصر الشقيقة ركيزة أساسية في الحفاظ على الأمن والاستقرار العربي في المنطقة".

وتعليقًا على ذلك، قال الباحث محمد السعيد إدريس، لصحيفة "أراب ويكلي"، إن القاهرة لديها تقييمات دقيقة بشأن المصالحة مع قطر، مضيفًا، أن أي حديث عن المصالحة بعيد المنال الآن، مع استمرار قطر في دعمها لجماعة الإخوان، حيث يتعارض ذلك مع أهداف ثورة 30 يونيو التي أنهت حكم الجماعة في مصر.

وأوضح إدريس لـ "أراب ويكلي" أن قطر حليفة تركيا التي تعارض دور مصر في أكثر من منطقة وتعرقل محاولات القاهرة للعب دور الشقيقة الكبرى مع دول الخليج، مؤكدًا: "لذلك هناك مخاطر أكبر تتعلق بالأمن القومي لا يمكن التنازل عنها لمجرد وجود نوايا لتحقيق المصالحة".

واعتبر إدريس أن الخلافات بين دول الخليج لا تزال أقل صعوبة، ومع ذلك، فإن القاهرة لها اعتباراتها الخاصة، فيما يتعلق بكل من الدوحة وأنقرة، مشددًا على أن أي حديث عن المصالحة، يجب أن يتضمن مراجعات أيديولوجية جادة من قبل جماعة الإخوان، وتعهد قطري بالرد على قائمة المطالب التي طرحتها الرباعية، وموقف قطري واضح من تركيا، كما أكد حرص مصر على تطوير علاقاتها مع السعودية واحترام خصوصيتها وخياراتها بشأن كيفية التعامل مع قطر وتركيا.