وداعًا رفعت سلام.. فارس ترجمة الأعمال الكاملة لكبار الشعراء
ولد الشاعر الراحل رفعت سلاّم بمدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية في نوفمبر 1951، وفي 1955 عاد مع أسرته إلى مدينته الأصلية منية شبين في محافظة القليوبية، التحق بجامعة القاهرة 1969، درس الصحافة بها، ثم تخرج فيها 1973، ليلتحق بالعمل محررًا ثقافيا بوكالة أنباء الشرق الأوسط، ليُشارك في تأسيس مجلة إضاءة 77، كما أسس مجلة كتابات الأدبية التي نُشرت على صفحاتها للمرة الأولى مصطلح «جيل السبعينيات»، وصدر منها ثمانية أعداد.
عاش الشاعر رفعت سلاّم كـ«فرس جامح» اعتاد تخطي الحواجز، حياته تشير إلى وثبات مضادة، يشغل الحيز الأكبر منها لتمرد، والانقلاب، والانعتاق عما هو مألوف وعادي، خرج مع جيل السبعينيات، ليعلنوا تمردهم وثورتهم على القوالب الجامدة، وحبس وتقييد الشعر، انتصر سلام ورفاقه لأن يكونوا رواد قصيدة النثر لتكون أولى خطواتهم فى صراع طويل ومستمر، لينتصروا في نهايته لمنُجزهم مصريًا وعربيا.
الواقع يقول إن سلام "لم يكتف بتصنيفه كشاعر، وصحفي ومؤسس للقسم الثقافي بوكالة أنباء الشرق الأوسط، فذهب إلى الترجمة من أبواب الشعر، يبحث فيها عن أشباهه من الكبار والقدامى، فقدم لنا مشروعات كاملة لشُعراء كبار، أمثال كفافيس، والت ويتمان، بودلير، رامبو، ريتسوس، رامبو، مايكوفسكي، بوشكين".
فى آخر لقاء مع جمهور الشعر كان بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الماضية، لفت سلام إلى أن معرفته التي تحققت بعمق أكبر من خلال الترجمة كانت بمثابة عبئًا عليّه كشاعر، فقد حمل نفسه مسؤولية تجاه الشعر وأمام الترجمة.
أوضح فيها الشاعر الراحل أنه من أعداء التكرار، باعتباره شاعر لا يقبل أن يكتب ما يكتبه الآخرون، وهذا بالطبع ما ظهر في مشروع سلام الكبير.