رئيس «التعبئة والإحصاء»: مصر من أقل الدول تأثرًا بـ«كورونا».. والبطالة تراجعت لمستويات ما قبل الجائحة
قال اللواء خيرت بركات، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء إن مصر من أقل الدول تأثرًا بجائحة كورونا، ما يؤكد نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى والخطط والإجراءات الاستباقية التى اتخذتها الدولة للحد من آثار الأزمة.
تراجع معدلات الفقر في مصر
وأضاف «بركات»، فى حواره مع «الدستور»، أن إعلان تراجع معدلات الفقر خطوة على الطريق الصحيح وإنجاز يُحسب للقيادة السياسية والحكومة، مشيرًا إلى أن المناطق الريفية استحوذت على نصيب الأسد من تراجعات الفقر وتحسن معيشة أفرادها.وكشف عن أن جهود تنقية جداول المستفيدين نجحت فى استبعاد ٥ ملايين شخص من الأعلى دخلًا من منظومة الدعم التموينى، لافتًا إلى أن الجهاز بصدد الانتهاء من تحديث خريطة الفقر على مستوى جميع القرى البالغ عددها ٤٧٠٠ قرية فى غضون شهرين على أقصى تقدير.
■ بداية.. كيف تقرأ إعلان تراجع معدل الفقر مؤخرًا لـ٢٩.٧٪ على مستوى الجمهورية؟
- أرى أنها خطوة على الطريق الصحيح، ورغم ذلك فإن انخفاض نسب الفقر على مستوى الجمهورية بما يقارب الـ٣ نقاط مئوية ليصل إلى ٢٩.٧٪ خلال عام ٢٠١٩- ٢٠٢٠، مقابل ٣٢.٥٪ خلال عام ٢٠١٧- ٢٠١٨، مسجلًا بذلك منحنى هبوط لأول مرة منذ ٢٠ عامًا بعد سلسلة من الارتفاعات- لا يعنى أن الفقر انتهى، بل يعد بوصلة رئيسية لتوجيه أجهزة الدولة لحل مشكلة الفقر متعدد الأبعاد، وليس المادى فقط، مثل فقر التعليم والصحة والخدمات والطرق.
■ ما المناطق الأكثر استفادة من جهود الحكومة فى خفض معدلات الفقر؟
- رغم أن معدل الفقر سجل تراجعًا بجميع أقاليم الجمهورية، إلا أن الريف كان صاحب نصيب الأسد من التراجع، بنسبة بلغت ٣.٦١٪، مقابل ١.٦٣٪ فى الحضر خلال ٢٠١٩-٢٠٢٠، نتيجة لتركيز الحكومة خلال السنوات الأخيرة على ضخ مزيد من الاستثمارات للريف، وسد الفجوات التنموية بين مختلف الأقاليم.
وجاء ريف الوجه البحرى فى المرتبة الأولى بانخفاض نسبته ٤.٧٪، يليه ريف الوجه القبلى بنسبة ٣.٧٩٪، بينما كان الأقل انخفاضًا هو حضر الوجه القبلى بنسبة ١.٠٦٪، والمحافظات الحضرية بنسبة ١.٣٤٪.
■ ما الحد الأدنى لدخول الأسر شهريًا للوفاء باحتياجاتها فى ظل المتغيرات الأخيرة؟
- المتغيرات الاقتصادية الأخيرة أسهمت فى رفع مستويات معيشة الأفراد، وهو ما ترتب عليه تحريك خط الفقر من ٧٣٥.٥ جنيه شهريًا خلال عام ٢٠١٧- ٢٠١٨، لـ٨٥٧ جنيهًا، وهو متوسط الحد الأدنى لدخل الفرد شهريًا حتى يستطيع الوفاء باحتياجاته الأساسية، بما يعادل ١٠.٢ ألف جنيه سنويًا. أما بالنسبة للأسرة المكونة من فردين وطفل، فإن الحد الأدنى للوفاء باحتياجاتها شهريًا يبلغ ١٩٣٢ جنيهًا، ويرتفع إلى ٣ آلاف و٢١٨ جنيهًا شهريًا للأسرة المكونة من فردين بالغين وطفلين.
■ هل تراعى مؤشرات الفقر قياس تأثير جائحة كورونا على مستويات المعيشة؟
- لا.. جرى استبعاد فترة الجائحة من أعمال بحث الدخل والإنفاق، نظرًا لكونها أزمة طارئة وصدمة لا يمكن القياس عليها، وبالتالى امتد البحث خلال الفترة من ١١٠٢٠١٩ حتى ٣٠٣٢٠٢٠، وكان حجم العينة ٢٦٠٠٠ أسرة فى البحث، بينما جرى اختيار عينة مصغرة عددها ٤٥٠٠ أسرة فقط أثناء فترة الجائحة لرصد تداعياتها، من خلال توجيه أسئلة عن بُعد باستخدام الهواتف المحمولة، عن الحالة العملية ومستويات الإنفاق والاستهلاك وتغير الدخول خلال تلك الفترة، بهدف التوصل إلى مؤشرات عامة عن أحوال المجتمع فى أثناء جائحة كورونا.
الجهاز حاليًا بصدد تنفيذ مسح جديد لدراسة مستويات الخدمات والمرافق وتطور الأوضاع المعيشية على مستوى جميع قرى الجمهورية، البالغ عددها ٤٧٠٠ قرية، ومن المقرر الإعلان عن نتائجه فى غضون شهرين على أقصى تقدير، والتى سيجرى على أساسها تحديث خريطة القرى الأكثر فقرًا، وإتاحتها لمتخذى القرار، لضمان الاستهداف الأمثل والأدق للقرى الأولى بالرعاية فى ضوء المؤشرات الجديدة لمعدلات الفقر.
■ هل انعكست عملية إعادة هيكلة منظومة الدعم على إصلاح الخلل فى التوزيع؟
- جهود تنقية جداول المستفيدين من الدعم أثمرت عن استبعاد ٥ ملايين شخص من الأعلى دخلًا من منظومة الدعم التموينى، لتتقلص نسبتهم من ٧٢٪ خلال عام ٢٠١٩-٢٠٢٠ مقارنة بـ ٧٧٪ خلال عام ٢٠١٧- ٢٠١٨، لكن لا يزال هناك خلل فى التوزيع، ووزارة التموين تبذل جهودًا مستمرة لمواصلة هيكلة الدعم وضمان وصوله لمستحقيه.
■ كيف نجحت مصر فى التعامل مع جائحة كورونا؟
- المؤشرات تقول إن مصر من أقل الدول التى تأثرت اقتصاديًا بجائحة كورونا، وهذا يؤكد نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى والخطط والإجراءات الاستباقية التى اتخذتها الدولة للحد من آثار الأزمة، فضلًا عن استجابة ووعى المواطنين.
استعادت معظم القطاعات نموها، فارتفعت إيرادات قناة السويس لأعلى مستوياتها منذ ٩ أشهر لتسجل خلال أكتوبر الماضى ٧.٧ مليار جنيه، وتحسنت إيرادات السكك الحديدية عما كانت عليه قبل الجائحة، كما تحققت طفرة فى أعداد الشركات الاستثمارية شهريًا لتسجل مؤخرًا ٢٢٢٩ شركة جديدة خلال شهر أغسطس الماضى، مقابل ٢٤٦ شركة فقط أثناء ذروة كورونا خلال أبريل الماضى، وبوتيرة أقل استعادت قطاعى النقل البحرى والبرى حوالى ٣٠٪ من نشاطهما المعتاد.
■ ما تأثير هذه النجاحات على معدل البطالة فى ظل جائحة كورونا؟
- سوق العمل فى مصر استعادت عافيتها بعد تخطى ذروة كورونا، إذ هبط معدل البطالة من ٩.٦٪ خلال الربع الثانى من عام ٢٠٢٠ ليصل إلى ٧.٣٪ خلال الربع الثالث من العام نفسه، ليستعيد بذلك المعدلات الجيدة قبل الجائحة، إضافة إلى ارتفاع عدد المشتغلين بنحو مليونى شخص مؤخرًا، وهو ما يعنى عودة الوظائف واستقرار الأوضاع.
■ كيف تأثرت معدلات التضخم بالأحداث الجارية؟
- معدلات التضخم ارتفعت- مؤخرًا- بشكل طفيف، إلا أنها لا تزال معتدلة قياسًا بالأوضاع العالمية، وهو ما دفع البنك المركزى إلى تخفيض سعر الفائدة، وهو مؤشر على أن مستويات الأسعار لا تزال مستقرة، ولم تحدث لها قفزات مقلقة.
■ كيف استعد الجهاز المركزى للإحصاء للموجة الثانية من كورونا؟
- نعمل حاليًا على تحديث بيانات إصابات ووفيات كورونا وفق العمر والنوع والتوزيع الجغرافى بشكل دورى بالتعاون مع وزارة الصحة، لرصد وقياس أثر كورونا اقتصاديًا واجتماعيًا حتى الآن، وتحديث الخريطة الوبائية، بما يمكن متخذى القرار من الانتباه مبكرًا للبؤر الوبائية فى الموجة الثانية، ورصد كثافة الإصابات جغرافيًا.
■ ما رأيك فى تكليف مجلس الوزراء بتنفيذ مشروع الترقيم المكانى للمبانى؟
- جهاز الإحصاء بصدد التنسيق مع وزارتى الاتصالات والإسكان للبدء فى تنفيذ مشروع الترقيم المكانى لجميع المبانى بمحافظات الجمهورية، اعتمادًا على بيانات التعداد العام الذى أجراه الجهاز مؤخرًا، وتحديد رقم مكانى لكل وحدة على مستوى الجمهورية، ومن ثم إصدار كارت مكانى لكل مواطن بالشقة أو الوحدة التى يقطنها.
■ ماذا عن التعاون مع وزارتى التخطيط والبيئة لتطوير منظومة المخلفات الصلبة؟
- سيتولى الجهاز حصر جميع المنشآت أو الأفراد العاملين بمنظومة المخلفات الصلبة على مستوى القاهرة الكبرى «القاهرة والجيزة والقليوبية»، تمهيدًا لدراسة تقنين الأوضاع والدمج تحت مظلة المنظومة الرسمية، وتوفير برامج حماية اجتماعية سواء تأمين صحى أو اجتماعى، وضمان فرض الرقابة على كل مراحل تدوير المخلفات والتخلص منها طبقًا للضوابط والمعايير الصحية والبيئتين المحلية والدولية.
قد يهمك أيضا: