محمد هشام: المتطرفون يسعون لتحويل الدين لسلطة لها جنودها وجلادوها
استنكر الشاعر محمد هشام٬ البيان الذي أصدره أحد أعضاء اتحاد الكتاب ــ النقابة الفرعية لاتحاد كتاب مصر بالغربية، ودعا المثقفين للتوقيع عليه، ويتضمن فرض شروط وصاية ومعايير يجب اتباعها على المبدع قبل أن يكتب.
وقال في تصريحات خاصة للدستور: ما طرحه كاتب الميثاق إن صحت تسميته، لا يخرج عن سياق الأزمة الوجودية التي يعيشها العقل العربي منذ القديم حتى يومنا هذا، والتي قتلها المحللون والكتاب بحثًا، ومن أبرز مظاهرها محاولة «تعليب» الدين أو «تسليعه»، وجعله مثل العجين يُشكل حسب الأهواء والرغبات، لتحقيق مصالح فِئوية، طائفية أوسلطوية، على اختلاف أشكالها وألوانها وطبقاتها.. وأزمة تحويل الدين لسيف مُصلت على رقاب الناس ليست جديدة، لكنها أحد أشكال التعليب والتسليع التي يستخدمها أصحاب الأفكار المتطرفة، الذين يسعون لتحويل الدين إلى سلطة متكاملة لها جنودها ومديروها وجلادوها، وهؤلاء يعادون «المجاز» بكل أشكاله وألوانه وتصريفاته، وهذه المعاداة لسيت ناجمة عن اختلاف في وجهات النظر أو ما شابه لكنها معاداة خارجة عن حالة لها جذورها وتم ترسيخها منذ زمن، ولدت عقولا مغلقة أسيرة ذواتها لا تمتلك إرادة للتحرر.
وقال: هذا الميثاق المزعوم هو أحد أشكال تلك الأزمة العقلية، لأنه يتعامل مع الإبداع بمنطق كهنوتي مُغلق ويفتئت على الجمال وعلى أشكاله، كأن يقول: «هذا لائق دينيا وهذا غير لائق دينيا، هذا كفر وهذا ليس كفرا، اللون الأحمر هذا جيد، لكن الأزرق فاحش ويحرض على الزندقة»، وهذا تسطيح كبير ليس فقط لفكرة الإبداع إنما للدين نفسه.. وللأسف أننا أحيانا نمنح هؤلاء دعاية مجانية عبر الدخول معهم في جدال عقيم لن يفيد، لأن هذه الأزمة وجودية كما قلت وليست مشكلة شخص واحد أو بضعة أشخاص أو ميثاق مزعوم هنا أو بيان هناك، هذه قضية يعاني منها الفكر العربي منذ زمن، والأمر يحتاج لإرادة حقيقية لتجديد وتطوير هذا الفكر.