رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توجيه رئاسى بتطوير «القاهرة الفاطمية» البقعة التي تضجّ بالحياة

القاهرة الفاطمية
القاهرة الفاطمية

القاهرة الفاطمية أو كما يسميها البعض بـ«الإسلامية»، ليست مجرد مبانِ معمارية بُنيت كغيرها، ولا طُرق ممهدة، لكنّها تاريخ يحمل أسرارًا من الجمال والبهاء؛ فبعد مرور أكثر من عشرة قرون من تأسيسها، ما زالت تحتفظ بطرازها المعماري الفريد، والتي بدأت ملامحها تظهر مع الفتح الإسلامي على يد عمرو بن العاص عام 641م.

وجه الرئيس السيسي بتطوير شوارع ومناطق القاهرة الإسلامية، ورفع مستواها من كافة الجوانب الهندسية والتنظيمية والبيئية، بهدف الارتقاء بمجمل أحوالها، تأسيسًا على التجارب الرائدة الناجحة التي قامت بها الدولة خلال السنوات الأخيرة في هذا الإطار على مستوى كافة ‏محافظات الجمهورية.

ويستعرض «الدستور» أهم ما يُميّز القاهرة الفاطمية من حيث طبيعة الجمال، وكيف ينجذب لها الزوّار من كل بلاد العالم، يأتون خصيصًا لزيارة شوارعها المخلدة.

تضم القاهرة الإسلامية تاريخ المصريين في العصر الفاطمي الذين عاشوا تلك الحقبة التي ستظل شاهدا على ما قدموه لمصر من عظمة وشموخ، وما ينطق به المكان من روعة التصميم وخلود المعمار، وستظل تلك الشوارع باقية ما بقى التاريخ وما بقى الأثر؛ فقد عاش فيها كثير من علماء مصر وأدبائها وفنانيها.

يمكن للزائر أن يستشعر روحَي المعز وقائده مؤسس المدينة العريقة وجامعها الأزهر، اليوناني جوهر الصقلي، تترقرقان في شارع المعز، وباحات الأزهر وإيواناته ومآذنه، وفي مسجد الإمام الحسين، والأزقة النحيلة التي تتشابك وتفترق وتلتئم لتنفض، وتضيق لتنفرج مجددًا.

كما تضمّ القاهرة الفاطمية، كثيرا من المقاهي الشعبية العتيقة، والمحال التجارية العتيدة، وسوق النحاسين، الذين يصيغون من المعدن أباريق وقصعات وصحائف، بين حواجب عيون السياح الأجانب التي تنفرج وتضيق دهشة ممّا وقعوا عليه.

وفيها جامع الأزهر الشريف، والذي يُعد مركز القاهرة الفاطمية وقلبها النابض، فمنذ افتتاحه العام 972م، وإلى يومنا هذا، لا يزال يُعدّ أحد أقدم الجوامع والجامعات في المنطقة العربية والإسلامية، وأكثرها تأثيرًا في الحياة الدينية والسياسية.

كما يوجد بها مسجد الحسين، المبني بالحجر الأحمر على الطراز الغوطي، عام 1154م، وفق مصادر تاريخية متطابقة، وفي القاهرة الفاطمية أربعة أبواب تطلّ ثلاثة منها مبنية بالرخام الأبيض على خان الخليلي، فيما يوجد الرابع المعروف بالباب الأخضر جوار قبة المسجد.

وفيها المعزّ بجماله الدائم، تحمل أحشاؤه كلّ القاهرة الفاطمية، فبين تضاعيفه تستلقي قلعة الحاكم المملوكي الناصر بن قلاوون؛ حيث تضمّ مسجدًا ومدرسة تعرف بالمدرسة الناصرية، ولعلّ ما يميز جامع الناصر بن قلاوون، أنّه، وعلى عكس بقية مساجد القاهرة القديمة، يبدو شبه خال من الزخارف، ويتخذ في معماريته أنماطًا شتى، ذات طابع فرعوني، وبطلمي، وروماني.

وتضُم القاهرة الفاطمية العديد من المناطق الأثرية القديمة، التي ما زالت موجودة بأشكالها المعمارية الجذّابة، وستظل موجودة تلك البقعة التي تضجّ بالحياة، تستقبل جيلًا بعد جيل، ويحكي عنها العالم كل يوم وكُل عام.