رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرزها العلاقات الثنائية وتوترات «المتوسط».. ملفات فى أجندة السيسى بفرنسا

السيسي
السيسي

يلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه الأسبوع المقبل خلال زيارة رسمية، تأتي في الوقت الذي يشهد فيه العالم تغييرات كبرى.

ويبحث الرئيسان الأزمات الإقليمية بشكل خاص، ولا سيما التوترات في البحر المتوسط المتعلقة بالسلوك العدواني لتركيا، حسبما أفادت وسائل إعلام فرنسية.

ونقلت صحيفة لوفيجارو الفرنسية عن مصدر بالإليزيه قوله إن هذه الزيارة، التي تأتي بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر في يناير 2019، تهدف إلى تعزيز العلاقات بين باريس والقاهرة، الشريك الاستراتيجي والضروري للاستقرار في الشرق الأوسط.

ويستقبل السيسي خلال زيارته وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الذي كان في زيارة مؤخرًا إلى القاهرة لتهدئة الجدل الذي أحدثه نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة في الصحافة الفرنسية.

كانت صحيفة لا تريبيون الفرنسية، أكدت أن لودريان قد مهد للزيارة خلال وجوده بالقاهرة في 8 نوفمبر الماضي، حيث يعمل لودريان على تعزيز العلاقات بين مصر وفرنسا منذ سنوات، وتتميز لقاءاته مع السيسي ووزير الخارجية سامح شكري بجو من الثقة المتبادلة.

ووصفت العلاقة بين باريس والقاهرة بالمتميزة، والتي لا يمكنهما الاستغناء عن بعضهما البعض، خاصة في شرق البحر المتوسط وإفريقيا.

ويرافق السيسي وفد رفيع المستوى، سيشاركه لقاءاته مع ماكرون ومسئولين فرنسيين كبار، ومن المتوقع أن تتناول المناقشات التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتوترات الأخيرة في شرق البحر الأبيض المتوسط، والأزمات الليبية والسورية، ومكافحة الإرهاب، وكذلك إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين من بين القضايا التي من المتوقع أيضًا بحثها.

الملف الليبي
ومن أبرز الملفات التي سيبحثها السيسي مع ماكرون خلال الزيارة، هو الملف الليبي والتي تتوافق فيها الرؤى المصرية والفرنسية، وكانت فرنسا من أوائل الدول التي دعمت مبادرات مصر لحل الأزمة الليبية سياسيا وعن طريق الحوار، ووقف ضخ المرتزقة والتدخلات الإقليمية في ليبيا وكان آخرها "إعلان القاهرة".

وكانت فرنسا رعت في نهاية مايو 2018 مؤتمرا دوليا حول ليبيا، جمعت فيه الفرقاء الليبيين على مائدة المفاوضات، وكانت النتيجة "إعلان باريس 2"، واستضافت باريس أيضا في يوليو 2017 مؤتمرا شارك فيه القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، بهدف إنهاء حالة الفوضى التي تشهدها ليبيا وتهدد أمن أوروبا ودول الساحل الإفريقي ودول الجوار.


التوترات بشرق المتوسط
وتأتي زيارة السيسي إلى فرنسا قبل يومين من قمة أوروبية ستبحث فيها التوترات في شرق المتوسط، وتثير أنشطة تركيا في شرق المتوسط ردود فعل غاضبة من الاتحاد الأوروبي وقبرص واليونان وفرنسا ومصر والولايات المتحدة، ولذلك ستكون التوترات بشرق المتوسط على رأس مباحثات الرئيسين السيسي وماكرون خلال لقائهما في الإليزيه.

ويواجه ماكرون بشكل خاص عن باقي رؤساء أوروبا الاعتداءات التركية في شرق المتوسط واستفزازات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقبرص واليونان حيث تنتهك سيادتهما، وقد أطلق ماكرون تحذيرات متتالية فور تمادي النظام التركي في تهديداته لدول شرق المتوسط، وتقود فرنسا حملة ضغط على الاتحاد الأوروبي لوضع عقوبات على تركيا على خلفية سلوكها العدواني في شرق المتوسط.


مواجهة الإسلام السياسي
ملف الإسلام السياسي سيكون أيضا على رأس الملفات التي سيبحثها السيسي وماكرون، إذ يأتي اللقاء وسط إجراءات تقوم بها باريس لمواجهة الإخوان وجماعات الإسلام السياسي.

وكان لودريان قد صرح أواخر نوفمبر الماضي أنه لا يستبعد تصنيف الإخوان منظمة إرهابية بفرنسا، وحذر من استغلال تركيا الإسلام لزعزعة استقرار المنطقة ويعمل على نشر الإرهاب وحملات الكراهية والعنصرية والتلاعب بالمعلومات على شبكات التواصل الاجتماعي، ووقف التمويلات الأجنبية لتلك الجماعات.


القضية الفلسطينية
التحركات الأخيرة لإحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي كان أحدثها لقاء السيسي الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، تشير إلى أن القضية الفلسطينية سوف تكون ضمن الملفات التي سيبحثها السيسي مع ماكرون.

وتتوافق وجهات النظر الفرنسية مع المصرية في حل القضية الفلسطينية على أساس عادل وحل الدولتين والاحتفاظ بحقوق الفلسطينيين، وكانت باريس قد سبق وعرضت الوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لبحث عملية السلام بينهما.


تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين
ستعمل الزيارة على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات إذ تتمتع مصر وفرنسا بعلاقات ودية وطيدة زادت في السنوات الأخيرة.

ويحرص البلدان على تعزيز التعاون الثنائي على المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية، وتعد فرنسا شريكًا اقتصاديًا مهمًا للغاية لمصر، حيث ضخت حوالي 5 مليارات يورو في الاستثمارات الحالية في مصر، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 3 مليارات يورو.

وعلى الصعيد العسكري، تجري القوات المسلحة لكل من مصر وفرنسا بانتظام مناورات بحرية مشتركة في البحر الأبيض المتوسط، بهدف تبادل الخبرات ومواجهة التهديدات والحفاظ على الأمن البحري.

وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، تم تكثيف الزيارات المتبادلة بين رئيسي البلدين وكبار المسؤولين وعلى رأسهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وكانت أحدث الزيارات في عام 2019، حيث قام ماكرون بزيارة لمصر في يناير 2019.

وفي أغسطس 2019، قام السيسي بزيارة إلى فرنسا، للمشاركة في قمة مجموعة السبع، وفي أبريل 2019، زارت وزيرة الصحة هالة زايد فرنسا، كما زار وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا فرنسا في يونيو 2019.