رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكينوا».. هل يكون «ملك البروتين» بديلًا للأرز؟

الكينوا
الكينوا

مشاريع جديدة يجري تنفيذه في الوادي الجديد، على مراحل، يهدف لتقليل الفجوة الغذائية، من خلال الاعتماد على محاصيل عالية الإنتاج تصلح بديل للأرز والقمح، وفي ذات الوقت العمل على ترشيد استهلاك المياه في الري، وتتحمل الملوحة وتصلح في الأراضي الهامشية التي هجرها الفلاح، وفي نفس الوقت يحقق عائد اقتصادي مرتفع.

مشروع قومي
ويُعد مشروع «الكينوا»، أحد المشروعات التي يتم تنفيذها، وهناك تعويل كبير عليها، حيث يُعتبر بديلًا للأرز، ويدخل بنسب تتراوح من 40% إلى 50% في إنتاج الخبز، لذلك يعتبر نجاح زراعته أحد الحلول الداعمة للأمن الغذائي.

وبدأ زراعة نبات «الكينوا»، بتنفيذ محطة غربلة لتقاوي المحصول، وتنقيته من الشوائب وتدريب المزارعين على زراعة النبات، والرائدات الريفيات وربات المنازل بقرى مركز الخارجة، على إنتاج وجبات منزلية من المحصول نفسه، بالإضافة إلى توفير معدات زراعية لتوزيعها على المزارعين بالمجان لاستكمال زراعة المحصول.

ويُنفذ مشروع زراعة «الكينوا» على مرحلتين، الأولي جرى تنفيذها في الفترة من عام 2015 وحتى 2018، والمرحلة الثانية، تُنفذ حاليًا، وفيها من خلال التوسع في زراعة المحصول، خاصة أنه من أكثر النباتات التي تنجح زراعتها في التربة الملحية والظروف المناخية الحارة، وأكثر الدول العربية نجاحًا في زراعته هى الإمارات، وأخذت مصر تتوسع فيه بشكل كبير من خلال مشروع قومي.

بديل للأرز
وعن إمكانية أن يكون «الكينوا» بديلًا للأرز في مصر، قال الدكتور حسين تهامي، أستاذ التنمية الريفية بمركز بحوث الصحراء بالقاهرة، إن «زراعة هذا النبات لها تأثير اقتصادي كبير، ولا بُد أن يقتصر الهدف من زراعته على الزراعي فقط، بل فإن زراعته تلعب دورًا اجتماعيًا أيضًا، وذلك من خلال استغلال مساحات هامشية من الأراضي، أو الأراضي التي بها بعض المشكلات الفنية، في زراعة محصول مثل الكينوا، يُحقق عائدًا اقتصاديًا لا بأس به، يمكنه رفع مستوى دخل الفلاح البسيط».

فيما أشار الدكتور محسن عبد الوهاب، منسق مشروع زراعة «الكينوا» في الوادي الجديد، إلى أن مركز بحوث الصحراء يُنفذ عدة مشروعات بحثية زراعية لعلاج مشكلات التربة والمياه، ونفذ عدة مشروعات بحثية زراعية لعلاج مشكلات التربة والمياه، وكان بينها مشروع الكينوا، الذي بدأ منذ 5 سنوات، وذلك لما يتميز به من تحمل لمواجهة المناخ الحار الجاف والتربة العالية.

ولفت «محسن»، إلى أن المشروع استهدف تدريب مزارعين ومشرفين زراعيين على زراعة «الكينوا» ليصل عددهم إلى 500 متدرب، بالإضافة إلى ذلك تم تنفيذ حقول إرشادية في قرى مركز الخارجة من أبرزها قرى الشركة 55؛ وذلك لتعريف المزارعين بالمحصول والطرق السليمة لزراعته.

النجاح يتوقف على المزارع
ونوهت الدكتورة شيرين فتحي، أستاذ الاقتصاد بمركز بحوث الصحراء، ورئيس المشروع، بأن إقبال المزارعين على زراعة «الكينوا» هو أحد العوامل الرئيسية لنجاح المشروع، مؤكدة أن قرى الخارجة بدأت بـ 10 مزارعين، ووصل اليوم العدد لـ300 مزارع بسبب نجاح المحصول، وزيادة طلب المزارعين أنفسهم على زراعته كما حقق بعض المزارعين أرباحًا وصلت إلى 16 ألف جنيه في الفدان الواحد.

وأوضحت «فتحي»، أن مركز بحوث الصحراء يعمل على تدريب المزارع، وتوفير التقاوي ومستلزمات الإنتاج من أسمدة ومعدات زراعية، وفي الوقت نفسه يجري تدريب السيدات بنفس القرى التي تزرع المحصول على إنتاج وصناعة وتجهيز وجبات غذائية متنوعة من المحصول، مثل «المحشي والبسبوسة والطعمية ومخبوزات متنوعة».

وأكدت أن «نبات الكينوا ترتفع به نسبة البروتين عن محصول القمح، ويحتوي على كميات كبيرة من الأحماض الأمينية بما يجعله شبيه جدًا بالبروتين الحيواني، إلا أنه لا يحتوي من مادة «الجلوكتين»، والتي تسبب حساسية عند بعض الأشخاص، والمعروفة باسم حساسية القمح، منوهة بأن الخطة المستقبلية للمركز في تنفيذ المشروع؛ هو محاولة إدراجه في المشروع القومي «المليون ونصف مليون فدان»، خاصة في الجزء الذي ينفذ في الوادي الجديد.